ثدي كبير لإرضاع الإحراج ! أو مصالح مضى عصرها؟ وضد العصر؟

محمد حبش
إرضاع الكبير … فضحتونا والله!!!
مرة أخرى تثار على الإعلام القضية المشهورة التي أثارها الشيخ عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وهذه المرة على لسان الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار القضائي في وزارة العدل السعودية وعضو مجلس الشورى السعودي، وهو شيخ شهير في السعودية منحته الفضائيات شهرة واسعة، ومارس دوراً رئيسياً في برنامج المناصحة الذي قامت به السعودية في إطار المواجهة مع الغلو والتطرف، فكان بذلك رمزاً من رموز الاعتدال في السعودية، وهكذا فقد ذهب الشيخ مرة أخرى للتأكيد على جواز إرضاع الكبير وأن بإمكان السيدة التي ترغب بدخول أحد الرجال عليها من الخدم أو المرافقين أو القرابة أن ترضعه بعض رضعات ليصبح ابناً لها بالرضاعة ويحل له الخلوة بها، وهذه المرة لا يكتفي الشيخ العبيكان بنقل الفتوى من صحيح مسلم بل أورد هذه المرة أقوال عدد من العلماء في تأييد ذلك وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن هذه المرة احتاط الشيخ العبيكان فقال يجب أن يتم جلب الحليب في كأس ويشربه الراغب ولم يقل ما قاله الشيخ عزت عطية من قبل بأنه لا بد من الرضاع المباشر : فم يلتقم وثدي يلتقم!!

المسألة من وجهة نظري أكبر من ذلك، فالسند الشرعي لما يقوله الرجلان واضح وضوح الشمس وفق المعايير التي نعلمها لأطفالنا في الدراسات الشرعية، ولا مدخل للشك في صحة الرواية ودلالتها، ونص الحديث عن القاسم عن عائشة

أن سالماً مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت – يعني سهلة بنت سهيل النبي {صلى الله عليه وسلم} فقالت إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً فقال لها النبي {صلى الله عليه وسلم} أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة فرجعت فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة

والرواية من جهة الإسناد لا يتطرق لها الشك (وفق قواعد المحدثين) فقد أوردها الإمام مسلم في الصحيح، وأزيدك علماً فقد رواها أيضاًُ من الأئمة أبود داود والنسائي وابن ماجه من أصحاب الكتب الستة والطبراني وابن عوانه وابن راهويه وعبد الرزاق الصنعاني وغيرهم كثير ونص ابن تيمية أن الحديث حجة يرفع الحرج عن الأمة!!

بالطبع الموضوع فضيحة بكل المقاييس، والتأويلات التي بدأ القارئ يتصورها الآن وهو يقرا هذا المقال ستأخذنا إلى مكان آخر، ولكن أحداً لم يسأل السؤال الحقيقي: من هو المسؤول حقاً عن هذا الصخب وهل يكفي تحميل الرجلين مسؤولية الخطأ في الفتوى وينتهي الأمر، وبالتالي فصل الشيخ عزت عطية من عمله وانتظار مصير مماثل للعبيكان؟

المسألة أننا نقف دائماً أمام الضحية ولا نجرؤ على الاقتراب من مناقشة جوهر المسألة فلم يقل أحد إن الإمام مسلم أخطأ في رواية الحديث، وأخطأ من روى عنه، ولم يقل أحد إن هؤلاء الرواة بشر قد يخطؤون وقد يصيبون، وإن حميد بن مسعدة أو سفيان بن حبيب أو ابن جريج أو ابن أبي مليكة أو القاسم أو عائشة أخطأ أو نسي أو توهم في رواية الحديث، بل إن الأمر كله في النهاية (ينطبش) برأس عزت عطية ويا دار ما دخلك شر.

ولم يقل أحد إن هذه الرواية بغض النظر عن قائلها أو صاحبها صحابياً أو تابعياً أو راوياً أو محدثاًً هي محض رأي لا يلزمنا، وأننا نملك عقولاً تكشف لنا أن فتح هذا الباب هو في الواقع تشريع للدعارة والخطيئة والفحشاء، وأن من الفضيحة أن نروي مثل هذه العجائب

متى سنملك الجرأة ونرفع العصمة عن هذه الكتب التي حكمت عقولنا مئات السنين من دون أن نجرؤ على توجيه النقد لها، أو تصحيح ما ينبغي تصحيحه أو رفض ما يجب رفضه مما تراكمت عليه قداسة القرون؟

متى سنملك الجرأة على القول إن الحجاب هو شأن المرأة ومسؤوليتها، وهي التي تقرر الستر من الأشرار والعيون الزائغة، وهي التي تقرر التسامح في أجواء الطهر والعفاف؟

متى سنكف عن ممارسة الوصاية على النساء (الناقصات العقل والدين) في حين نترك للرجل اختيار ما يعجبه من الثوب وفتحة الصدر وكشف الشعر

متى نملك الجرأة أن نقول إن هذا الذي نرويه هو الماضي، هو التراث هو ما رآه الناس قبل أكثر من عشرة قرون وهي حكايا نرويها للاستئناس بالماضي وليس للانحباس فيه، وهو تجارب الناس أصابوا أو أخطؤوا، وأن تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون؟

إنها حقيقة قدمتها في رباعياتي في حوار كتبته على لسان شكوى وجواب شكوى:

يا رسول الله يا من وجهه أشرقت منه الليالي مصبحات

هل لدى كفيك برء مثله يمنح الحائر أسرار الحياة

أيها الصادق كم من وقفة قمت فيها ناسخاً حكم السماء

وشجاعاً كنت في تغييرها يا لنا أتباع شؤم جبناء

أيها الصادق كم من نكبة قد نكبناها بنص مسند

لم تكن تعلم لما قلتها أنها دستورهم للأبد

ما النبوات التي كانت لكم غير أشواق وأذواق ونور

أشرقت وحياً على أسماعكم فجرت أنغامها فوق السطور

وفي إطار جواب الشكوى يكون جوابه:

لا تلمني يا صديقي إنني خدمة للعقل أنهيت النبوة

لم أشأ أرضى لكم أوهامكم فخذوا أقدراكم معني بقوة

مجدكم في الأرض لا تصنعه جثث تسكن في جوف المقابر

فخذوا أقدراكم وتنتبهوا واصعدوا أنتم على تلك المنابر

أنا كالمرآة في سيارتك إن تراني تبصر الماضي وراءك

بيد لا يكفيك ماض آفل إنما دربك أبصره أمامك
إرضاع الكبير … فضحتونا والله!!!

محمد حبش: كلنا شركاء
24/ 05/ 2010

14 تعليق

  1. http://www.alarabiya.net/articles/2007/05/16/34518.html

    اقتراحات بطلبات احاطة برلمانية وجدل داخل الأزهر
    فتوى تبيح للمرأة ارضاع زميل العمل منعاً للخلوة المحرمة

    الجدل بشأن الفتوى وصل إلى البرلمان المصري

    دبي – فراج اسماعيل
    احتدم جدل بين علماء دين في مصر ووصل إلى البرلمان بعد فتوى لرئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر، تبيح “إرضاع الكبير”، في وقت انتقدت عدة صحف تدريس كتاب في هذا القسم يؤكد أن الارضاع يحلل الخلوة بين رجل وإمرأة غريبة عنه في مكاتب العمل المغلقة.

    وقال عضو مجلس الشعب عن كتلة الاخوان المسلمين صبري خلف الله إن نحو 50 نائبا في البرلمان تدارسوا هذا الموضوع مساء الأربعاء وأعربوا عن قلقهم من انتشار هذه الفتوى اعلاميا، واقترح بعضهم تقديم طلبات احاطة، لكنهم اتفقوا على ارجاء ذلك، واعطاء فرصة للأزهر والاعلام لوقف الخوض في هذا الموضوع الذي أثار حالة من اللغط الشديد في الشارع المصري خصوصا في أماكن العمل التي تضم موظفين وموظفات، وعندها قد يمتنعون عن طلبات الاحاطة منعا لحدوث زوبعة برلمانية قد تساهم في تضخيم المسألة وتضر بالاسلام.

    كان د.عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فجر مفاجأة حيث أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلا بواسط أحدهما.

    واكد عطية لـ”العربية.نت” أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وان المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالباً توثيق هذا الإرضاع كتابة ورسميًا ويكتب في العقد أن فلانة أرضعت فلانًا.

    وفي تصريحات لـ”العربية.نت” قال عضو مجلس الشعب خلف الله: أن الخطأ في هذا الموضوع أنه لم يتم تناوله بطريقة علمية أو أكاديمية، فلو حدث ذلك لاختلفت المسألة، لكنها أثيرت اعلاميا بطريقة ساخرة كأن هناك من يحبون أن تشيع الفاحشة.

    إلا أن الشيخ السيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، وهي أعلى هيئة فقهية بالأزهر والنائب عن جماعة الإخوان المسلمين بالبرلمان، رفض هذا الرأي مؤكداً انه خروج على إجماع علماء الأمة، ولا يجوز القياس علي حالة خاصة، ومطالباً بالتصدي لذلك لأنه يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين

    المشكلة في التطبيق
    وقال د.عزت عطية ل”العربية.نت” إن بعض الناس قد نظر إلى رضاع الكبير نظرة جنسية بحتة وتساءلوا: كيف يجوز لشاب أو لرجل أن يرضع من امرأة غريبة عنه، وفاتهم إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي رخص في ذلك. وأن من ينفذ أمراً شرعياً أو رخصة شرعية يقوم بعمل ديني في إتباع الشرع، وفي الأعمال الدينية يستشعر المؤمن عبوديته وخشوعه لله فتنمحي النواحي الشيطانية، وحينما يقوم الكبير بذلك للحصول على رخصة شرعية فإنه يتنزل منزلة الصغير في حالة الرضاعة، وإلا كان متلاعباً بالدين يستغله لأغراض خسيسة ويجرم في حقه.

