من هم العلويين؟ مالايعرفه كثر من ادعياء الفهم!

اكتشاف العلويين…
حسّان القالش *
الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٢
تروج الكتابة عن العلويين هذه الأيام، تزامناً مع تصاعد أحداث الانتفاضة السوريّة، لتتأرجح الكتابات بين خطّين: دفاعي، يضع نفسه في موقف المُدافع عن انطباع عام يتّهم الطائفة بعدائها للانتفاضة، من دون أن ينجح في تعريف الطائفة أساساً وموقعها في الخريطة الوطنيّة والتاريخيّة للبلاد. وآخر، هجومي، يفرض صورة نمطيّة سلبيّة واحدة ومتماسكة عن العلويّين، متنكّراً لانتمائهم السوري، ومستخدماً مفردات تحاكي لغة العزل والذميّة.

والحق أن مشكلة فهم، أو التعرّف على العلويّين، كطائفة، هي إحدى مشكلات المجتمع السوري الكبير الذي مزّقه الحكم البعثي ومنع وصوله إلى مرحلة انفتاح عام لمكوّناته الثقافيّة على بعضها البعض، لا سيما ما تعلّق بالأقليّات. وهي، أيضاً، إحدى إشكاليّات المثقّفين السوريّين، خصوصاً العلويّين منهم. ذاك أنّ أساس نشاطهم السياسي والثقافي انطلق من اعتبارات وطنيّة جامعة، ورفضهم تعريف أو تقديم أنفسهم على أنّهم مثقّفو طائفة.

وما يقال في تعريف العلويّين وطنيّاً وتاريخيّاً، يقال في تعريفهم الدينيّ. ذاك أن حالة من الجهل تسود في الأوساط الشعبيّة عند بعض السنّة في سورية، ليس تجاه العلويّين فحسب، بل تجاه بقيّة الأقليّات الإسلاميّة أيضاً، من إسماعيليّين ودروز. إضافة إلى وجود شرائح ليست بالقليلة تتّهم هذه الأقليّات في انتمائها الإسلامي وتميل نحو تكفيرها. وهي حالة توافقت مع مصالح النظام في عمليّة رصّ الأقليّات معنويّاً وإيحائه لها بأنّه وحده القادر على حمايتها من المارد السنّي الرافض لها.

لكن الحاجة إلى تعريف العلويّين وغيرهم من الأقليّات، تعريفاً سوريّاً، تفرض ضرورتها اليوم للأسف. فالعلويون، وبعيداً من رواية المظلوميّة التي أشاعها وروّجها النظام الحالي في مجتمعهم، والتي تخوّفهم من مصير أسود ودمويّ في حال زواله، إضافة إلى الروايات الفلوكلوريّة التي تتحدّث عن محاولة إفنائهم عبر عصور التاريخ، تعرّضوا حقيقةً لظلم استثنائي أيام الحكم العثماني، زاد على الظلم الذي عمّ بقيّة السوريّين. لكن الظلم والتهميش اللذين تعرّضت لهما طائفتهم، إضافة إلى كونها أقليّة لم تحظَ بحماية خارجيّة تاريخيّاً، بعكس بقيّة الأقليّات، جعل الاندماج في الكيان السوري الحديث مشروعهم التاريخي الجامع.

ذاك أن الانتداب الفرنسي لم يتمكّن من خلق مشاعر استقلاليّة، عميمة وقويّة، عند المجتمع العلوي، وإن كان فرض عليهم نوعاً من حكم ذاتي تمثّل في حكومة اللاذقية (دولة بلاد العلويين) التي أشرف عليها مباشرة. فقد شهد المجتمع العلوي يومها تنافساً حامياً بين التيّار الاستقلالي المدعوم فرنسيّاً، والتيّار الوحدوي المدعوم من البرجوازيّة الوطنيّة في دمشق، تمكّن فيه الوحدويّون من الانتصار، وذلك بمساندة الفئة الوطنيّة في دمشق، التي امتلكت مشروعاً وطنيّاً ضمّ تصوّراً ناضجاً عن الكيان السوري الحديث، بينما لم يقدّم الفرنسيون مشروعاً مقنعاً ومقبولاً.

غير أن اندماج العلويّين السريع في الكيان الجديد المستقلّ كان يصطدم بخط معادٍ للأقليّات عند البعض في حكومة الاستقلال وسياسيّيها. وهذا ما قوّى ميلهم المبكر باتجاه مؤسسة الجيش، التي شهدت مع الاستقلال نزعتها للتخلص من سيطرة السياسيّين التقليديّين، وبدأت تميل نحو اليسار (الحوراني والبعث والشيوعي) والحزب السوري القومي، وهي الحركات التي اجتذبت الطيف الأوسع من جمهور الأقليات المختلفة.

غير أن نظام البعث، الذي سيتسلّم البلاد نهائياً مع انقلاب 1963، ثم انقلاب 1970، الذي سيترافق مع استقرار سياسي حديدي وقهري، سيهيمن العلويون على مفاصل رئيسيّة فيه، وسيجد هؤلاء في أبناء طائفتهم، طاقة بشرية يمكن الاعتماد عليها لتدعيم نفوذهم وحمايته، ذاك أن افتقار العلويين، كمجتمع، للتقاليد المهنيّة وللخصوصيّة الاقتصاديّة جعلهم يميلون نحو الوظائف الرسمية والتعليم الجامعي. وهذا ما يفسّر إصرار النظام على إبقائه حالة التهميش تجاه مناطقهم، لتتقلّص خياراتهم وتنحصر في الاعتماد على سياسة التوظيف في مؤسسات الدولة، ومنها الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة.

بيد أن تقييد العلويين بالدولة وتقديماتها سيقابله صعود في المجال الثقافي والعلمي سيميّز المجتمع العلوي، وسينتج نخباً ثقافيّة ستلعب أدواراً رياديّة في الثقافة الوطنيّة السورية. وهذا ما يفسّره العدد الكبير الذي زجّ في سجون النظام من المثقفين العلويين ممّن عارضوه وعملوا على نقده وتفنيد مشروعيّته في سياساته المختلفة. وهذا ما نجده اليوم، في الانتفاضة السورية، من تعدّد الرموز الثقافية المعارضة للنظام والمنخرطة في الانتفاضة ما يشير إلى انتمائهم الوطني ورفضهم لنظام تاجر بانتماءاتهم الأصليّة ورهن مجتعهم وغيره من الأقليّات لمصالحه وفي سبيل بقائه.

* كاتب وصحافي سوري

19 تعليق

  1. المقال المنشور أعلاه مهدى الى الصديق محمد عمار ومن يريد الفهم وعدم الإستمرار في التشبيح

    إعجاب

  2. لا حياة لمن تنادي

    إعجاب

    • وباختصار أيضا : فهم يذبحون العلويين على الهوية ذبح النعاج ويستحييون نساءهم ويغتصبونهن على الهوية ويخطفون الرجال والنساء على الهوية , لا بل الأنكى والأدهى والأمر والأبشع من هذا فانهم يغتصبون الرجال والنساء معا وحصل ان قامت مجموعة منهم باغتصاب الزوجة أمام زوجها والزوج أمام زوجته بعد ان اختطفوهما بين دمشق وحمص فعن أي شراكة وعن أي وطن يتحدثون, أنا أدرك أن المعارضة ليست من فصيل واحد ولا من مذهب ديني أو سياسي واحد , ولكن هذا القتل وهذا الخطف وهذا السبي والاغتصاب حصل ويحصل في سورية الذاهبة الى التقسيم (بكل أشكاله) والمصالحة الوطنية ووزارتها ضرب من ضروب العبث واستهلاك الوقت- الزمن – والذي نحن مهرة مخضرمون به ونجيد استهلاكه بل قتله اجادة منتطعة النظير ماضيا وحاضرا( هذا رأيي ورؤيتي وأرجو بل أتمنى من كل وبكل جوارحي أن أكون هنا مخطئا لا أفقه شيئا مما يدور والى أين تسير الأمور( حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. !