    وأضاف: إن أحدا من دارسي الحديث وعلمائه لا يمكنه أن يشك في أن حديث إرضاع الكبير حديث ثابت وصحيح، أما المشكلة في تطبيقه فهي التي انتشرت في كتب الشروح، وكانت خاصة بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي التي يحرم نكاحها على أي مسلم لقوله تعالي “النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم” وقوله “وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا”.

    ويشرح ذلك بقوله: مع حرمة النكاح من السيدة عائشة شرعاً، فإن دخول الأجنبي عليها ممنوع وقد استخدمت رخصة الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تأمر بنات أخيها وبنات أخوتها بإرضاع من تحوج الظروف إلي دخوله عليها ليكون محرماً لها من جهة الرضاعة، وما فعلته عائشة رضي الله عنها استثمرت به رخصة الرسول في دخول سالم مولى أبي حذيفة بعد رضاعه وهو كبير من زوجة أبي حذيفة وهذه الرخصة مقيدة بالحاجة أو الضرورة، وشرعها الرسول صلى الله عليه وسلم لإباحة دخول من ترغب الأسرة في دخوله بغير تحرج شرعي.

    رضاع الكبير لا يحرم الزواج
    وأكد د. عزت عطية أنه لو كان رضاع الكبير فيه أدني شك لعاتب الله نبيه في تشريعه أو تقريره، ولثار الصحابة جميعاً على عائشة رضي الله عنها لمخالفتها الشرع واستباحتها الخلوة بهذا الرضاع، أما أمهات المؤمنين فيما عدا حفصة فقد رأين عدم الحاجة لاستعمال الرخصة وهذا أمر متروك للمسلم أو المسلمة فيما بينهما وبين الله، في تقرير الحاجة إلى الخلوة، مع عدم وجود ما يبيح الخلوة من النكاح أو الرضاعة في الصغر.

    وأضاف أن رضاع الكبير يبيح الخلوة ولا يحرم النكاح وذلك تبعا لرأي الليث بن سعد، مؤكدا إن المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته وهذه هي الحكمة من إرضاع الكبير، فالعورات الخفيفة مثل الشعر والوجه والذارعين يمكن كشفها، أما العورات الغليظة فلا يجوز كشفها على الإطلاق.

    إلا أن الدكتور سيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة قال إن حديث إرضاع الكبير صحيح ولا يجوز إنكاره، لكن جمهور العلماء اختلف في إعطاء الواقعة حكما عاما أم خاصا، والرأي الراجح أن هذه حالة خاصة ولا يمكن القياس عليها، وإباحة رضاع الكبير بهذا الشكل هو اجتهاد خاطئ وخروج على الإجماع ويفتح الباب لانتشار الرذيلة في المجتمع، فليس من المعقول أن نتحدث عن رضاع للكبير في مجتمعنا الحديث. إن هذه واقعة متعلقة بأمهات المؤمنين وما يتعلق بهن لا يرتبط ببقية النساء.

    الإباحة للضرورة فقط
    لكن د.عزت عطية رد بأن إرضاع الكبير يكون لإباحة الدخول والخلوة بين رجل وامرأة ليس بينهما صلة قرابة النسب ولا صلة الرضاع في حال الصغر، ويكون الإرضاع للضرورة فقط.
    وحذر من “التوسع في استخدام الضرورة فيتصور الناس أن جميع الموظفين والموظفات في العمل يجب عليهم إرضاع الكبير، لأن هذا تصور خاطئ، ولكنني أقصد أن الإرضاع يباح لمن ينفرد بزميلة في العمل داخل الغرفة المغلقة ولا يدخلها أحد إلا بإذن من أحدهما”.

    سألته عمن يطيل اليوم مع زميلة داخل غرفة واحدة ولا يدخل عليهما أحد إلا بإذن منهما، فقال إن هذه خلوة محرمة شرعا، وعليك أن ترضع منها حتى تختلي بها بهذا الشكل المحرم، موضحا أن الخلوة تتحقق بإغلاق باب الحجرة علي رجل وامرأة، وعدم إمكانية رؤية من بداخل المكان.

    وأكد أن الإرضاع يكون بالتقام الثدي مباشرة وذلك لأن سالم الذي رضع كان كبيرا وله لحية، والحديث صحيح ومن يعترض عليه فيكون اعتراضه علي رسول الله.
    وحول القول بأن الواقعة التي تحدث عنها مرتبطة بزمان ومكان وعصر غير الذي نعيش فيه والفتوى تتغير بتغير العصور والأزمة، قال إن أحكام الإسلام ترتبط بذات الإنسان عبر الأزمان والأماكن، وذات الإنسان لم تتغير منذ وجد على ظهر الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
    وأضاف: من أرذل الرذائل استقباح أو النفور من أمر يسر الرسول صلي الله عليه وسلم على الأمة به بدعوى المدنية أو بدعوى الحرص على الحرمات أكثر منه أو من الإسلام، فالله أدرى بمصالح عباده، والشرع إلزام بما ألزم الله به لا بما يريده الناس لأهوائهم.

    توثيق الإرضاع هو الحل
    كان د.عزت عطية صرح لجريدة “الوطني اليوم” الناطقة باسم الحزب الحاكم الذي يهيمن أعضاؤه على مجلس الشعب، إن إرضاع الكبير “يضع حلا لمشكلة الخلوة لأن حماية الأعراض من المقاصد الأصيلة للشريعة ويبني عليها كثير من الأحكام. مطالبا بتوثيق الإرضاع كتابة ورسميًا، ويكتب في العقد أن فلانة أرضعت فلانًا ونشهد الله علي ذلك ونحن من الشاهدين”. ثم كرر ذلك في لقاء مع قناة النيل الثقافية التابعة للدولة.

    وحول خطورة الإرضاع في نشر الرذيلة قال عطية: الحكمة من الرضاع أن تصبح المرأة قريبة وليست غريبة علي الرجل والعكس وحرمة الرضاع كحرمة النسب وفي ذلك صيانة للحرمات، والحكمة من إرضاع الكبير هي تحويل العلاقة البهيمية عن الإنسان إلي علاقة دينية تقوم علي الحقوق.

    وقال د.عطية إن أي حكم إسلامي يراد تطبيقه يحتاج إلي تحديد دقيق فالرضاع في الصغر أمر غير مستحب في الإسلام، والأصل فيه الضرورة لتضييق دائرة المحارم فيما يتصل بالزواج، والرضاع في الكبر أشد تضييقاً لأن الحاجة إليه نادرة جداً.

    وطالب د.عطية المسلمين علماء أو غير علماء بتحديد دائرة التطبيق بحسب الحاجة الاجتماعية الفردية، فإذا توسع الناس في الرضاع بحيث يتعثر تطبيق حكم الشرع في النكاح اتجهت الدعوة الشرعية إلي ترك الرضاع إلا عند الحاجة الماسة إليه في الصغر، وكذلك إذا وجدت الوسائل القاطعة للخلوة كعدم إغلاق الأبواب أو وضع حوائط زجاجية أو وجود كاميرا تليفزيونية فلا حاجة لإرضاع الكبير.

    وقال د.عزت عطية إن هذه الفتوى تختص بأي رجل يخلو بامرأة في غرفة مغلقة لا يدخل عليهما أحد، ولا يختص الأمر بالموظفين والموظفات فقط فهذا يؤدي الى تشويش في الموضوع، لأن القضية تخص أي رجل وامرأة غريبة عنه تغلق عليهما غرفة خاصة ولا تفتح إلا بإذن أحدهما، لكن لو كان هناك أكثر من اثنين من الموظفين والموظفات في حجرة فلا يعتبر ذلك خلوة.

    وأضاف أن الذين قالوا إن هذه الفتوى تنطبق على كل الموظفين والموظفات في أماكن العمل أرادوا فقط التشويش عليها لأنه لا توجد خلوة بهذا الوضع، لكن لو رضع كل الناس من بعضهم فهذا فائدة للاسلام لأن كل رجل سيحترم المرأة ولن يؤذيها دون أن يؤثر ذلك في تحريم النكاح “أي الزواج بينهما”.

    وحول أن ذلك يستغل في الاساءة للاسلام قال د.عطية إن الاستغلال يحصل عندما يكون الفهم خاطئا لحديث الرسول عن الرضاع من الكبير، لكن بعد التوضيح لا يمكن ذلك.
    وبشأن من يقول إن هذا الحديث ينطبق على حادثة حذيفة فقط الخاصة بالتبني تساءل: لماذا اذن استخدمته السيدة عائشة رضي الله عنها، ولم يكن ذلك اجتهادا منها، لأن من يطبق النص لا يكون مجتهدا، أما من يعارضه فليأت بالدليل، فلا يوجد أي حكم شرعي ورد خاصا أو استثنائيا لشخص معين، فالحكم الشرعي هو حكم عام، ومن يأت لنا بدليل غير ذلك فنحن على استعداد لمقابلته.