      إعجاب

  3. هل يجوز الكلام عن العلويين في السياسة؟ هل يمكن النظر اليوم إلى العلويين في سوريا ككتلة سياسية؟ وما هي حدود التطابق بين الطائفي والسياسي هنا؟ وما تأثير ذلك في مآلات الثورة السورية؟
    يتحول العلويون في غالبيتهم في سوريا اليوم، بفعل ظروف بدايات الثورة السورية والمسار الذي اتخذته، وعوامل أخرى متداخلة سأسعى الى تحديدها، كتلة بشرية ذات توجه عام محافظ من الناحية السياسية ومضاد للثورة. هذه مفارقة حارقة ولاسيما إذا عرضنا هذا الواقع على تاريخ طويل تميزت به هذه البيئة الاجتماعية المنفتحة باحتضانها للأفكار والحركات والانتماءات السياسية الثورية مثل الماركسية والقومية والعلمانية وغيرها. وهذا في ظني تحوّل عارض يزول بزوال ضباب الخوف والتشكيك والتضليل تحت شمس سوريا جديدة.
    ربما لم يكن العلويون متجانسين من الناحية السياسية حيال موضوع ما، كما هم اليوم حيال الثورة السورية التي كان من أبرز آثارها، وهذا مما يضع العقل في الكف، أنها وحّدت مواقف أبناء هذه الطائفة بمختلف تلويناتهم السياسية الموالية (أصلاً) والمعارضة (سابقاً)، وبمختلف مستوياتهم الثقافية في موقف واحد ينتهي إلى أن الثورة السورية حركة إسلامية بدوافع طائفية غير وطنية وليس لها مما تدّعي نصيب. لا بل إنها مؤامرة متعددة الرأس. وقد بدت لهم شعارات الحرية والكرامة التي هتفت بها حناجر مئات الألوف من السوريين متحدّين أخطار الاعتقال والتعذيب والرصاص الحي، ستاراً لأغراض غير وطنية في مخطط يهدف إلى ضرب المقاومة وإسقاط الدولة (وليس السلطة) السورية، وربما تفتيت سوريا. المستفيد من النظام وغير المستفيد، المرتكب والنزيه، الموالي الأزلي والمعارض الأزلي، المخبر والمناضل، المثقف والأمي، توحدوا سياسياً في وجه ما يرون أنه مؤامرة أميركية خليجية. والحق أنه منذ الأيام الأولى للحراك الثوري السوري، شعر العلويون بغربة عن هذا الحراك، لا تني تتزايد يوماً وراء يوم على وقع الدفن اليومي لموتاهم القادمين من مختلف أنحاء سوريا في خضم هذا الصراع. في النظر إلى هذا الواقع، نضع يدنا على العناصر التي جعلت من العلويين كتلة محافظة من الناحية السياسية وأبعدتهم عن المشاركة الفاعلة في الثورة السورية:
    – الاشتراك في المنبت المذهبي مع الرئيس ومفاصل أمنية وعسكرية أساسية في النظام السوري الحالي. يتشعب فعل هذا الانتماء المذهبي المشترك اليوم إلى أثرين: ينبع الأول من أنه أشبع لدى العلويين عموماً حاجة ممضة الى الاعتراف على خلفية أن العلويين طالما شعروا عبر تاريخهم بنقص في الاعتبار دينياً (يكتفي العلويون برضاهم الذاتي حيال قناعاتهم الدينية من دون أن يكون لديهم أدنى ميل دعوي ديني أو أدنى ميل للمنافسة على الشرعية الدينية الرسمية مع الإسلام السني)، ووطنياً (بسبب الفقر والجهل والتمركز في المناطق الريفية النائية عن مراكز المدن التي تعتبر مصنع السياسة والسياسيين). على هذا فإن التحرك الشعبي ضد النظام السوري أطلق منذ البداية موجة قلق وخوف غامض من النكوص إلى حال سابقة من التهميش ونقص الاعتبار، ولاسيما أن الحراك بدأ من خارج البيئة العلوية وبسمات إسلامية ما فتئت تتزايد عمقاً واتساعاً، وأن شخص الرئيس برز في سياق الثورة على أنه المستهدف الأول إن بالهتافات أو التصريحات (يسأل كثير من المثقفين العلويين عن دلالة تسمية الصفحة الأهم للثورة السورية على الشبكة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” وليس ضد النظام السوري مثلاً). إن لدى الكثير من العلويين اقتناعاً بأن كل الغرض من هذه الثورة هو إسقاط الرئيس لأنه علوي المولد، ويلتقطون من غمرة الأحداث والمواقف ما يفيد ذلك. أما كيف يستوي أن يُنظر إلى الثورة السورية على أن غايتها ضرب المقاومة، وهذه غاية سياسية تتجاوز الانتماءات الطائفية، وعلى أنها موجهة ضد الرئيس لأنه من مذهب معين، وهذه غاية طائفية حصراً، فهذا مما لا تعنى به الإيديولوجيا السياسية. الأثر الثاني لهذا الانتماء المشترك هو الخشية من أن يحمل العلويون وزر جرائم النظام (الذي كثيراً ما يصفه معارضون بأنه طائفي أو علوي) ويصبحون بعد سقوط النظام موضوعاً لعمليات انتقام تحاسب على الانتماء. تقوم هذه الخشية على اقتناع بأنه سوف يتم تحميلهم كجماعة، مسؤولية سياسات النظام لمجرد الانتماء وبصرف النظر عن ضلوع الشخص أو براءته. يغدو هذا العنصر أقوى كلما امتد أمد الثورة وزادت فظاعة ما يرتكبه النظام من جرائم يعتقد العلويون أنهم سيُحَمَّلون وزرها. أي أن العلوييين يعبّرون عن مخاوف بعيدة الأمد (التهميش) ومباشرة (الانتقام) بما يفضح تقييمهم العام للثورة السورية بأنها غير ذات صلة لا بالحرية ولا بالديموقراطية التي تدّعيها لنفسها.
    – وجود نسبة كبيرة من العلويين في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية كوظيفة، في ظل حالة الفقر العام وتدهور الزراعة كمصدر للرزق، إضافة إلى عامل الجذب الذي شكلته هذه الأجهزة لفقراء الريف بوجود أشخاص من بيئتهم في مواقع مهمة فيها بما يتيح لهم في هذه الأجهزة شيئاً من القبول وحتى المحاباة. وكان التطوع في هذه الأجهزة ليس فقط مصدراً للدخل بل وأيضاً مصدراً للقوة والسطوة يمارسونها، من جملة من تمارس عليهم، على أبناء قراهم نفسها. على هذا، كان حضور العلويين كثيفاً دائماً في أجهزة القمع الرسمية في ظل نظام الأسد، حتى أن اللهجة العلوية ارتبطت في أذهان السوريين بهذه الأجهزة. من طبيعة الأمور، والحال هذه، أن تجد نسبة كبيرة من العلويين نفسها بحكم عملها ومهامها الرسمية (عدا اقتناعاتها السياسية) في وجه التحرك الثوري وهذا ما أدى، بعد تحول الثورة إلى حمل السلاح، إلى مقتل الكثير منهم، مع ما يولّد ذلك لدى الأهالي من مشاعر عداء تجاه الجهة التي تقتلهم. لم ينضج في أذهان العلويين، ولن ينضج بعد الآن، الاقتناع السياسي الذي يجد في “الجيش الوطني” خصماً حين يتحول أداة بطش وقمع وقتل للأهالي، الأمر الذي يجعلهم في تماهٍ تام مع الخطاب الإعلامي للنظام الذي يكرم أبناءهم كشهداء ويصف الجهة التي تقتلهم بأنها “عصابات”.
    – مهّد ما سمّي سياسة الاستيعاب الجامعي لظهور فئة مثقفة جديدة بين العلويين، ذلك أن التعليم كان السبيل الآخر (سوى الجيش وأجهزة الأمن) المتاح لتحقيق الارتقاء الاجتماعي وتأمين مصادر الدخل. وقد استقطب هذا الباب الفئة ذات الطموح العلمي التي يعلو طموحها على التطوع في الجيش والأمن. اعتمد النظام كالعادة، سواء داخل الطائفة العلوية أو غيرها، سياسة تمييزية معيارها الولا، في إتاحة الفرص الدراسية العليا، الأمر الذي خلق جيشاً إيديولوجياً في صالح النظام دافع ويدافع عنه في وجه كل تحرك مضاد حتى لو كان علمانياً وسلمياً وملائكياً، فكيف إذا جاء التحرك عنفياً وبلون إسلامي غالب وبدعم من جهات ودول لا تقل استبداداً عن النظام السوري وبمباركات طائفية من مشايخ داخل سوريا وخارجها، مما زوّد من يريد الوقوف في وجه الثورة السورية ما يحجب به لب هذه الثورة ومغزاها.
    – نفور العلويين العام من الاتجاهات السياسية الإسلامية وميلهم لاحتضان التيارات السياسية اليسارية عموماً بما فيها التيارات والأحزاب التي دفعت أثماناً باهظة في مواجهة استبداد النظام مثل الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، رابطة العمل الشيوعي التي تحولت بعد مؤتمرها الأول والأخير في آب 1982 إلى حزب العمل الشيوعي، حزب البعث الديموقراطي (تيار صلاح جديد). وقد شكل هذا النفور أساس الشعور بالغربة عن الثورة السورية منذ بداياتها. يستحق الانتباه أن المزاج المعارض اليساري لم يتبدد في الوسط العلوي خلال الأحداث العنيفة التي شهدتها سوريا في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات، وظل للمعارض العلوي (اليساري غالباً) قبول وتأثير في وسطه آنئذ، على خلاف الحال اليوم حيث بات المعارض العلوي منبوذاً في وسطه إلى حد الوسم بالخيانة. ويحتاج هذا التحول إلى بحث مستقل لفهم أسبابه.
    ما سبق من عناصر، خلق مجال جذب سياسياً يوحد أفراد هذه الطائفة على العموم ويعطيها اليوم صبغة سياسية معينة ويتيح مخاطبتها في هذه اللحظة ككتلة مذهبية سياسية. نرجو أن يكون من المفاعيل اللاحقة للثورة السورية، تبديد هذا المجال لصالح مجال تجاذب سياسي وطني تكون فيه هذه الطائفة وغيرها من الجماعات مخترقة بالتلاوين والتيارات السياسية الوطنية العامة. وبعد، يتطلب هذا الواقع تأملاً مستقلاً لتأثيراته في مآل الثورة السورية.

    كاتب سوري
    http://www.annahar.com/article.php?t=mulhak&p=5&d=24835&dt=2012-09-01+00%3A00%3A00

    إعجاب

  4. تحرير الطائفة العلوية واسترداد الوطن

    في مواجهة التاريخ:

    إن الأحداث التي تحدث في سورية اليوم والمواجهات والاصطفافات الطائفية ليست خافية على أحد كما أنها ليست وليدة اللحظة ولا حتى وليدة حكم الأسد وحزب البعث إبان نصف قرن من الزمن ، بل هي تراكم لأحداث مضى عليها أكثر من 1400 عام فإذا أردنا أن نفهم مايحدث اليوم ونجد له مخرجًا لابد أن نعود ولو قليلًا إلى هذاالتاريخ ، لقد انقسم فيها المسلمين إلى معسكرين معسكر ناصر عليًا كرم الله وجهه وشايعه وصفًا وقف مع معاوية وأيده حتى انتهى المطاف إلى انتهاء دولة الخلافة والشورى وحكم الشعب إلى دولة لبني أمية وأحفادهم تحت سطوة السيف والجبر من عاصمتهم دمشق، ونكل بآل بيت رسول الله ولُعن ابن عمه علي كرم الله وجهه على المنابر واضطهد وطورد كل من ناصره وناصر أبناءه وأحفاده حتى سقطت الدولة الأموية وقامت الدولة العباسية وفي عهدها كان ظهور الطائفة العلوية كفرقة من الشيعة (رغم تكفير الشيعة لهم) حتى تبنيهم على يد موسى الصدر في لبنان بعد قيام الثورة الإيرانية لأسباب ومصالح سياسية .

    طوال 1000 سنة خضع العلويون لحكم الدول السنية المتتابعة سوى دولة بني حمدان في حلب وعانوا من الاضطهاد والانعزال في قراهم الجبلية بعيدًا عن المدن والحواضر، حتى وصلوا إلى الحكم مع انقلاب حزب البعث عام 1963.

    عسكرة الطائفة:

    لقد شكلت الزراعة مهنة لكثير من أبناء الطائفة العلوية على مدى قرون ، وقد عانى أبناءهم الفلاحين من الإقطاعية والإقطاعيين من ملاك الأراضي من السنة وكان من أواخر الإقطاعيين المعاصرين الزعيم أكرم الحوراني (الحموي السني ) من مؤسسي حزب البعث أول من عسكر الطائفة العلوية و استجلبهم من الجبال إلى معسكرات الجيش لسيتخدمهم في السيطرة على الجيش كما انه كان أول من سيس الجيش والمنتسبين إليه .

    ومع صعود قادة عسكريين بين صفوفهم كصلاح جديد وحافظ الأسد ترسخت هذه الثقافة والاستراتيجية حتى أصبحت نسبة كبيرة من أبناء الطائفة يخدمون في الجيش وقيادته ، فإذا حسبنا تعداد الفرقة الرابعة والحرس الجمهوي الذي يعتبر غالبية إن لم يكن جميع منتسبوه من العلويين مع عوائلهم ما لايقل عن 200,000 شخص (إذا قدرنا قوام العائلة ب5 أفراد ) ما يشكل 10% من تعداد السوريين الذين ينتسبون لهذا المذهب ، فإذا أضفنا لهذا العدد المنتسبين لبقية الفرق وأجهزة المخابرات والحكومة فسيكون لدينا فكرة واضحة عن حجم اعتماد الإخوة العلويين على النظام ومؤسسة الجيش كمصدر معاش وحيد لعوائل ، وهذا مما يجب أخذه بعين الاعتبار أثناء الصدام مع الجيش ومرحلة بعد سقوط النظام وإعادة هيكلة الجيش.

    تغييب القيادات:

    في ظل نقاش مع أحد الإخوة العلويين ذكر لي بأنه: ” بعد بداية الأحداث بحوالي 15 يوما توفي أهم شيخ علوي في سوريا..هل سمعت بذلك ؟ طبعا لا ،حتى بعض العلويين ممن اختاروا طريقكم ليس لديهم علم بأي من الأمور المرتبطه بطائفتهم أو دينهم ، شيوعيون سابقون ، رومانسيون حالمون ، أو أنهم ممن فقدوا ارتباطهم بجذورهم بعد سنين طوال في المدن..

    الشيخ حيدر عبود توفي في بيته في ريف حمص و قد كان شيخ زمانه و علامة لا يتكرر عند العلويين السوريين و قد حضر جنازته أكثر من 50000 علوي من سوريا و تركيا و لبنان و على جثمانه أقسم أهم ضباط الجيش و عدد من الشيوخ العلويين ، يمين ولاء حتى الموت لابنهم بشار،لم يكن هناك كاميرات بالطبع ،لكن القسم تناقله الشيوخ و النقباء في كل الريف وهو يمين قائم لا يزول و أتمنى لو أنك تحاول التأكد من كلامي “. مضى على هذا الكلام أكثر من عام .
    إن اختزال سوريا وقيادة سوريا برجل واحد وقائد واحد وضم سوريا إلى بيت الأسد (فأصبحت تسمى سوريا الأسد) وتغييب أي قائد وطني أو اجتماعي أو ديني يبرز نجمه ويشكل تهديدًا ومنافسًا للقائد الأوحد هو أحد الأسباب التي أضاعت بوصلة الجماهير وغيبت وعيها وإن أول أسباب حل الأزمة والمعضلة التي وضعت الشعب السوري في مواجهة بعضه البعض هو إبراز وظهور قيادات جديدة على الساحة من جميع الطوائف ومن داخل الطائفة العلوية ( باستعادة قيمة وأهمية رجال الدين فيها أو ممن وعي حجم الحدث والخطر الذي يهدد الجميع من الضباط أو الزعماء العلويين). وأهمية التوافق على خيار ثالث سوى بقاء الأسد أو فناء البلد حيث تبين عمليًا أن أحدهما أو كلاهما غير ممكن.

    تحرير العقل ومراجعة الأفكار والمعتقدات:

    إن الأفكار المتطرفة والاعتقادات غير السوية ليست حكرا على طائفة دون أخرى ، لقد تمت قبل وأثناء الثورة مراجعات وتغيرات كبيرة في العقل والاعتقاد السني من الإجبار إلى الاختيار ومن دغدغة العواطف الدينية إلى مواجهة الأحداث الواقعية. كما سيغير من المعتقدات والأفكار التي يعتقدها عدد من الإخوة العلويين عن البعبع الإسلامي أو المؤامرة الكونية أو الإله الناسوتي الذي يعتقد البعض أن تمثل ببشار إله وأبيه من قبله كما روي لي عن أحد هؤلاء الذي استهجن إكبارنا وتهويلنا من شأن ما يجري من إسجاد الناس لصورة بشار وأمرهم بتأليهه. ( وهذا هو ذروة مايمكن أن يكون من الدولة الدينية التي يخوفون الناس منها حين يصبح الحاكم إله يعبد !!).

    تسنن العلويين وتشييع السنة:

    إن مايميز الطائفة العلوية عن سواها هو قلة الاعتقادات التفصيلية وضعف الالتزام بها سوى من بعض من يتخصص في دراستها فهم بخلاف الشيعة ليس لديهم التزام شامل من الناس بالإسلام وتعاليمه، مع بقاء روابط الدم وإرث الأجداد وعصبية الانتماء والمناطقية هي الحاكمة. ولذلك فلا جدوى من الحكم عليهم من كتب دينية تظهر معتقدات النصيرية وتعميم ذلك على الجميع وكأنهم ينفذون تعاليم الكتب بحذافيرها سطر بسطر وكلمة بكلمة.

    مع هجرة أبناء الريف إلى المدينة وخصوصُا بين الإخوة العلويين بدؤوا بإرسال أبنائهم إلى المدارس حيث درسوا وتعلموا الدين على أيدي المشايخ السنة وقد رفنيض حافظ الأسد عند مقتل باسل أن يصلي عليه شيخ علي حيث صلى عليه شيخ سني ، ومماعبر عنه بشار الأسد وإن كان فيه مصلحة سياسية في أحد الاجتماعات المتلفزة مع المشايخ بقوله بوجوب الانتساب للنبي واتباع الطريقة (السّنّة ) المحمدية كما أطلق عليها فالنبي هو الأصل (والصحابة وسيدنا علي كرم الله وجهه والطريقة العلوية فرع ، وإن لم يصرح بذلك) .