    وحول معارضة أمهات المؤمنين لما قالته عائشة قال لأنهن رأين أنهن لا يحتاجن للخلوة، أي أنها ليست ضرورة لهن، كما أن سبب الاشكال كله في هذه الناحية أنه لا يوجد في الفقه كله باب اسمه الخلوة، بل باب اسمه “النكاح” ومن خلاله ذكروا أن رضاع الكبير لا يؤثر فيه، ولم يتحدث واحد منهم بأن هذا الرضاع لا يجيز الخلوة.
    وأضاف أن امهات المؤمنين أقررن السيدة عائشة على الفعل، لكنهن لم يفعلن مثلها، فيما عدا السيدة حفصة التي بعثت ابن أخيها سالم بن عبدالله بن عمر يرضع من اخت السيدة عائشة حتى يدخل عليها، فرضع ثلاث مرات وتعبت ولم يتم خمس رضعات فلم تدخله السيدة عائشة وماتت قبل ان يحدث ذلك.

    وأوضح أن هذا الجدل كان قد بدأ عندما أثار البعض بأن حديث رضاع الكبير ليس صحيحا وأن كل المحدثين الذين أوردوه كذابون، فقاموا قبل ثلاثة اسابيع بحملة ضد الأزهر واتهموه بأنه يقوم تدريس ما يخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحاربها، وطعنوا في قسم الحديث الذي أرأسه وفي أساتذته وفي كلية أصول الدين وجامعة الأزهر وفي شيخه الامام الأكبر د.محمد سيد طنطاوي، وقالوا إنهم يطالبون بالغاء كل هذه الأحاديث حماية للرسول.

    كتاب “دفع الشبهات”
    وأضاف أنهم هاجموا كتابا وضعه د. عبدالمهدى عبدالقادر عبدالهادى أستاذ الحديث بكلية أصول الدين عنوانه “دفع الشبهات عن السنة النبوية” وقالوا إنه يقوم بتدريسه لطلاب الفرقة الثالثة، ويثبت فيه أن موضوع الرضاع من الكبير حديث صحيح، ولكن الكتاب لم يوضح الأمور جيدا، وتناول القضية باختصار حيث كان يأتي بالشبهة ثم يرد عليها فقط، لكنني عندما رددت على هؤلاء اتيت بنموذج من الأحاديث التي يعترضون عليها ومنها هذا الحديث بالدليل والتفصيل لكي يفهمه الناس، ثم قلنا باختصار إن الدراسة العلمية لا ينبغي اثارتها في وسائل الاعلام لأن هذه الوسائل لا تعطي سوى النتيجة النهائية مما يستعصي فهمه على العامة، ولذلك فموضوع الرضاع من الكبير مثلا يحتاج لشرح في محاضرة عامة كبيرة.

    وتابع د.عزت عطية: بعد أن فندنا اعتراضهم بالدليل القاطع على حديث رضاع الكبير، أتوا بشبهاتهم فيما يختص برضاع الصغير وقالوا إنه يحرم النكاح “الزواج” لكنه لا يجيز الخلوة مع أن هذا فيه نصا أيضا عندما دخل شخص على عائشة فمنعته فقال الرسول “ليلج عليك أنه عمك” وعندما قلنا لهم ذلك وصفوا الأزهر بالكذب.

    وقال إن كتاب د.عبدالمهدي عبدالقادر الذي يهاجمونه عبارة عن دراسة عملها في وقت مبكر من حياته العلمية، وعندما يقوم هو شخصيا الآن بتدريس بعض الشبهات والرد عليها، لا يورد ما في الكتاب باللفظ وإنما يحضر له ويقدم الأدلة ويشرحها شرحا علميا مبسطا للطلاب يفهمون منه المقصود تماما، ويطلب منهم تصحيح بعض الأمور التي يرى أنها في حاجة لتصحيح أو شرح.

    وأوضح: خدمنا الكتاب وخدمنا صاحبه وبينا أن ما ينكرونه هو أصل من السنة، لكن حتى الآن لا توجد مادة مستقلة في المنهج العلمي بقسم الحديث اسمها “رد الشبهات” وهو عنوان الكتاب، لكننا قررنا أن يتم تدريس هذه المادة من العام الدراسي القادم. وحتى الآن فاننا نختار أحاديث عليها شبهات ونقوم بشرحها والرد عليها، ولم يكن حديث “رضاع الكبير” ضمن تلك الأحاديث.

    وقال إن د.عبدالمهدي عبدالقادر له كتب كثيرة غير هذا الكتاب وهو من أساتذة الأزهر المجتهدين ولا قيود على الاجتهاد القائم على علم ودراسة.

    في صحيحي البخاري ومسلم
    أما الشيخ أشرف عبدالمقصود المتخصص في التراث الاسلامي والدفاع عن الأحاديث النبوية وصاحب دار نشر الامام البخاري فقال: إن اثارة هذا الموضوع ليس بغرض الاثارة بل للطعن في الاسلام نفسه، فحديث رضاع الكبير وارد في صحيحي البخاري ومسلم، وقصة الحديث تدور حول شخص اسمه أبو حذيفة كان له ولد بالتبني، وعندما ابطل الاسلام التبني، حصلت مشكلة، فكيف يرى هذا الولد واسمه “سالم” زوجة أبي حذيفة التي ربته وكان يدخل عليها بصورة طبيعية كأنها أمه، وعندما ذهبا للرسول قال لها “أرضعيه تحرمي عليه”. هناك من العلماء من رأى أن هذا الحديث خاص بسالم مولى أبي حذيفة، وهناك من قال إن هذه القاعدة على أي شخص في مكانة سالم، وهناك طرف ثالث قال إنه حكم منسوخ. والخلاصة تتمثل في الرأي الذي تفرد به الشيخ محمد بن صالح العثيمين فهو يقول في كتاب “الشرح الممتع على زاد المستنقع في الفقه الحنبلي” الجزء 13 صفحة 435 و436: بعد انتهاء التبني لا يجوز ارضاع الكبير ولا يؤثر ارضاع الكبير.. أي أنه في الأصل محرم ولا يؤثر، لأن الرضاع لابد أن يكون في الحولين وقبل الفطام..

    وأضاف الشيخ عبدالمقصود: من يستدل بقصة سالم فليأت بها من جميع الوجوه وبنفس حالة سالم ويقوم بتطبيقها ونحن نوافقه على ذلك، وهذا غير ممكن لأن قصة سالم جاءت مباشرة بعد حظر التبني وبالتالي فهي قصة نادرة لن تتكرر مرة أخرى، وبالتالي لما انتفى الحال انتفى الحكم، يدل على ذلك حديث الرسول الوارد في البخاري “الحمو الموت”.. والحمو هو أخ الزوج وفي حاجة لأن يدخل بيته، فلماذا لم يقل الرسول لمنع حرمة خلوته بزوجة أخيه في البيت، إن عليها أن ترضعه؟.. هنا يقول الشيخ ابن عثيمين إن هذا يدل أن مطلق الحاجة لا يبيح رضاع الكبير، لأننا لو قلنا بهذا لكان فيه مفسدة عظيمة. أي أن تأتي امرأة لزوجها بمن تقول إنه رضع منها وهنا تحصل مشكلة كبيرة جدا، فلو أبحناها للموظفين والموظفات فلماذا لا نبيحها لأخ الزوج مثلا.

    من ناحيته يقول المفكر الاسلامي جمال البنا إن مسألة ارضاع الكبير لم تكن ذات حساسية عند الاسلاف، لكن الفهم الآن اختلف وتغير مع اختلاف الزمن والبيئات، أي أن المسألة كلها اختلاف في الفهم واختلاف في الحساسية، ومن ثم نادينا بتنقية التراث، فهناك عشرة آلاف حديث صحيح لم يقبل منهم البخاري مثلا سوى خمسة أو سبعة آلاف حديث، وبالتالي ننادي دائما بتنقية التراث من مثل هذه الأحاديث التي اختلفت الظروف والحساسيات ومستوى الفهم الذي جاءت فيه عما هو في زمننا الحالي.

    ويضيف أن أن هناك قضية رفعت مؤخرا ضد شيخ الأزهر يطالبه بتنقية التراث لأن هذا من المهام المكلف بها بالقرار الوزاري في تشكيل مجمع البحوث الاسلامية، واستندت على كتابي “نحو فقه جديد” وعلى رأي لوزير الأوقاف الأسبق د.عبدالمنعم النمر أدلى به عام 1969.

    وتابع أننا نقصد هنا تنقية التراث من الأشياء التي لم ير الاوائل والمتقدمون غضاضة من ذكرها، لكنها تعد بالمستويات الحالية بمثابة خدش للحياء.

    وقال الداعية الاسلامي والنائب الإخواني الشيخ ماهر عقل إن فتوى رضاع الكبير من جانب د.عزت عطية جانبها الصواب، فابن القيم رضي الله عنه عندما ذكر هذا الحديث بين أنها فتوى خاصة بسالم مولى أبي حذيفة، لأن الرضاع مدته عامين ولا رضاع بعد ذلك، ومن شروطه أن ينبت اللحم ويقوي العظم، ورضاع الكبير لا يؤدي إلى ذلك بل يثير الشهوات، لأن كشف المرأة ثديها لغير زوجها يعتبر كشفا لعورة.

    تعليقات حول الموضوع (عدد التعليقات 2632)

    إعجاب

  2. م تنشروا تعليقي وأنا أقول مرة أخرى نريد جواب المشايخ على هذا الكلام الجريء والصادق الذي يقوله الشيخ محمد حبش

    إعجاب

  3. أهلا بالسيد عرفان من حلب صديقا محاورا يغني مدرسة دمشق
    يرجى التدقيق في العمود الجانبي للموقع على يمين القارئ .. وستجد ان تعليقك قد نشر آايا و فور ارساله من قبلك ..
    الموقع لايخضع التعليقات لمراقبة مسبقة ويحق لأي التعبير عن اي رأي يريده حتى ولو كان ضد المنطق الحيوي بشرط تعريف نفسه بعنوان بريدي صالح والافضل التعريف بلمحه عن شخصه إ-على الأقل – الى إدارة الموقع على البريد الذي يستلمه

    وبالمناسبة فإن الصديق الدكتور حبش يتمتع بالفعل بجرأة حيوية على مقاربة التراث بما يصلح للعصر

    إعجاب

  4. على راسي دكتور بس سامحني
    انت قلت السيدة عائشة أظن 😦

    إعجاب

  5. , على مايو 26, 2010 في 11:27 م Said: Edit Comment
    وضعت الرسالة من شخص مجهول وهو امر مخل بقواعد النشر في الموقع
    ومع لك نبقيها في محاولة لتعرف صلاحية العنوان المرسل

    دكتور حبش بهنيك على الموضوع الي بيأهلك بجدارة لأخذ الدكتوراه بعالم الملحدين والمجانين!!!
    عزيزي ليس كل من قرأ سطرين ديانة صار مؤهلا للكتابة ومن سلبيات الإنترنت إنها بتسمح لجهله متل حضرتك بتلويث العقول وزعزعة القلوب غير الراسية ثم من أنت لتغلط اليسدة عائشة رضي الله عنها أتعتقد أنك يا عمري أحرص على المسلمين منها-لحظة لأمسح دمعتي تأثرت- ثم يا رجل ألم تنظر إلا شعرك الذي هو مزيج من الشعر العمودي والشعر الحر (سلطة بإختصار) ولو أن محمدا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سمع بما تكتب لهدر دمك فحتى النبي الكريم لا ينسخ (بمعنى يلغي) أمرا من الله جل وعلا
    أسألك بالله إن كان بقلبك ذرة من الإيمان أن تمنتع أنت وأمثالك من الكتابة بالأمور الدينية, اكتبوا عن الممثلين والمطربين اكتبوا عن الكرة واللاعبين اكتبوا عن السياسة والفساد اكتبوا حتى عن الجنس والدعارة ولكن رجاءا ابتعدا عن الدين اذهب وعري حريمك من الحجاب والحشمة ولكن اترك نساء المسلمين بحالهم عليك من الله ما تستحق والدين باق إلا قيام الساحة ولو كره الكافرون والقافلة تسير والكلاب تنبح فإنبح ما شئت فلن يجيب الكلاب إلا كلاب على شاكلتهم إضوي يبعتلك جلطة قال دكتور قال قرد بعينك يا كر

    إعجاب

  6. سيد مسلم ابدا
    تحية الحياة وبعد
    للنشر في الموقع يرجة التعريف على الاقل بعنوان بريدي صالح وباسم غير ومزي
    يرجى الرد على الرسالة المرسلة لفحص صلاحية العنوان
    المنطق الحيوي ليس حياديا سلبيا في موضوع المقدسات بل حياديا ايجابيا وقياس كعبة بداهة ارضاع الكبير قادمة!
    بعض الوقت وسترى !

    إعجاب

  7. إرضاع الصراصير، ثم إرضاع الكبير

    (لن آخذ ديني عن رجل لا يعمل إلا بفمه) .
    مع أني أمضيت كامل المساء أغسل أدراج المطبخ، و أرش مبيدا للحشرات الزاحفة، و كلّي أمل بصباح لا صراصير فيه، لكن الأرق كان صديق ليلة أنهيتها بقراءة غير سعيدة لترهات جديدة يطلقها من يقال عنهم: علماء دين، و الأصح تسميتهم (أصحاب أفواه )…
    و في حلمي.. كان لخروج قافلة الصراصير من منزلي وقعا خاصا، فلم أكن من طردها لكنها خرجت تحمل لافتات كثيرة كتب عليها أنها ستبحث عن مكان آخر لتأكل فيه .. وعن بيت تتمتع فيه بفتاوى أكثر منطقيّة.
    كما غنت الصراصير بأعلى صوتها : أنا مش كافر ..بس الجوع كافر..
    و نادت بتوحيد الجهود نحو مجتمع يحلل( إرضاع الصراصير) من باب الشفقة و الحرام ..فحملت لافتة كتب عليها:
    (لا نحتاج للمص،و لا نسعى للجنس، نرجوكم فقط زودونا بالحليب و الطعام..)
    استيقظت مبتسمة، ربما تفسر حلمي بعدد من الضحايا فوق(بودرة) المبيد الحشري، دخلت المطبخ، لتعلن قبيلة الصراصير انتصارها..(ولا قتيل).
    -ربما أحتاج مصيدة فئران..قلت في نفسي.
    في الصباحات العربيّة تستقبلك الشائعات و الأحداث و الأقاويل قبل أن تدرك تماما أنك استيقظت في يوم جديد.
    لم يكن ذلك النهار بمميّز، صباح صيفي اعتيادي من صباحات دمشق التي أعشقها، سماء صافية، و نسمة باردة اعتادت على المرور صباحا قبل أن يحتل مكانها حر شديد.
    و لعلّ الحدث الأبرز ليومي ذاك كان حوارا استرقت السمع إليه، و بكامل الإصرار و الترصد، و دونته في دفتري الأسود محتفظة بتعليلات كثيرة تكفل لي الإجابة على سؤال ملحّ:
    (لماذا هاجرت الصراصير؟!)
    -في أي جامع صليّت الجمعة؟
    – في الجامع الجديد المجاور لبيتنا..(شي فخامة، مكلّف ملايين )
    – هل مازلت تسكن في نفس البيت (العتيق) ، و بالأجرة؟
    -و هل يوجد مكان أوفر ..(رح ضل ) ساكن فيه حتى أموت.
    – عمّا تحدثت خطبة الجمعة؟
    -عن الفسق و الفجور في (أحياء دمشق القديمة).. قال الخطيب كيف يمكن لمنطقة عريقة بديانتها مثل الشام القديمة أن تتحول إلى مكان للعشاق و المطاعم و حفلات أعياد الميلاد ..كيف لمكان تقطنه المحجبات الوقورات أن يكون مرتعا للسافرات..
    -سيدي (شو وقفت على الشام القديمة، الدنيا كلها صار بدها تغيير)..نزلنا عاليمين يا معلم.
    نزل الحوار من السرفيس قبلما يكتمل ، و قبل أن أتخيّل تتمته أخرجت دفتري، لأحتفظ بالحديث (المذهل) لشابين في العشرينيات، تبدو عليهما كل علائم الفقر و الحاجة، و أنهيت الحوار بسؤال للراوية (أنا):
    من المسؤول؟!
    إن خطبة الجمعة التي تحدث الشابان عنها، لم تكن سوى واحدة من الفتاوى التي تطلق بدون رقابة محترمة، و تقوم بخلق و اختلاق حقيقيين للكراهية، و رفض الآخر، محللّة ما تراه مناسبا لمصالحها، و مصالح من يسندها.
    و إن ما خفي كان أعظم، على اعتبار أن( معظم )من يتشدقون بالدين، يهدرون دم “غاندي”، و “أنيشتاين” ..هذا طبعا إن عرفوهما!
    ما اعتدت سبّ المقدسات، لأنّي أعلم تماما ماذا يعني المقدس بالنسبة لشخص ما، و ماذا يعني كل ذلك الأمان الذي يحيط بفكرة محددة،و كيف يصبح ملاذا في حالات الضعف و الخوف.. لكني استغرب دوما من تعميم ساذج لفكرة التقديس، مما يجعلها فكرة مضحكة، هشة، و قابلة للسخريّة.
    إنّ الإيمان بمقدس ما، يجب أن يكون من العمق و القوة بأن لا يتزعزع بنقد أو تحليل، هذا من جهة، و من جهة أخرى، فإنّ التقديس و استخدام العقل لا يجب أن ينفصلا.
    أي أنك عندما تتقبل الآخر باختلافه، لن تقترب من مقدسه ذو البعد الإنساني، لكنك و باستخدام بسيط للعقل لن تقبل بتقديس شخوص تطلق الفتاوى، و تحلّل و تحرّم معتبرة نفسها كآلهة!
    إن إخضاع ( المقدسات) لمنطق العقل هو الحل الوحيد الذي يضمن لها عدم التحول إلى أصنام و أوثان، و إن أي نظرية، فتوى، تشريع، أو حديث لا يقبله العقل هو مصدر محلل للنقد و السخريّة تحت سلطان العقل البشري.
    و لذلك ففتوى إرضاع الصراصير ليست بمستهجنة البتة إذا ما قورنت بفتوى إرضاع الكبير، أو غيرها من الفتاوى التي تكفّر المختلف، و تلعن صاحب العقل.
    الجمر النائم، العقول المغسولة و التي تغسل يوميا هي الخطر المحدق الذي يجب علينا أن ننتبه إليه، قبل أن نفكر كيف سنستنهض الهمم لاستعادة( كرامتنا) و أرضنا.. وليست الفتاوى التي تطلق في خطب الجمعة سوى غيض من فيض ما يجب على الدول العربية مراقبته، بدلا عن مراقبة الأعمال الأدبيّة، و السياسيّة…
    أي عقل يقبل الفتاوى الرافضة للآخر يجب عليه أن ينادي بإرضاع الصراصير قبل الكبير..تحت القاعدة (الزياديّة) المشهورة :
    (أنا مش كافر ..بس الجوع كافر)..سواء كان هذا الجوع جنسي، أو عقلي، أو حتى (صرصاري)…
    و إلى أن نلتقي مع فتوى جديدة..كل محبتي لكم و لكل مقدساتكم التي تحترم الإنسان.
    يتبع…
    د.لمى محمد : (كلنا شركاء)
    كارل ساندبرغ 26/5/2010