    وكما ذكرنا فإنه وبعد الثورة الإيرانية استغل بعض مشايخ الشيعة من رواد الثورة الإيرانية هذه السمة وتبنى الاعتراف بهم كفرقة شيعية مسلمة ومع ذلك لم يغير ذلك كثيرا بالنسبة لحافظ الأسد الذي حافظ على توازن العلاقة مع إيران دون تسليم البلد لهم كما فعل بشار وأعان حركة امل الشيعية العلمانية بلبنان على حزب الله ذراع إيران أثناء الصدام بين الحركتين.

    وبعد تولي بشار بسوريا وسقوط صدام بالعراق امتد الهلال الشيعي لأول مرة بعد الثورة ليصل إلى ضفاف البحر المتوسط وليشرع في حملات التشييع في سوريا بين أبناء السنة ! دون العلويين الذين كانوا قبل ذلك لايمتون للإسلام بصلة حسب اعتقادهم، وتغيير الديموغرافيا والتركيبة السكانية لقرى ومناطق بأكملها أملاً في تغيير المعادلة وضمان الولاء الديني للولي الفقيه المعصوم في إيران، وعليه فإن الوقوف في وجه هذه الوصاية المزعومة على طائفة من الشعب السوري هي أولى الخطوات لاسترداد الطائفة العلوية في سوريا إلى حضن الوطن .

    كلمة حق أريد بها باطل:

    كثير منا استمع للكلمة التي رد بها المبعوث الفرنسي على الجعفري وشرشحه بها حين هدده بالوثيقة التي تثبت طلب جد رئيسه الأسد سليمان بقاء المستعمر الفرنسي على أرض سوريا أو الانفصال عن سوريا وإقامة دولة علوية.

    لكن كثيرا منا لم يقرأ أو يسمع بالوثيقة الأخرى التي دعا فيها كبار الزعماء والمشايخ العلويين إلى الوحدة مع سوريا بعد تقسيمها إلى دويلات أربع ، وهذه الوثيقة متسقة منطقيا وتاريخيًا مع اتحاد الثوار بما فيهم صالح العلي وبقية الزعماء السوريين وثورتهم على الفرنسيين وتوحيد الدويلات والاستقلال عن فرنسا.

    وثيقة الانفصال و وثيقة الوحدة

    http://kebreet.net/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A/

    إن كلمة المبعوث الفرنسي في غاية الخطورة وإن بدت انتقامية تشفي غل النفوس وتحرج مبعوث الأسد ، لا لأنه أخفى وثيقة الوحدة التي وقع عليها الزعماء العلويين وعلى رأسهم صالح العلي الذي ثار على المحتل مع بقية إخوانه السوريين فقط، بل لأنه أراد كما أراد أسلافه الفرنسيين أن يفعلوا بأن يزجوا بالأقليات في مواجهة إخوانهم فتنقسم البلاد كما فعلوا بسوريا بتقسيمها أربع دويلات لولا ثورة أبنائها بكل أطيافهم ، وكما فصلوا لبنان عن سوريا تحت العنوان نفسه فيسهل عليهم التحكم والسيطرة لخدمة مصالحهم.

    مواجهة المستقبل:

    إن اقتحام المخاوف هي مايضمن التحرر من الخوف والإرهاب واستعادة الوطن المسلوب ، لقد اقتحم الثوار الخوف من الموت والخوف من القمع والخوف الحرية والخوف من المجهول والخوف من الفوضى والخوف من الحرب الأهلية وهم بشجاعتهم هذه ساعدوا ويساعدون بقية السوريين الذين هم أسرى للإسلاموفوبيا والخوف من المجهول والخوف من المؤامرة للتحرر من قيدهم واستعادة حريتهم ومواجهة مستقبلهم بعقل واع وضمير حي والتعاقد مع بقية السوريين على قيم جديدة حقيقية وتعايش مستدام.

    وقد بدأت بوادر هذا التحرك الجماعي في مصياف واللاذقية وغيرها ولن يلبث أن يتحول هذا الحراك بين أبناء العلويين إلى قيادة تكسر احتكار وارتهان آل الأسد للطائفة وأبنائها وللوطن وقيادته.

    http://all4syria.info/Archive/51674.

    وأخيرًا فإنه من أسس هذا التحول الكبير والتعاقد الجديد العدالة الانتقالية التي تنصف أصحاب الحقوق دون إفراط أو تفريط ،و دون تمييز بين أحد على أساس طائفي أو عرقي.

    قد يستدرك البعض قائلاً بأنه لايجوز أن نفكر عنهم أو أن نتقمص دورهم بعد كل ما حدث ، وأن المسؤولية تقع على عاتقهم لتبيان موقفهم وتوجيه أبنائهم ، وهذا صحيح سوى أن المسؤولية هي على جاء بحلم جديد وقيم جديدة أن يوضح حلمه ويسوقه لغيره ويوضح العقبات التي تعترض الطريق ويساعد على تذليلها من أجل استرداد الوطن وحرية المواطن.

    بقلم عبدالرحمن الشامي

    إعجاب

  5. العنوان الأساس
    هل تُخرِّب الثورةُ السوريةُ تركيا
    كما خرَّبت الحـروبُ الأفغـانيةُ باكستان؟