    إعجاب

  8. لسادة الحيويون

    تفاخرون بنصوص الأمم المتحدة التي تديرها الماسونية وتسخفون بجديث أم المؤمنين؟
    لماذا تصمتون عن زواج المتعة؟ أليس في ذلك تزيننا لها؟
    أليست قرينة ازدواجية معايير المنطق الحيوي واضحة في تسخيف عائشة أم المؤمنين وتزيين وزواج المعتة؟
    أم أن الدعارة الكاملة تجوز باسم الله في حين تحرم سنة رسول الله في نشر الأخوة والتأخي لمنع الخلوات غير الشرعية؟؟
    طبعا من يشرع الدعارة لايهمة شد الذرائع في الخلوات التي يختلي فيها الرجال والنساء..
    ألاتعلمون ان رضاع الكبير يبدأ بالبسملة ؟لحمايتها من الشهوات غير المشروعة او الوقوع في مظان الشبهات؟

    إعجاب

  9. أسئلة كثيرة تدور حول أسباب هذا الانهيار في مستوى الوعي الديني، الذي نلاحظ نقصه في تمدد الشكليات والحركات والأزياء على حساب المعنى الروحي والوجداني للدين.
    لقد تمت شكلنة الدين بصورة واضحة في النصف الأخير من الثمانينيات الميلادية والنصف الأول من عقد التسعينيات، حيث تم ضخّ خطاب متشدد شكلاني يركّز على تقريع الناس من ممارسة الأشياء العادية الحياتية اليومية. تم تحريم الألعاب وألوان الرياضة والفنون. لقد تمّ التركيز على محاربة الصورة وربطها بالعقيدة.
    ذلك الخطاب المتشدد كان بذرةً أساسية لتنفير الناس من جماليات الحياة. أصبح الدين شكلاً، وبات من يلتزم بشروط شكلية في لبسه يعتبر “ملتزماً”، حتى وإن سرق أو اغتصب مال يتيم.
    تزامن ذلك الضخ المتشدد مع إنتاج غزير للكاسيتات، حيث تم نسخ الملايين منها، وأصبحت تلك المرحلة “زمن الكاسيتات”.
    ولا غرابة أن يشترك الإسلاميون السُنة والشيعة معاً في استخدام الكاسيت كوسيلة لنشر الأفكار، ابتداءً من استخدام الخميني، وانتهاءً باستخدام رموز الصحوة الإسلامية لتلك التقنية الحديثة من أجل تمزيق فقه الحياة، الذي ترسّخ بفعل براءة اجتماعية أصلية.
    نامت العيون على أصوات التقريع، أسواط من الصهيل والتصويت ضد الحياة بكل معانيها وأشكالها، تسبّبت في إغراق العقول بأصناف من الوسوسة الدينية، والتعلق بشكليات عادية، كما تم التركيز على تحريم الإسبال وحلق اللحية والغناء والتصوير.
    اطلعتُ قبل أيام على كتاب من تأليف: ثريا جعيبس، بعنوان: التلفزيونات الفضائية العربية، وهو كتاب حديث طبع سنة 2009، تطرّقت فيه إلى “حمّى الكاسيتات الأيديولوجية”؛ وتتحدث عن اشتراك الإسلاميين والماركسيين وأعضاء “حزب الله” وصدام في توظيف الكاسيت لنشر الأفكار التي يريدونها؛ الكاتبة تشير إلى أنه: “يقال بأن العالم العربي هو في حال استنفار دائم، وبأن السكان مجبرون على كمّ الأفواه بشكل فاضح، مسيّسون إلى أبعد حد، وبأن الآلاف من المثقفين المضطربين والمهتاجين، لم يجدوا منفذاً سوى هذه الوسيلة الوحيدة للحصول على معلومات جديرة بالتصديق، أو عند الجهة المعاكسة، تصبح الدعاية على الكاسيت المخدّر اليومي، لا غنى عنه بالنسبة للجماهير”.
    تمكّن الخطاب الإسلامي الفئوي الضيق من حصار المجتمع، أغلقت الكثير من مدن الألعاب، وضيّق على الرياضيين، حتى أننا قرأنا في سلسلة “العائدون إلى الله” قصصاً عجيبة عن “التوبة”، بعضهم تاب من وظيفة “حَكَم”، وآخر تاب من وظيفة “حارس مرمى”، وآخر تاب من لعب كرة القدم عامةً سواء كان هجوماً أو دفاعاً. وزّعت الكاسيتات المليئة ببكاء أولئك التائبين، صياح وصراخ واحتفال بأن الله منّ على هؤلاء بالتوبة من تلك الألعاب البريئة.
    صارت التوبة وسيلة للمزايدة على الشكليات في الإسلام، حتى أن حارساً من حرّاس أشهر فرق السعودية كان يشوص فاه بالسواك أثناء حراسته لمرمى فريقه!.
    تلك الحمّى التي تمكّنت من المجتمع بدأت تنقشع قليلاً، لكن بعد فوات الأوان، حيث تمّ تسميم الملايين بفيروسات كراهية الحياة، حتى كادت أن تصحّ فينا مقولة ابن خلدون وهو ينعى أمةً تهاوت فرقاً باهتة: “كأنما نادى لسان الكون في العالم بالخمول والانقباض فبادر بالإجابة”.
    وأظنّ أننا بحاجة إلى جهد مضاعف، وعلى مدى عقود لإزالة آثار جهود رموز الكاسيتات الأيديولوجية التي علّبت الإسلامي وشكلنته، وفرغته من مضمونه الروحي العميق … إلى أن يأتي ذلك اليوم ستموت أجيال من الناس لم يعرفوا طعم الحياة، يموتون وهم تحت تأثير سياط التهويل والتقريع الذي نزع براءة أمم من الناس وحوّلتهم إلى كيانات خائفة مرتعدة مرتعشة، تخاف من كل نسمة فرح، وتفرّ من كل بصيص نور.
    عن :موقع كلنا شركاء
    شكلية الدين و تعليب الإسلام
    – الاتحاد الإماراتية 12-5-2010

    إعجاب

  10. الرياض ـ د ب ا: قال الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان إن هناك حملة بدأت تشن ضده من قبل بعض الأشخاص بسبب حربه على الإرهاب والغلو والتطرف الديني. وأوضح العبيكان في تصريح لصحيفة ‘الوطن’ السعودية نشرته امس الاربعاء: ‘عندما حاربت الإرهاب، وكنت شديدا في محاربته انعكست تلك المحاربة علي، فهناك متطرفون وإرهابيون يثيرون البلابل والقلاقل على أي قول يقوله العبيكان حسدا وبغيا’.
    وأضاف العبيكان:’هنالك حساد يستغلون أي فتوى تصدر مني وتكون جديدة على بعض العامة لإثارة البلبلة، وهذا ظاهر في تلك الألفاظ التي يلقونها وينصبون في كيل الاتهام للشخص، ويتركون مناقشة الحجج، وهذه حيلة الرجل الضعيف الحاقد، وإلا فالمنصف يحترم العلماء السابقين الذين قالوا بهذا القول، وأيضا يناقش الأدلة بدون تعرض للأشخاص، علما بأن جميع الفتاوى التي أفتيت بها مدعومة بالأدلة الواضحة كما نسبت الأقوال إلى أهلها، وما أفتي به سبق أن أفتى به جمع من الأئمة والعلماء، وكون هذه الفتوى تخفى على الكثير من العامة أو بعض طلبة العلم فلا يعني هذا أنها فتوى غير صحيحة أو كما يقولون فتوى شاذة’. ولفت إلى أن فتاواه التي تثير جدلا واعتراضا سبق أن أفتى بها منذ سنين وأعلنها لطلابه في المساجد ولكل من يسأله، مستشهدا بفتوى إرضاع الكبير والتي سبق أن أعلنها منذ سبعة أعوام عبر شاشة التلفزيون السعودي، ولم يكن هناك أي اعتراض، كما يحدث حاليا بعد ظهوره عبر وسائل الإعلام.
    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today2qpt90.htm&storytitle=ff%C7%E1%D4%ED%CE%20%C7%E1%D3%DA%E6%CF%ED%20%D5%C7%CD%C8%20%DD%CA%E6%EC%20%C5%D1%D6%C7%DA%20%C7%E1%DF%C8%ED%D1:%20%20%CD%C7%D1%C8%CA%20%C7%E1%C5%D1%E5%C7%C8%20%E6%C7%E1%DB%E1%E6%20%E6%C7%E1%CA%D8%D1%DD%20%DD%D4%E4%E6%C7%20%CD%E3%E1%C9%20%D6%CF%EDfff&storytitleb=&storytitlec=

    إعجاب

  11. بدأ الاحتفال بمهرجان الجنادرية في الرياض قبل نحو خمسة وعشرين عاماً، وتحول من مناسبة احتفالية لإحياء بعض التقاليد الشعبية إلى موعد سنوي يلتقي فيه المفكرون وقادة الرأي للحوار في أكثر القضايا الجوهرية جدلاً وقلقاً، ويحظى باهتمام كبير على كل المستويات ويسح بهامش من الحرية الفكرية غير معتادة على الإطلاق في هكذا بلد محافظ، وقد شاركت فيه سوريا عبر اتحاد الكتاب العرب بوفد متميز من الأدباء والمفكرين.
    كانت الندوة الرئيسة التي حظيت بأكبر اهتمام في نادي الثقافة هي ندوة بعنوان: السلفية المراحل والتحولات، وهو عنوان صادم بكل تأكيد يناقش واحدة من أشد المحرمات في تابو الحوار السعودي، حيث ظلت هذه الكلمة من المحرمات وكانت رديفاً مباشراً للإسلام فلا إسلام بلا سلفية ولا معنى للسلفية دون إسلام، وبدا من المرعب تماماً أن تضع السلفية نفسها على طاولة المحاكمة أمام الشهود وهيئة الادعاء وفريق المساءلة.
    على منصة المؤتمر التقت اثنتا عشرة شخصية لتحاور في مصير السلفية، وكان على المنصة عمائم بيض وعمائم سود، وعلمانيون وليبراليون لا يكتمون ميولهم لخلاص البلاد من الفكر الوهابي الذي طبع الحياة في الجزيرة العربية لأكثر من قرنين ونصف من الزمان، مؤكداً على ضرورة التوجه نحو الحداثة في عالم متغير لم يعد بالإمكان أبداً أن نشارك فيه بفعالية ونحن نلتزم خيارات بادية نجد في القرن الثامن عشر.
    في كلمتي بالمهرجان قلت للمشاركين إن عنوان الندوة هو السلفية التحولات والمصير، وأعتقد أن لقاءنا هنا بحد ذاته يعتبر تحولاً ما كنا نتصوره قبل سنوات!
    عبد الله البريدي الكاتب السعودي الثائر كان أبرز المتحدثين في ندوة السلفية، وهو أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود معقل الفكر السلفي المتشدد ولكن الرجل جاء من غار السلفية ليقلب الأيقونات جميعاً وكشف في محاضرته عن موقف هام سطره في كتابه: السلفية والليبرالية وخنق الإبداع، وبدون مقدمات أكد الرجل أن الثقافة الوهابية الإلغائية الإقصائية كانت سبباً مباشراً في ولادة التطرف والتشدد، وأن منطق الفرقة الناجية الذي يغلب على كل الأدبيات السلفية، ويقتضي إخراج الآخر من الجنة إلى السعير، هو بالضبط المنطق الذي أفرز حركات العنف السياسي، ويرتكز ذلك على فكرة بسيطة وهي إذا كان الآخر ليس أهلاً أن يدخل جنة الله في الآخرة وإذا كان الله نفسه سيزجه حطباً لجهنم فما معنى رحمتي به؟ ولماذا أكون أرحم بالناس من خالقهم، وهذا الموقف الذي يحظى باهتمام كبير لدى التيارات الوهابية، والتطرف يبدأ فكراً، وهو أحد الأسباب الجوهرية التي تسببت في الزج بشباب الصحوة نحو تيارات العنف.
    وفي قراءة أكثر مواجهة قال الزبيدي لقد تعودنا أن نهرب دائماً إلى الأمام وعندما تولد حركات العنف من رحم فكرنا الوهابي فإننا تعودنا أن نقول إن هؤلاء أخطؤوا الفهم وإنهم انحرفوا إلى غير المراد، ولكن إلى متى سنمارس ذلك، لقد ولدت الطالبانية والقاعدة والجماعات المسلحة في الجزائر واليمن وباكستان والعراق في رحم الحركة الوهابية، وفي كل بلد إسلامي هناك اتجاه متشدد متمرد على المجتمع يصر على مناكفة الحياة بعقله وتصوراته بل في مشيته وزيه ولباسه، ومع ذلك فجوابنا الجاهز دائماً هو لغة انتزاعية عقيمة نتبرأ فيها من هؤلاء، ونطالب بإنتاج مزيد من السلفية على أساس آخر، وفي النهاية تدفع شعوبنا وشعوب جيراننا وأصدقاؤنا في العالم ثمنا مرهقاً جراء مواجهة هذه التيارات وهي مواجهة لا تنفك نتيجة طبيعية للفكر الإلغائي الإقصائي الذي تمارسه الحركة السلفية.
    وبعيداً عن خطر العنف الذي ارتبط بالتوجه الوهابي السلفي فإننا نواجه أيضاً أزمة مع العقل ففي سائر محاضراتنا وخطبنا -والكلام للبريدي- نطل على الناس بإعلان أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وهذا يعني أزمة حقيقية في مواكبة الإبداع، حيث تم وضع كل إبداع في دائرة الريبة وشاعت كلمات استسلامية بائسة: قف على ما وقف عليه الأولون فإنهم عن علم وقفوا، وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف، وهو يذكر بما حذر منه القرآن من خنق الإبداع على لسان أعداء الرسالة: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم متبعون، ولو كان خيراً ما سبقونا إليه، وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين.
    وحدد البريدي السمات الجوهرية للفكر السلفي المعاصر في النقاط التالية: الارتهان للتاريخ والتسويف للواقع، وغلبة الفكر الشفهي، والمحلية المفرطة المتلبسة بالعالمية.
    علينا أن نناضل ضد احتكار الخلاص ضد احتكار الله ضد احتكار الجنة ضد احتكار الحقيقة، وعلينا أن نتمسك بالخيار القرآني الكريم ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم، ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم.
    خلص البريدي إلى القول إن السلفية تيار موجود في الإسلام ولكن باختصار الإسلام أكبر من السلفية، والسلفية تقتل الإبداع ومن حقنا أن نتجاوز هذا الوهم إلى قراءة جديدة في الحاضر والمستقبل.
    كان من الطبيعي أن تتحفظ البعث على نشر مقال كهذا لأنه يمس توجه بلد عربي شقيق، ولكن ذلك تغير اليوم بشكل جذري، فهذه الرؤية تقدم في قاعة الملك عبد العزيز في الرياض وبرعاية حكومية مباشرة، وتعكس الجدل الدائر اليوم في مناقشة ما كان إلى أيام قريبة جزءاً من التابو الأحمر الذي لا تجوز مناقشته، ولكنه صار اليوم في بؤبؤ دائرة الاتهام في العاصمة التي تبنت لأكثر من قرنين من الزمان ثقافة الفرقة الناجية والآخر الهالك، وأفرزت بالتالي في امتدادها في العالم تيارات غاضبة منتزعة من الواقع والتطور تتقاذف الريب في كل ما هو وطني أو قومي أو حضاري وكذلك في كل سعي يهدف إلى بناء إخاء إنساني مجرد من التمايز الديني
    السلفية: المراحل والتحولات
    د.محمد حبش : (كلنا شركاء) 20/6/2010