    هل باتت تركيا اليوم بالنسبة إلى الوضع السوري الناتج عن الثورة ضد النظام البعثي ما كانَتْهُ باكستان وما استمرت عليه إلى الآن بالنسبة لأفغانستان منذ وقعت تحت الاحتلال السوفياتي؟ وما نتائج ذلك المحتملة على تركيا؟ هنا محاولة للإجابة على السؤال على حلقتين اليوم وبعد غدٍ الخميس.
    تركيا بحكم إنجازات الحداثة فيها هي بلدٌ واسعُ النخبِ البورجوازية والطبقة الوسطى الحاملةِ لتقاليد التماسك الداخلي الآتية من مصدرين: الدولة – الأمة التركية وثقافة الدولة الغربية. ولكنها نخبٌ متَرَسْمِلة ومتعولمِة لم تَأْمَن بعد إلى طاقة الشرائح الدنيا الأكبر في المجتمع على التماسك.
    اليوم عادت تكْثر مواقف التحذير من ارتفاع درجة خطر التفكك الداخلي. لا تصْدُرُ أصواتُ التحذير هذه عن بعض المعلّقين الصحافيين والسياسيين المعارضين فقط – على الأهمية الأكيدة لهذه الأصوات – بل باتت تشمل الهيئات الإقتصادية من جهة، كما باتت تمس من حيث المضامين مستوياتٍ غير مسبوقة العلنية كمدى كفاءة الجيش التركي لمواجهة التمرد المسلّح الكردي وبالتالي الدعوة إلى إعادة النظر في تركيبته القتالية والتدريبية من جهة أخرى.
    ففي كلمةٍ ألقتها رئيسة تجمع الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك (توسياد) السيدة أوميت بوينر تخوّفت من عودة “السلطوية” إلى الحياة السياسية في تركيا قائلة يوم الجمعة المنصرم (14 أيلول) ان الإستقطاب الحاد والكراهية والعدائية يمكن أن تدمِّر كل المنجزات التركية في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. هذا النوع من التحذير يعني أن هذه الهيئة المعتبرة الأقوى في تمثيل كبار رجال الأعمال باتت تستشعر خطر المرحلة على المصالح الاقتصادية العليا وحتى على بنية البلد برمتها.
    بين المواضيع التي بات توتّرُها أو تصاعدُ توتُّرِها يفاجئ العديد من المتابعين للشأن التركي (ويفاجئني بصورة شخصية) هو موضوع العلويين الأتراك. ففي الآونة الأخيرة – لاسيما منذ اندلاع الثورة السورية وبدء المواجهات بين الثوار والسلطة – أخذت تظهر فعلا مواقفُ وتحركاتٌ بين العلويين الأتراك وتحديدا في محافظة “هاتاي” (لواء اسكندرون) وصلت إلى حد التظاهر وأحيانا العنف مع بعض اللاجئين السوريين. في المناطق الأخرى في الأناضول تعيش أقليةٌ علويةٌ تركيةٌ (وكرديةٌ) كبيرةٌ تمتدّ إلى اسطنبول وتتراوح تقديرات عددها من أصل الـ75 مليونا الحاملين للجنسية التركية بين 12 إلى 15 بالماية من وجهة نظر بعض غير العلويين إلى 20-25 بالماية من وجهة نظر بعض المؤسسات العلوية التي باتت تتكلم باسم هؤلاء. وكالعادة كما أكرر دائما يجب البحث عن حقيقة الرقم العلوي داخل تركيا في “الوسط” بين الأرقام المتضاربة مثلما هي حال نسبة الأقباط في مصر أو الشيعة في باكستان!
    غير أن النقطة الجديرة بالطرح هنا هي المتعلقة بالفكرة الشائعة التي غالبا ما يتداولها شفاهةً أو كتابةً بعضُ المتابعين العرب والغربيين للشأن التركي والقائلة ان العلويين العرب في منطقة اسكندرون وأنطاكيا وأرسوز مختلفون دينياً عن العلويين الأتراك – أي ليسوا “طائفة” واحدة.
    هذه الفكرة الشائعة أزعم بتواضع في حدود ما ألاحظه وأقرأه أنها غير صحيحة. قد تكون هناك بعض التمايزات في الطقوس الناتجة عن الاختلاف القومي التركي العربي الكردي (والألباني) لكن مضمون التعاليم واحدٌ كما يدل العديد من شهادات علماء اجتماع أتراك وغربيين لديهم مؤلفات باللغة التركية أو مترجمة إلى اللغة الإنكليزية موجودة في المكتبات التركية. وبعض هؤلاء حضر جلسات دينية وَصَفَها ونَقَل بعضَ نصوصِها.
    هنا يجب أن نقف عند أمرين:
    الأول هو أن تَقَدّمَ الدولةِ التركيةِ الحديثةِ منذ عام 1923 وانتقال ملايين الفلاحين الأناضوليين للعيش في المدن الكبرى لاسيما اسطنبول وإزمير وأنقرة بمن فيهم الفلاحون العلويون قد أديا إلى بدء تكريس ظاهرة جديدة أو كانت جديدة في أوساط العلويين وهي قيامُهم بافتتاح مراكز عبادة علنية في المدن الكبرى يُسمّونها “دِرجة” يقومون فيها بأداء صلواتهم الخاصة أو الجزء المقرر إعلانه من طقوسهم الخاصة أو ما يحب أن يسمّيه ناشطون بينهم وبتصريحات علنية “مفهومنا للإسلام” أو “قراءتنا للإسلام” (Our Interpretation of Islam). بهذا المعنى هذا القدرُ المستجدُّ من العلنية العلوية هو إحدى نتائج تَقدّم الحداثة التركية بمستوياتها الديموقراطية والإجتماعية والإقتصادية. وتبعا لما شاهدته شخصيا في إحدى “دِرْجات” الجزء الآسيوي من اسطنبول برفقة الصديقة التركية فوليا أتاسان استاذة علم الاجتماع والباحثة المتخصصة في علم الاجتماع الديني (والسنية المذهب)… ما شاهدتُه في تلك الجلسة ليس قليلا أبدا قياسا على ما يمكن أن نعتبره “شديد الخصوصية” الدينية ومع ذلك فهو علنيٌ وليس سريا.
    الثاني هو أن التقسيم التاريخي لتشكّل العلويين في تركيا خلال العهد العثماني يأتي من مصدرين شعبي ونخبوي: الشعبي هو جماهير الفلاحين الجبليين المعزولين تاريخياً في الجبال وهم الأكثرية العددية والثاني نخبوي من حيث أصوله السنية المسلّم بها وهو الطريقة الصوفية البكتاشية التي كانت الطريقة المعتمدة لدى الفرق الإنكشارية السنية والتي تحوّلت بعد ضرب الإنكشارية في اسطنبول سنة 1826 وحلِّ فِرَقِهم إلى مذهب باطني علوي منتشر في المدن لاسيما البلقانية.
    لقد آلت حصيلة التجربة التركية على هذا الصعيد إلى نتيجتين متلازمتين إذن: من جهة، نقلُ العلويين إلى مزيد من الإندماج الاجتماعي ليس الانتقال إلى علنية الطقوس المذهبية سوى احد تجلّياته الأساسية، ومن جهة ثانية بلورةُ شخصيةٍ مذهبيةٍ موّحدةٍ مناطقيا وعابرة للقوميات داخل تركيا أي ضمن الوعي الوطني التركي. هكذا فإن الهيئات العلوية باتت متشعبة على كل المناطق التركية. من هنا يجب عملُ حسابٍ لتبلور الشخصية المذهبية العلوية ولو أنها كانت دائما في تركيا صاحبة مطلب الاعتراف الديني بها ضمن هيئة إدارة الشؤون الدينية التابعة للدولة وليست صاحبة مطالب سياسية. هذا المستوى السياسي تنبغي مراقبتُه من الآن فصاعدا في ظل الجو العام لصعود التيارات الدينية الأصولية السنية في المنطقة وما إذا كان سيتغيّر سلبا أو ايجابا في التعبير عن نفسه على ضوء الانخراط الحيوي التركي في التحولات العربية.
    هذا خطرٌ بعيد الأمد على تجربة التماسك الحداثي التركي او على الأقل هو ليس في الواجهة حالياً رغم تصاعد تحذيرات معلّقين أتراك.
    العنصر الذي يبدو أخطرَ اليوم على التماسك وحتى على وحدة الأراضي التركية هو الموضوع الكردي المتفاقم يوميا في مواجهات عسكرية في مناطق عديدة.
    لقد ذهب إحسان داغي المعلّق في صحيفة “زمان” إلى حد اعتبار أن “الآخر الجديد” هو “الكردي” بالنسبة لحزب العدالة والتنمية بعد أن استطاع الانتصار على “الآخر الأول” وهو الوصاية العسكرية على الدولة والمجتمع. وأن الصراع في تركيا سيكون محكوما بهذه المواجهة لفترة طويلة. ولم يكن صعبا منذ تصاعد العمليات الكردية المسلّحة وتبني رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لخطاب قومي متشدد حيالها أن نلاحظ تحوّلَ حزب العدالة والتنمية المتزايد نحو خطاب “أتاتوركي” كلاسيكي في المسألة الكردية. حتى أن بعض المثقفين الأتراك ذهب إلى حد الحديث عن “تغيير في هوية الحزب”.

    2012-09-18
    النهار

    إعجاب

  6. بينما يتوقع مراقبون تقهقر آل الأسد والعلويين إلى الجبل الذي يحمل اسمهم، لا بد من التذكير بأن الدولة العلوية مسألة يعود طرحها إلى عهد الانتداب الفرنسي. الأمر متعلق إذن بـ «إعادة للتاريخ» بحسب العبارة التي استعملها دومينيك شوفالييه (في محاضرة ألقاها في المدينة الجامعية الدولية في باريس عام ١٩٧٦ حول أصول الحرب الأهلية اللبنانية).
    قسّم الجنرال غورو، المفوض السامي الفرنسي، يوم أقيم الانتداب على سورية ولبنان (١٩٢٠-١٩٤٦)، سورية إلى دول ذات حكم ذاتي (ودولة مستقلّة، هي لبنان الكبير)، وذلك بتأثير نظريات روبير دو كاي العضو البارز في الحزب الاستعماري الفرنسي. وكان الأمر متعلقاً، بحسب مبدأ «فرّقْ تسُد»، بالالتفاف على المعارضة المتمثلة بالعروبيين في سورية وذلك بتأليف قلوب الأقليات المحلية وجعلها من زبانية الانتداب السياسية. وعلى ذلك فقد أُقيمت «بلاد العلويين» عام ١٩٢٢. لتضمّ مدناً ساحلية كانت منفصلة تاريخياً عن جبل العلوييّن، وهي تمتد على وجه العموم من الحدود اللبنانية جنوباً إلى تخوم سنجق الإسكندرون شمالاً. كذلك فإن مدينتي حمص وطرابلس السنيّتَين المشرفتَين على أرياف يشكل العلويون جزءاً من سكانها كانتا لها مفتاحيَن حدوديّين.
    كان في سورية في عام ١٩١٨ مائتا ألف علوي منهم ستون ألفاً في سنجق الإسكندرون. وكان هؤلاء، نظراً لأنهم في معظمهم من سكان المدن، يتمتعون بموقع اقتصادي واجتماعي أرفع بكثير من أبناء دينهم من سكان الجبل. فجبال النصيرية، بمقتضى ما كانت تسمّى في تلك الحقبة، كانت في أوائل القرن العشرين «على هامش العالم المتحضّر»، وذلك في الأساس بسبب غياب البنية التحتية في مجاليْ الطرق والتعليم. وكان سكّان هذه الجبال شبه غائبين عن مدن الساحل (في عام ١٩٢٤، كان في اللاذقية خمسمئة علوي وكان عدد سكانها ٢٥ ألفاً).
    قامت ذاكرة الجماعات من الأقليات الموصوفة بأنها «متراصّة»، المتجمّعة في «جبال – ملاذات»، حول رواية عن الاضطهاد في إمبراطورية عثمانية تتبع النظام القديم الذي لا يعترف بمبدأ المساواة بين الأفراد من أتباعه (وذلك إلى عام ١٨٥٦) وفي إمبراطورية مسلمة يرتبط فيها الاعتراض على الدين بالاعتراض على السلطة السياسية المتمثلة بالسلطان – الخليفة. (وهذا موقف مطابق لما كان سائداً في الإمبراطورية البيزنطية أيضاً). وتُضاف هذه الذاكرة في المسألة العلوية إلى احتقار اجتماعي مُعمّم كان يميّز النظرة إلى هذه الجماعة الريفية المنعزلة المقسمة إلى عشائر وأفخاذ تتفشّى فيها الأميّة إلى مدىً كبير. ولذلك فإن علويّي الجبل قد ناهضوا من البداية مبدأ انضمامهم إلى سورية.