    إعجاب

  12. “إرضاع الكبير” وتحليل الغناء
    حرب الفتاوى تحتدم في السعودية

    يفتي رجل دين بـ”ارضاع الكبير”، ويقول آخر بأن الغناء حلال، بعكس ما تقوله التيارات الدينية الاكثر تشددا. هكذا تبدو السعودية في خضم حرب فتاوى محتدمة تطرح تساؤلات عن الجهات التي يمكن ان تطلق هذه الاحكام الدينية المحورية في بلاد تحكم فيها الشريعة الاسلامية الشاردة والواردة.
    وأفرقاء المواجهة هم رجال الدين المتشددون والتقدميون والقضاة والعلماء الذين يطلقون الفتاوى او الردود عليها عبر وسائل الاعلام والانترنت في مشهد بات يعرف بـ”فوضى الفتاوى”. وقد دارت معظم المناوشات في الايام الاخيرة حول فتوى رجل الدين المعروف بادائه المتميز للقرآن الشيخ عادل الكلباني الذي كان ايضا اول امام اسود للحرم المكي، وهي فتوى اعتبر فيها انه ليس في الاسلام ما يحرّم الغناء، مع موسيقى او من دونها.
    والمعروف انه، باستثناء بعض انواع الفولكلور، تبقى الموسيقى ممنوعة في السعودية، ما عدا في مناسبات قليلة. واصر الكلباني على فتواه، الا انه اضطر الى التوضيح انه لا يقصد الغناء الذي فيه “المجون والاسفاف”، مشيرا خصوصا الى ان فتواه لا تشمل اغاني الفيديو كليب او اغاني كالتي تغنيها الفنانتان اللبنانيتان هيفاء وهبي ونانسي عجرم. الا انه قال ان عجرم يمكن ان تشملها الفتوى، اذا قدمت اغنية “ذات كلمات هادفة”.
    وكان رجل الدين المعروف الشيخ عبد المحسن العبيكان اثار جدلا واسعا ايضا خلال الاسابيع الماضية عبر رأيين اعطاهما، وكانا بمثابة فتاوى. وفي الرأي الاول، أيّد فكرة ارضاع المرأة للرجل البالغ، اذا ما ارادت ان تختلط به في الحلال. واعتبر انها تصبح، في هذه الحال، بمثابة امه بالرضاعة، وبالتالي يصبح محرما لها، ويمكن الاختلاط به.
    وكانت فتوى مشابهة صدرت في مصر العام الماضي وأثارت الكثير من الجدل. وقد جلبت فتوى “ارضاع الكبير” ردود فعل غاضبة وهازئة في المملكة والعالم، حتى ان نساء ناشطات “هددن” بارضاع السائقين الآسيويين الذين يجدن أنفسهن مضطرات الى الاختلاط بهن من اجل التنقل في السيارات، اذ ان القيادة ما زالت حكرا على الرجال فقط في السعودية، وذلك وفقا لتقارير في صحف خليجية.
    والعبيكان الذي يشغل منصب مستشار في ديوان العاهل السعودي، وغالبا ما ينظر اليه انه من الوسطيين الذين يودون تطبيق الشريعة الاسلامية بمزيد من اللين في السعودية، اثار غضب المتشددين ايضا عندما افتى بـ”جواز تأخير صلاة الظهر الى آخر وقت لها في المناطق الحارة، وذلك اتباعا للسنة النبوية بالتخفيف عن المسلمين أثناء اشتداد الحر”، وبالتالي الجمع ما بين صلاتي الظهر والعصر.
    وأثارت فتاوى الكليبان والعبيكان ردودا على اعلى المستويات في المؤسسة الدينية السعودية. وحذّر الشيخ عبد الرحمن السديس خلال خطبة الجمعة في مكة من “الغش في العقيدة والعبادة”. اما مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ فهدد برد حاسم، وقال في حديث صحافي: “اذا خرج من هو غير مؤهل للفتوى، نوقفه عند حده، ونمنعه من التجرؤ على الله، كي لا يحسن الظن به، فيقلد في خلاف الشرع”.
    وردّ آل الشيخ على قول الكلباني ان العلماء لديهم “جرثومة التحريم”. وقال انها “كلمة خطيرة، لان العلماء لا يحرمون بأهوائهم، بل بالدليل من الكتاب والسنة”. واضاف: “اذا كان الطبيب الجاهل يمنع من العلاج، فكيف بالمفتي الجاهل الذي يفتي الناس بغير علم؟ هذا أحق”.
    وعن فتوى “ارضاع الكبير”، قال مفتي السعودية: “من دون شك، لقد اوقعت بلبلة. ونحن لا نتهم المفتي بسوء قصد، لكنني اقول هذه الفتوى لمّا صدرت وأصر عليها، لم تحقق الغرض المقصود، بل كانت سببا في السخرية بالشرع والقدح باحكام الشريعة، وان شخصا ابن اربعين عاما قد يمكن من ثدي امراة ليرضع منها، وان قال قائل يوضع الحليب في اناء، والى آخره، والمهم ان العقول ما تحملتها، ولا استساغتها”.
    وتسعى الحكومة السعودية الى ان تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن اصدار الفتاوى، على ان تكون باشراف هيئة كبار العلماء. والمعروف ان جميع القضاة في السعودية رجال دين، وتلعب الفتاوى التي يصدرونها دورا محوريا. ويأمل بعض السعوديين في ان تأخذ الفتاوى بحقيقة العصر والمتغيرات الجذرية التي طرأت على الحياة.
    وقال المؤرخ الكاتب محمد آل زلفى: “الناس تحكمهم الافكار القديمة، وقد باتوا يكوّنون عقلية جديدة، وكثر ينتظرون هذه الفتاوى (التحديثية) من زمن طويل. نحن جزء من هذا العالم، وعلينا ان نبني نظاما قضائيا يلاقي حاجات العصر”.
    وكان مدير هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر احمد الغامدي اثار الجدل في وقت سابق هذه السنة، بعدما قال بجواز الاختلاط ما بين الرجال والنساء. وأقيل الغامدي، ثم أعيد الى منصبه في لعبة تجاذب قوى خلف الستار ما بين الاصلاحيين والمحافظين.
    من جهة اخرى، دعا عضو مجلس الشورى حمد القاضي في مداخلة امام المجلس الى “تنظيم الفتاوى والحدّ من فوضاها”. وقال ان “العالم الاسلامي يتابع كل ما يصدر عن بلادنا وعلمائها في الشأن الديني، بوصفها بلاد الحرمين”.
    وتبقى الفتاوى اداة اساسية لتحديد مسار التطور الاجتماعي في المملكة، بسبب الموقع الكبير للدين في كل مفاصل الحياة. وقال الكاتب الصحافي داود الشريان في صحيفة “الحياة” ان “الفتوى لم تعد تسلية تلفزيونية. انها قوة تصنع التشدد والانغلاق، وتفضي الى الانفتاح والتطور. الفتوى هي سيدة الموقف”.
    (و ص ف)
    عن النهار
    http://www.annahar.com/content.php?priority=2&table=adian&type=adian&day=Fri

    إعجاب

  13. مشروع تركي لتنقية السنة النبوية
    كلنا شركاء
    ترجمة عن مدونة جوشوا لانديز
    12/ 07/ 2010
    ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية في 26 شباط 2008 أن وزارة الأوقاف التركية كلفت فريقاً من علماء الدين في كلية الشريعة بأنقرة، بإجراء مراجعة كلية للسنة النبوية. يقول أحد المستشارين في هذا المشروع: أن بعض الأحاديث تم وضعها بعد وفاة النبي محمد بمئات السنين لمواكبة أغراض المجتمع المعاصر آنذاك.