    علاقة الجبل ودمشق
    على أن التأريخ الرسمي السوري يعتبر حركة الشيخ صالح العلي المسلحة (وكان من أعيان العلويين ومن أوائل الذين حملوا السلاح في مواجهة الفرنسيين في أواخر كانون الأول (ديسمبر) ١٩١٨، بمساعدة لوجستية من الحكومة العربية في دمشق) دليلاً يحتمل معنى العروبة، فيما كانت جميع الحركات المسلحة في مواجهة الاستعمار ما بين عامي ١٩١٩ و١٩٢١ مركّزة، على العكس من ذلك، على الدفاع عن موقع محلّي وعن نظام اجتماعي تقليدي. إلا أنه يكفي للإضاءة على المسافة الذهنية والجغرافية التي كانت تفصل حينها بين الجبل ودمشق المتأججة عاصمة العروبة الوليدة، أن نذكّر بغياب العلويين الكامل عن المؤتمر السوري العام الذي التأم في ربيع عام ١٩١٩ تحت رعاية الأمير فيصل بن الحسين.
    وُضعت «بلاد العلويين» عام ١٩٢٢ تحت إدارة الحكومة الفرنسية المباشرة يساعدها مجلس تمثيلي محلّي موزّع على أساس طائفي. وقد وُفّق الفرنسيون، إذ أنشأوا دولة للعلويين تضمن للجبل حكماً دائماً وتحفظ سلطة نُخَبِهِ التقليديين، وأقاموا بعض المشاريع ذات المنفعة العامة فاكتسب الانتداب حظوة لدى السكان وانخرط جزء منهم منذ ذلك الحين في كتيبة المشرق الثانية، المؤلفة بكامل أفرادها من العلويين.
    وعلى وجه أعم، فإن سياسة المنتدب بدأت باحتضان الجماعات من الأقليات تدريجياً، وذلك بمنحهم اعترافاً رسمياً مرفقاً بالطبع بتشريع ديني وقانون للأحوال الشخصية خاص بهم، وكانت كل هذه الامتيازات ممنوعة على الجماعات «الخارجة عن الإسلام» في الإمبراطورية العثمانية.
    إلا أنه كان على فرنسا أن تتخلى عن سياستها العسكرية في سورية بعد قيام «الثورة السورية الكبرى» (١٩٢٥-١٩٢٦)، التي وصلت إلى حدود الدولة العلوية فوقفت عندها، وأن تبدأ سياسة «التفاهم» مع الوطنيين السوريين بهدف الوصول إلى توقيع معاهدة فرنسية سورية على مثال المعاهدة التي وقّعت عام ١٩٣٠ بين العراق وبريطانيا العظمى. ولسوف تحدّد هذه المعاهدة ما ستؤول إليه العلاقات السورية بفرنسا ولا سيما في ما يختصّ بالوضع القانوني للمناطق السورية.
    أما معارضو الانتداب، وكانوا قد اجتمعوا تحت لواء الكتلة الوطنية منذ عام ١٩٢٧، فإن رهانهم المركزي المتعلّق بالمعاهدة قد كان على الوحدة السورية، ما يعني ضمّ الأراضي التي فصلتها فرنسا بصورة عشوائية عن الدولة السورية (دمشق – حلب). ومهما بدر من بوادر حسن نية الوطنيين السوريين، فقد كان على سلطة الانتداب، إن أرادت الحفاظ على موقعها في سورية، أن تواصل الطعن في قدرتهم على الحكم وعلى تأمين السلام بين الجماعات وحقوق الأقليات.

    رفض الوحدة
    يحفظ الأرشيف الديبلوماسي في وزارة الخارجية الفرنسية (فئة E) وثائق نفيسة تُضيء لنا تلك الحقبة شبه المجهولة من تاريخ سورية. وقد صرّح أعيان العلويين، من المعسكر الانفصالي بعد أن اجتمعوا في مؤتمر من ١٣ إلى ١٩ شباط (فبراير) ١٩٣٣، برفضهم الوحدة. أما في معسكر الوحدويّين السوريين فإن المؤتمر الوطني في حلب الذي عقد من ١٧ إلى ١٩ شباط عام ١٩٣٣، قد انفضّ عن بيان يربط بين المفاوضات حول المعاهدة وبين مسألة الوحدة.
    فما كانت حُجج أنصار الوحدة السورية وحُجج معارضيها؟
    كان أنصار الانفصال عن سورية يتألفون من رؤساء دينيين ومشايخ عشائر ونواب وأعيان من العلويين. وقع ٧٩ منهم على الرسالة الموجّهة إلى المفوض السامي إثر اجتماع شباط ١٩٣٣. وقد طلبوا:
    – الاستقلال الإداري
    – توسيع سلطات المجلس التمثيلي.
    – توزيع المواقع في الوظائف العامة بحسب العدد لكل طائفة.
    – خفض الضريبة لحكومة اللاذقية.
    – تعليق أعمال التبشير الدينيّة (ولا سيما اليسوعيّة منها)
    كان مطلب الحكم الذاتي في الجبل إذن مؤسَّساً على رغبة شديدة في الحفاظ على الطائفة مقرونة برغبة الأعيان في مضاعفة سلطتهم عليها بسلطة على الدولة (كما في لبنان). وكانت الفروق بين العلويين والسوريين معتبرة بأنها غير قابلة للتقريب، فالسوريّون في نظر العلويين هم السُنّة. وتقوم الحجة في ذلك على تأكيدين واحد تاريخي والآخر ديني:
    ١- لا يُعدّ العلويّون من المسلمين؛
    ٢- تقوم العلاقة بين العلويين والسنّة على الاضطهاد، ولذلك يُبقي السنّة على العلويين في موضع التخلف.
    طالب الموقعون على الرسالة بإخضاعهم لقانون الأقليات لكي يتمكنوا من طلب الفيديراليّة مع لبنان، فبنظرهم كان العلويّ يشارك اللبناني (أي الماروني) قدر «الاضطهاد السنّي» في الماضي.
    أما معسكر الوحدويين في حكومة اللاذقية فكان يتألف من السّنة ومن ممثلين عن جماعات الأقليات (من علويين ومسيحيين). وكان هؤلاء يرون أنهم ملزمون بالكلام على أنهم من الأقليات لكي يدحضوا حُجج الفرنسيين والانفصاليين ولكي يسقطوا ادعاءات خصومهم في تمثيل الجماعات التي ينتمون إليها.
    هذا وقد عُقد في صافيتا في آذار (مارس) ١٩٣٣ مؤتمر مسيحي حضره شيوخ عشائر من العلويين، ونودي فيه بالوحدة. ونعلم من العرائض الموجّهة إلى وزير الخارجية الفرنسي أن من الوحدويين شيوخ عشائر علويّة من الخياطين والمطاورة ومن كبار رجال الدين العلويين. ويتألف العنصر الديناميّ في معسكر الوحدويين من شباب مثقف وأطباء ومحامين من جميع الطوائف: مثلاً، منير العباس، نائب طرطوس المنتخب، ويحمل شهادة الدكتوراه في الحقوق.
    وترتكز حُججهم جزئياً على رؤية أوسع لدولة للجميع، حيث تكون الكفاءات مفتاح توزيع المناصب، وعلى المطالبة بتعليم رسمي جدّي.