    تمسك تركيا بزمام المبادرة في محاولة لإدخال العالم الإسلامي إلى العصر الحديث، إلا أن التحدي الذي يواجهها لا يستهان به. فالإسلاميون سينظرون إلى الإصلاحيين باعتبارهم مرتدين أو أصحاب بدعة، وهذا يصدق بشكل خاص في العالم العربي حيث يعتبر الإسلاميون أنفسهم بمثابة حراس للشريعة الإسلامية بحكم نطقهم باللغة العربية، وقد ورد في القرآن الكريم أنهم ” خير أمة أخرجت للناس” (آل عمران 110) وأكثر من ذلك فإن النبي محمد وصحابته والقرآن ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس كلها عربية.
    إن فتح الباب أمام مراجعة الحديث هو بمثابة خطوة داخل مستنقع نظراً لصعوبة إثبات مصداقية وصحة كل حديث من الأحاديث.
    عقب وفاة النبي سنة 632م واجه الخلفاء الأوضاع والظروف الجديدة في الأراضي التي قاموا بغزوها سواء في سوريا أو العراق أو مصر أو بلاد فارس، واكتشفوا مدى اختلافها عن الأوضاع والظروف الموجودة في شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام ومهبط القرآن. علماً أنه من أصل 6236 آية قرآنية هناك فقط 10% منها يتعلق بالمسائل التشريعية كالزواج والطلاق والمواريث أما ما بقي يتعلق بأمور العقيدة.
    مع نهاية القرن التاسع نجح العلماء في تكريس السنة النبوية كمصدر أساسي من مصادر التشريع مساوية من حيث حجيتها وقوتها للقرآن الكريم، على الرغم من أن القرآن لم يتحدث عن السنة أبداً باعتبارها مصدراً للشريعة لأن القرآن كان يحتوي كل ما يحتاج إليه الجنس البشري من معارف.
    هذا الارتقاء بالسنة النبوية جرى على أساس أنها تتضمن توضيحاً لإرادة الله، وتمثل دليلاً على الأمور التي سكت عنها القرآن. هذا الدمج للأقوال والأفعال المنسوبة إلى النبي مع أحكام الشريعة جعل من النبي محمد أكثر من مبلغ للرسالة السماوية، أصبح القدوة التي على كل مسلم أن يحتذي بها بدقة وإخلاص، مما أدى إلى توسيع مفهوم الشريعة الإسلامية (القانون القرآني) وتدخل العلماء في أدق التفاصيل اليومية لحياة المسلمين. وكمثال على ذلك فإن الإمام أحمد بن حنبل مؤسس المذهب الحنبلي لم يجز أكل البطيخ لعدم وجود سابقة نبوية حول الموضوع (كولسون ، تاريخ الشريعة الإسلامية ، 1999 ، 71).
    مئات الآلاف من الأحاديث المتعلقة بكل ما يمكن تخيله من أمور تؤثر على حياة الفرد أو القبيلة أو المدينة أو المسجد أو الطقوس والشعائر الدينية أو السلوك الشخصي أو النظافة والصحة رويت عن لسان النبي من قبل آلاف الراوين المشكوك فيهم أحياناً، كل راوي يدعي أنه سمع من فلان أ الذي سمع بدوره من فلان ب الذي سمع بدوره من فلان س الذي سمع بدوره من فلان ياء أن الرسول قال كذا أو فعل كذا.
    يقال لنا أن كبار العلماء حققوا بجد صحة كل كلمة من كل حديث وسلامة كل راوي في سلسلة الأسناد وأنه في النهاية تم قبول عدة آلاف من الأحاديث جمعت في ست كتب رئيسية تعتبر لدى السنة بمثابة القانون. والكتاب الأكثر ثقة وصحة هو كتاب صحيح البخاري ( المتوفي870) حيث اختار البخاري من بين 600000 حديث، جمعها من حوالي 1000 شيخ من الشيوخ الذين التقاهم خلال 19 عاماً من السفر والعمل المتواصل في كل من بلاد فارس والعراق وسوريا والحجاز ومصر، 7400 حديث فقط. وقد صنف البخاري كتابه الذي يحمل عنوان صحيح البخاري، على أساس الموضوع حيث قسمه إلى 100 موضوع. ويعتبر كتاب البخاري لدى علماء السنة في المرتبة الثانية بعد القرآن من حيث صحته. ويأتي بعد صحيح البخاري من حيث الأهمية كتاب صحيح مسلم (المتوفي 875) والمتضمن 7600 حديثاً، والكتب الأربعة الأخرى هي لابن ماجة ( المتوفى 886) متضمناً 4300 حديثاً، وأبي داوود (المتوفى 888) 5300 حديثاً، والترمذي (المتوفى 892) 4000 حديثاً، والنسائي (المتوفى 915) 5800 حديثاً، مع ملاحظة أن التكرار موجود في كل كتاب على حدة وبين الكتب بعضها بعضاً.
    على الرغم من أمانة هؤلاء الجامعين وعنايتهم التي بذلوها لضمان مصداقية آلاف الرواة والتأكد من صحة عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية التي تم تناقلها ما يزيد عن 200 عام، فإنه لا يزال من المستحيل التحقق بشكل يقيني مما إذا كانت كل كلمة وكل فاصلة من تسلسل الأسناد كما رواها الحافظون صحيحة ودقيقة بشكل مطلق ومطابقة للترتيب الزمني الحقيقي الذي وقعت فيه من قبل النبي. ما نعرفه على الأقل هو أنه خلال القرن الأول والثاني ونصف الثالث بعد وفاة النبي كان الكثير من رواة الحديث والجامعين له شهوداً على النزاعات العقائدية والفقهية والسياسية الهامة التي ذخرت بها تلك القرون.
    إذ رغم الفتوحات الإسلامية الكبرى التي استطاعت خلال وقت قصير نسبياً تأسيس واحدة من أكبر إمبراطوريات العالم، فإن الصراعات الداخلية بين المسلمين اندلعت في تلك الحقبة من الفتوحات. كانت هناك أربع حروب أهلية، وسبع عواصم متفرقة، والعديد من الثورات السياسية والدينية العنيفة. وقد أراقت هذه الأحداث أنهاراً من دماء المسلمين، وأدت إلى تقسيم الأمة الإسلامية الناشئة إلى طوائف ومذاهب متحاربة. في ظل هذه الظروف من الإنصاف أن نقول أن بعض الرواة، دون ذكر جامعي الأحاديث، كانت لديهم في النتيجة مصالح مالية أو سياسية أو مهنية أو غيرها من المصالح الشخصية، أو ربما نسوا ما كان قيل أو ما كانوا سمعوه.
    الحرب الأهلية الأولى اندلعت من 656 إلى 661 بين علي ومعاوية، والحرب الثانية (680-692) بين السلطة الأموية وعبدالله بن الزبير الذي أصبح منذ عام 683 خليفة منافساً للأمويين في كل من العربية السعودية وسورية ومصر والعراق وذلك إلى أن قتل في مكة عام 692، والحرب الثالثة انتهت عام 750 بهزيمة الدولة الأموية في دمشق وتأسيس الدولة العباسية في بغداد، والحرب الرابعة جرت بين الأمين والمأمون (811-813) ولدي الخليفة الشهير هارون الرشيد حيث انتهت الحرب بقتل الأمين واستلام المأمون زمام الحكم من عام 813 وحتى عام 833. إضافة إلى ذلك جرت عام 680 أحداث كارثية هزت أركان الدولة الإسلامية وتسببت بحدوث الانقسام الدائم بين الشيعة والسنة الذي ما زال مستمراً حتى يومنا هذا، والمقصود هو الثورة التي قادها الإمام الحسين بن علي وانتهت باستشهاده في كربلاء – العراق.
    أول عاصمة للدولة الإسلامية كانت المدينة المنورة التي اتخذها النبي كذلك عام 622 وظلت المدينة المنورة عاصمة في عهد الخلفاء الثلاثة (632-656). وفي 656 نقل الإمام علي بن أبي طالب الخليفة الرابع، مركز الخلافة إلى الكوفة في العراق، ثم نقل معاوية العاصمة إلى دمشق عام 661 وظلت دمشق عاصمة الدولة الأموية حتى هزيمتها من قبل العباسيين عام 750. حيث نقل العباسيون عاصمتهم إلى العراق وجعلوها مؤقتاً في الهاشمية قبل بناء بغداد واتخاذها عاصمة لهم عام 762. وفي عام 638 قام الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله بنقل العصامة إلى سامراء (شمال بغداد على نهر دجلة) ثم أعاد الخليفة العباسي السادس عشر المعتضد العاصمة إلى بغداد مرة أخرة عام 892، وفي الوقت نفسه أصبحت قرطبة عام 756 عاصمة للدولة الأموية في الأندلس.
    وتنبغي الإشارة إلى أن التحقق من صحة مئات الآلاف من أحاديث السنة النبوية التي يفترض أنها وقعت في وقت سابق يمتد إلى الوراء ما يزيد عن عشرة أجيال، هي مهمة شاقة، فالحجم الهائل ومرور الزمن والأهمية الكبيرة للقضايا المطروحة تثير الكثير من الشكوك حول صحة العديد من هذه الأحاديث. ولتبيان مدة جسامة هذه المهمة والتحدي الخطير الذي تطرحه، نشير إلى أن الزعم بأن البخاري فحص ما يقارب 600000 حديث، يعني ذلك أنه حتى لو قضى أربعين سنة من أصل ستين هي مدة عمره واقتصر خلالها على مهمة وحيدة هي جمع صحيحه مستغرقاً 14 ساعة من العمل اليومي دون استراحة ليوم واحد، سواء لمرض أو للقيام بأعمال أخرى لكسب لقمة عيشه أو لتأليف كتب أخرى، لكان عليه أن يقوم بتحري ما يزيد عن أربعين حديثاً في اليوم الواحد أو حديث واحد كل عشرين دقيقة، فكيف ذلك والبخاري ألف 21 كتاباً إضافة إلى صحيحه؟. وإذا تبنينا ما قيل من أن البخاري أمضى ستة عشر عاماً في السفر والعمل لإنجاز صحيحه، وصلنا إلى نتيجة مفادها أنه كان عليه أن يتحرى في اليوم الواحد عن مصدر ما معدله 103 أحاديث، أو حديث واحد كل ثماني دقائق إضافة إلى التحقق من النص المضبوط لكل حديث، كما كان عليه أن يتحقق من أمانة آلاف الرواة الذين تعاقبوا خلال الأجيال العشرة المتعاقبة على رواية أحاديث النبي، الأمر الذي يصعب تصديقه.
    هل استعان البخاري بمساعدين؟؟ لا نرجح ذلك لأن طبيعة المهمة تتطلب أن يكون البخاري بذاته هو الحكم الوحيد في موضوع أمانة الرواة وصدقهم.
    علاوة على أن العدد الكبير من الأحاديث المنقولة عن بعض الرواة يبدو محيراً. فأبو هريرة صحابي وداعية متحمس لنشر أحاديث الرسول ومآثره، روى ما ينيف عن 5374 حديثاً، وروت عائشة 2210 ، وأنس بن مالك 2286 ، وعبد الله نجل الخليفة عمر بن الخطاب 1630 “(المرجع نفسه ، 394)، وآخرون رووا أعداد كبيرة من الأحاديث: ابن عباس 1710 ، جابر بن عبد الله 1540 ، أبو سعيد الخدري1170 ، ابن مسعود 748 ، الخليفة عمر بن الخطاب 537 ، والخليفة علي 536. لا شك أن بعض هذه الأرقام يثير الريبة. ومنذ حوالي خمسين عاماً زعم أحد العلماء ابن جعفر ( متوفى 808) أن ابن عباس لم يسمع من الرسول سوى تسعة أحاديث، بينما يجعلها يحيى بن سعيد القطان (متوفى 813) عشرة أحاديث فقط، أما الغزالي فيقول أن ابن عباس لم يسمع أكثر من أربعة أحاديث. وسواء كانت هذه الخلافات صحيحة أم خاطئة، فإن من المستحيل القبول بأن زوجة النبي عائشة التي توفي وعمرها 18 أو ربما 15، تذكر على نحو دقيق ما يقارب 2200 حديثاً.
    إضافة إلى ما سبق، فإن جميع أصحاب الصحاح الستة، عاشوا تحت الحكم العباسي خلال سنوات الاضطرابات (800). ورواة الحديث العباسيين، بما فيهم أصحاب الصحاح الستة، كانوا يعتمدون على نقل الأحاديث عن رواة سابقين عاشوا لمدة مائة عام في كنف العدو اللدود للعباسيين: الدولة الأموية (661-750). ولا شك أن السياسة العباسية والكراهية الشديدة للأمويين لعبت دوراً حاسماً في تبني أو تجاهل بعض الرواة، فضلاً عن تعديل بعض الأسناد التي كانت تحتوي أسماء موالية للأمويين.
    أضف إلى ذلك، أن المسلمين الشيعة لا يعترفون بمجموعات الحديث السنية ولديهم مجموعاتهم الخاصة بهم، وتختلف المجموعات الشيعية عن تلك السنية من حيث تركيزها على أن النبي محمد سمى علياً كوصي له، وهو ما ينفيه أهل السنة. علاوة على أن السنة يقتصرون على تسجيل الأقوال والأفعال المنسوب صدورها عن النبي محمد، أما الشيعة الإمامية فلا تكتفي بتسجيل ما صدر عن النبي فقط بل تضيف إليها ما صدر عن الاثني عشر إماماً. ويجب عندهم للحكم بصحة الحديث أن ينتقل عبر أحد هؤلاء الأئمة.
    الشيعة يدينون الخلفاء الثلاثة أبو بكر (632-634) ، عمر (634-644) ، وعثمان بن عفان (644-656) بأنهم اغتصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب(656-661)، ولا يعتبرونهم مصادر موثوقة لرواية الحديث عن النبي محمد.
    ولاحظ المفكر الإسلامي الهندي محمد أشرف أنه من الغريب ألا يرى أي خليفة أو صحابي من صحابة النبي محمد ضرورة تدوين وجمع الأحاديث لأكثر من قرنين مضيا بعد وفاته.

    ترجمة عن مدونة جوشوا لانديز

    إعجاب

  14. يأخي هل انتم اغير على الأسلام من الذي نزل عليه القرأن والرسالة اذا كان يوجد هناك ارضع فليكن انتم اعلم من الرسول بالأسلام وعندما يتعلق الأمر بتكفير من يبيع البوظ يصبح بدعة وعند يرخص بعض القضايا تصبح وتسهل الدين تحكمن على الناس بالألحاد والزندقة ونتيجة لذلك لم يدخل في دين الله عبدة الشجروالحجر وعبدة البقر كفوا عن التشدد لعنكم الله لقد افسدتم على الناس دينهم

    إعجاب

أضف تعليق