    العلاقة بالأقليات الأخرى
    واجتمع الوحدويون والانفصاليون، بطريقة ملفتة للنظر، على انتقاد الضريبة المفروضة على منطقتهم وعلى رفض أعمال التبشير اليسوعي. على أن الوحدة تستدعي الاعتراف بخصوصيات المناطق والجماعات، حتى ولو أنكرها الخطاب الوطني. وذلك لأن المطالبة بالوحدة ترتكز، في مقام الهويّة، على تعريف للعلوي يُلغي جميع الفروق:
    العلويّون مسلمون، أو شيعة مسلمون، بهذه الرواية أو تلك، وهم سوريو الجنسيّة وعرب في الأصل. وفي ١٥ تموز (يوليو) من عام ١٩٣٦ أصدر بعض «علماء المسلمين العلويين» في اللاذقية فتوى تقول بأن «كل علويٍّ مسلم…». وقد وجّه منير العباس رسالة إلى وزير الخارجية في باريس يدعم فيها هذه الفتوى.
    على صعيد الهوية يتمسّك الانفصاليون بفروق غير قابلة للتقريب، ويندفع الوحدويون إلى تماثل بالجماعة الأكثريّة. وُيذكر هنا أن العلاقة بالحداثة، المفترض أن تكون قد أدخلتها الدولة الحديثة، مختلفة عند الطرفين؛ فالانفصاليون يتوسلون الرمز السياسي المتمثل في التقدم لكي يطالبوا بمساواة تبرر دستور دولة للأقليات، وهذا هو الحال في لبنان، حيث لا تحديد لمرجع المساواة أهي بين الناس – وبذلك يفقد مبدأ الأقليات سبب وجوده – أم إنها بين الجماعات – وبذلك تفرغ المساواة من معناها الأوروبي.
    أما في ما يختصّ بالعلويين الوحدوييّن فقد احتجّوا بأن الوحدة السورية تكون مرحلة في طريق التقدم السياسي لأنها تشكّل، بالإضافة للتربية، شرط الوحدة الوطنيّة. لقد اعتمد الانفصاليون مسألة المساواة في الإقناع بصحة رأيهم، أما الوحدويون فاعتمدوا مسألة الحرية وشعارها الوحدة الوطنيّة.استجابت باريس جزئياً لمطالب الوطنيين يوم وقّعت معاهدة ١٩٣٦، وانتهت إلى إلحاق دولتي العلويين والدروز بسورية عام ١٩٣٩.
    ومن الجدير بالذكر أن والد حافظ الأسد، علي سليمان الأسد من قرية القرداحة الصغيرة، المنتسبة إلى عشائر الكلبية، كان في معسكر الانفصاليين. وقد روّج ابنه حافظ، بعد أن استلم السلطة في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٧٠، لمبدأين:
    – القوميّة العربية وهي تنفي الفروق بين الجماعات (باسم العروبة المشتركة).
    – انتماء العلويين إلى الإسلام، المبرّر، على وجه الخصوص، بوجوب انتماء رئيس الجمهوريّة إلى الإسلام بحسب الدستور.
    هذان مبدآن يشرّعان موقع آل الأسد في الدولة، إلا أنهما مرفقان بسلوك دائم كان ولا يزال نفياً لهذه المواقف الرسمية:

    الوالد والجد
    فباسم الأمة العربية قام حافظ الأسد وابنه بخدمة مصالح جماعته وعشيرته. وفيما يُعتبر العلويّون مسلمين رسمياً، فإن جميع أعمال سلطة آل الأسد تهدف على العكس من ذلك إلى إذكاء ذكريات الاضطهاد السني في النظام القديم والخوف من الآخر، هذا الآخر المتمثل اليوم «بالإسلاميين» من ذوي المواصفات المُبهمة الخارجة على الزمن، وتُطابق صورتهم صورة السلفيين. بعد أكثر من أربعين سنة على سيطرة آل الأسد على الحكم بلا منازع، وصلت رسالتهم المزدوجة المضمون إلى معظم أبناء الطائفة العلوية على نحو كامل، تشهد بذلك الأزمة السورية الحالية… إن العديد من العلويين الديموقراطيين والمنتقدين للنظام والمناهضين للطائفية علناً، قد ارتدوا فجأة إلى أحضان انتمائهم إلى طائفتهم بما فيه من خوف وتعامٍ.
    بالنظر إلى الثورة السورية الدائرة فإننا نختم بعدة ملاحظات ذات صفة فرعية، أُولاها أن أي انفصال قائم على أساس أحادي الجماعة في الشرق الأدنى لم يصل إلى مبتغاه. وثانيتها أن أقلية واحدة، هم الموارنة، نجحت، أوّل الأمر، في إقامة دولتها، وقد اضطرت إلى أن تتشارك فيها مع الدروز والمسلمين في المناطق الملحقة بها عام ١٩٢٠. وقد مكننا مرور الزمن التاريخي من قياس مدى فشل الموارنة في البناء الوطني اللبناني. وتتحمل النخب المارونيّة مسؤولية باعتبار الطائفة وباعتبار الأقلية المنحدرة من النظام العثماني القديم، والمنقولة إلى الدولة الحديثة. وتتحمل النخب العلويّة في سورية المسؤولية نفسها في الحرب الأهلية الحاليّة التي تخفي اسمها: بعد ما يقارب القرن من تأسيس الدولة الحديثة في سورية يُصرّ علويّون على التصرف باعتبارهم أقلية من النظام القديم يقوم تماسكها على الخوف من الآخر.
    كذلك فإن شيعة لبنان، عبر تنظيميْهم الأكثريَّين، حزب الله وحركة أمل، ليسوا بعيدين عن اقتراف الخطأ نفسه الذي ارتكبته الأقليتان التاريخيتان الأخريان، وذلك بالتضحية بمصالح الدولة في سبيل مصالح طائفة واحدة.
    على أنه يبقى لدى النخب وكذلك لدى عامّة الناس من كل الجماعات ذاكرة عيش مشترك جنباً إلى جنب. فأزمنة السلم كأزمنة الصراع، تبتدع مشهداً ذهنيّاً يكون الآخر حاضراً فيه. ويحيل ازدواج صورة الآخر – الجار، الذات/ الخصم، العدو – إلى البنية الاجتماعية العربية في الشرق الأدنى، وفيها يحدد وجود المجموعة عينه بتقابله مع وجود مجموعة أخرى. وقد يُظهر هذا التعارض مدى التجذّر التاريخي والنفسي للتعايش بين الجماعات ولتكرّر الصراع بينها في آن معاً. ولعل هذه المفارقة تفتح اليوم باباً للأمل في مواجهة الأبواب الأخرى كلها.

    توزيع السكان في حكومة اللاذقية عام ١٩٣٦

    علويّون 224000
    مسلمون سنة 64 000
    روم أرثوذكس 43 000
    إسماعيليون 6 000
    موارنة 6 500
    مسيحيون آخرون 6 500
    المجموع في حكومة اللاذقية 350 000

    * المصدر:
    MAE, E 412, V. 493, F. 234, Mémoire du Gouvernement de Lattaquié, août 1936, d’après les données de l’État-civil.

    * بيبليوغرافيا
    Gérard D. KHOURY 2006, Une tutelle coloniale – Écrits politiques de Robert de Caix, Paris, Belin.
    Philip S. KHOURY 1987, Syria and the French Mandate – The Politics of Arab Nationalism 1920-1940, London, I.B. Tauris &Co.
    Nadine MEOUCHY 2006, « La réforme des juridictions religieuses en Syrie et au Liban (1921-1939) : raisons de la puissance mandataire et raisons des communautés », in P.-J. LUIZARD (dir.), Le choc colonial et l’Islam, Paris, éditions La Découverte, p. 359-382.
    Nadine MÉOUCHY 2010, « From the Great War to the Syrian Armed Resistance Movement (1919-1921) : the Military and the Mujahidin in action », in H. LIEBAU et alii, The World in World Wars – Experiences, perceptions and perspectives from Africa and Asia, Leiden-Boston, Brill, p. 499-517.
    Sabrina MERVIN 2006, « L’ « entité alaouite », une création française », in P.-J. LUIZARD (dir.), Le choc colonial et l’Islam, Paris, éditions La Découverte, p. 343-358.
    P.-J. LUIZARD (dir.), Le choc colonial et l’Islam, Paris, éditions La Découverte, p. 359-382.
    Jacques WEULERSSE 1940, Le Pays des Alaouites, Thèse imprimée, 2 vol. Institut français de Damas, Tours .

    إعجاب

  7. http://www.arflon.net/2012/10/3_30.html

    العلويون السلطويون في سوريه: (3)إجرامهم وتسامحنا – د. مهدي الحموي

    في عام 1982 تم في مدينة حماه قتل عشرات الآلاف من الأبرياء عند إقتحام المدينه, وكان قتلا مبرمجاً إنتقامياً حاقداً (أنظر كتاب حماه مأساة العصر وأنظر مقال حارة الأرامل وكذالك تلة الأرامل. لنفس الكاتب) وكذالك تفجير كنيسه قديمه أثريه وكنيسة كبرى كانت قد إنتهت لتوها,وتفجير المسجد الكبير الذي يعود بناءه إلى 2700 عام والذي بني قبل الإسلام وحوّل لمسجد بعد الفتوحات, كما تم تدمير 54 مسجداً آخر( ولم يكن بها أي مقاومه على الإطلاق ,أنظر بعض الأبنيه القريبه المتبقيه حول المساجد لتجد أنه لا يوجد على جدرانها أي ثقوب حفرها الرصاص دليل عدم إطلاق أي رصاص من المسجد) فهل ذهب حموي لمناطق الإخوه العلويين ليهدم أي مكان عباده والجواب لا وألف لا ,ولا طائفية إلا من النظام.
    وتبسّمنا رغم سيوف السلطه الطائفيه التي عشقت أجسادنا ورقابنا مدة خمسين عاماً,وأبدينا وداً وحباً , فهل رضي القتلة أو شبعوا من دمائنا؟ إننا لا زلنا نصبر ونتناسى ونقول ليت ولعل, فكذب الفأل وكشّر الطائفيون عن أنيابهم أكثر لينشروا القتل والدمار في كل سوريه وكانت الصوره أوضح في ما قوبل به الشعب في الثوره السوريه عام 2011 من أجل صبحنا المنشود القادم.

    وجمعت القوات الطائفية 85 شيخاً عام 1982 من السنة في حماه, وكان منهم المفتي وإقتيدوا وفقدوا, وتبين بعد ذالك أنهم قتلوهم قتلة واحدة دون أي مبرر , ولم يعرف مكان دفنهم تماماً حتى الآن, كما قتلوا رئيس جمعية العلماء الشيخ عبد الله حلاق على باب بيته.وبماذا يفسر هذا التصرف بغير الطائفيه العمياء؟ لكن أهل حماه لم يردوا بفعل طائفي معاكس لأي شيخ دين أبداً, رغم أن القتلة من سرايا الدفاع وسرايا الصراع والوحدات الخاصة كانت ذا تركيب علوي في 70 بالمئة على الأقل(و30 بالمئة من باقي الشعب السوري علماً أن نسبة العلويين في سورية كانت 8 بالمئة في أعلى تقدير, وكان إستخدام غير العلويين فعلاً يستوجبه قلة العلويين مع الحفاظ على التنفيذ بروح وأوامر طائفية الأبعاد) وكانت قوات فتيان علي (وهي علوية 100 بالمئه) من لواء إسكندرون مشاركة كذالك(إنظر هوية أحد قتلاهم في مجلة النذير)
    وبماذا يفسر إلغاء المقاومه الوطنيه في جنوب لبنان على يد حافظ الأسد, ويسمح بعدها لحزب الله الطائفي وفقط.وما كان نشر التشيع على نطاق واسع في سوريه إلا لإيجاد ولاءات تتبع الخط الطائفي القائم بين إيران وسوريه , وإثارة الفتن داخل سوريه.ولماذا تم تزويد إيران خلال حربها مع العراق بأسلحه خرجت من مستودع أم طويكيه في حماه لضرب العراق وهو الجار والعربي والبعثي ومنجد سوريا في حروبها مع إسرائيل؟, وقد مرت هذه القوات أمامي وإستقبلناهم في حماه بالقبل والدموع بعد عار الهزيمه على يد الطائفيين الذين أضعفوا الجيش السوري بممارساتهم الطائفية بالتسريح والقبول والترفيع.وكيف يتحالف نظام علماني مع نظام إسلامي متشدد في إيران؟؟؟إنها الطائفية العابثة القذره.
    وسأدلل على الظلم من طائفيي النظام لغيرهم ما قاله الدكتور الصيدلي فضل الخيّر( ياجماعه عاملوا السنه معاملة حسنه حتى إذا حكمونا عاملونا معامله حسنه كذالك) فسجن عندنا في سجن المزه عام 1978 ( مهجع 4) مدة14 يوم لقوله هذا, وأعلّق على قوله هذا بأن سوريه ملك لكل السوريين وأن سيادة القانون والعداله والدوله المدنيه تضمن حقوق الجميع, وحياك الله يادكتور فضل .
    وإليكم القصه التالية من سجن المزة العسكري: كان هناك 55 ضابطاً يؤمنون بفكرة دعى لها الرائد الرائد رائق النقري( من الطائفه العلويه) وهم يؤمنون بفكرة التجربه للمبادئ الإشتراكيه المطبق ونبذ الفاشل منها كالتأميم, وخلال إجتماعهم في بيت رائق إتصلت زوجة رائق بالأمن ثم قالت لزوجها أهرب فالامن آتي لإعتقالكم, وإعتقلوا جميعاً بينما نجى رائق ولجأ للعراق وأعطوه بيتاً وراتباً , ولكنه لم ينسجم مع المعارضه السوريه ولا مع الحكومه, فرجع بتسوية إلى سوريه بعد فترة قصيره, بينما كانت جماعته معنا في السجن المزة معنا ومكثوا حوالي 5 سنوات, وقائدهم يسرح ويمرح.بسبب قربه الطائفي وبعد الآخرين طائفياً كذالك.
    لماذا إهانة صاحب اللحيه المتدين بحلق نصف لحيته أمام الإجتماع الصباحي في الجيش, وقد بدأ هذا التصرف الأرعن منذ عام 1963 فقط (وأول حادثة سمعتها كانت للصديق محمد الضفار من تلاميذ شيخنا الحامد) ولماذا حرق لحى المقبوض عليهم في المخابرات وكذالك في حماه 1982 القداحات كما تم خلال ثورة 2011 الظافره إهانة إمام المسجد بتباهي وكذالك السكر في المسجد العمري كما قال إمامه والإستهزاء بتعاليم الإسلام دون عقوبة من السلطه.وكذالك كان إعدام المجند محمد الزير(اللاذقيه)دون الإعتبار لحميته الإسلاميه..
    كان الطائفيون البعثيون في قيادة الفرقه الثالثه المدرّعة (حيث خدمت) يجتمعون قبل كل إجتماع حزبي بيوم, ليقرروا ويكونوا بصوت متفق عليه (إنها أشبه بحكومة الظل في كل مكان داخل سوريه).
    وكان الوطن السوري يدفع ثمناً باهظاً لطائفية السلطة بسبب قوائم التسريح للضباط, وإشغال كل أجهزة المخابرات بهذا الصراع الداخلي بدل التجسس على العدو الإسرائيلي, فكانت هزائم حزيران وتشرين( السوريه), وكان التخلف وكان الجوع وكان الإضطهاد الطائفي وكانت الإعدامات والسجون والتشرد.
    لماذا لم يهاجر العلويون لمخيمات الخارج في ال 2011 إذا كانوا مضهدين من النظام مثل غيرهم؟ ولماذا القتل لطوائف أخرى من قبل النظام؟ وهل آذينا أحداً منهم؟
    لماذا خطفت بنت في حمص وأطلق سراحها حين أختطفت علوية مقابلها؟
    لماذا وزع السلاح بأحياء الإخوه العلويين في حمص بمعدل بندقيه روسيه ومسدس وطلقات لكل شخص؟ ولم يوزع لباقي حمص! , لماذا لم يوزع على المسيحيين والسنه أو قل على جميع أفراد الحزب؟ إذا كان ذالك السلاح وزع لحماية المدنيين من المسلحين القتله القادمين من الخارج كما يقول النظام؟ ,وكذالك إذا كان الشعب على مسافة واحدة من السلطه كما يدعي النظام, ولماذا يستخدم الشبيحه من الأحياءالعلويه في حمص ضد المتظاهرين السنه والمسيحيين؟ولماذا يوزع المازوت والغاز في أحياء العلويين والبقيه توزع على السنه؟ إنه الإستجرار الدائم للإستعداء وتفريق المجتمع.ولماذا لم يحاسب أي سارق أو قاتل منهم؟
    لذا نرى أنه إذا كان بشار قد وصفنا بالجراثيم فإنه مع أبيه من قبله هم الطاعون الذي يفتك بالوطن ليعيش حاكماً, و قد إبتلع الوطن والطائفة وفلسطين والجولان لذا فكل شخص يعاديه فهو طائفي وخائن يعادي الوطن والطائفة والجولان وفلسطين اللائي في بطنه ليتغذى بإسمهم.
    وفي بانياس نجد أن نسبة السنه في مصفاة بانياس هي ثلاثة من الألف,وأن مابين الأحياء السكنيه من رفاهية وخدمات( حسب إنتمائها الطائفي) هو الفرق بين الأحياء والأموات.
    ويهاجم الشبيحه الطائفيون المصلين السنّه في صلاة الصبح بالرشاشات في بانياس, ويقتلوا أربعة منهم دون أي حساب من السلطه(وهل حاسبت السلطه أي مجرم خلال حكم بشار او حكم أبيه من قبله وخاصة في حماه؟)
    وأرسلت السلطه شبيحة جسر الشغور من العلويين ليعتدوا على النساء ويعروهم (فهربت النساء مع أطفالهن تاركين رجالهم في الجسر ويذهبوا إلى مخيمات تركيا, والتي نراها يغلب عليها النساء بسبب ذالك ومن ثم الأطفال, ليتحملوا المرارة ولا يزالون في سبيل شرفهم) وأحيي الدكتوره تماضر من الطائفه الكريمه على إستنكارها ذالك في مكالمة مع الشيخ عرعور على قناة سوريه الشعب.
    وكذالك أخذ سكان تل كلخ ليسجدوا أمام سكان القرى العلويه ولكي يضربوا ويهانوا,وكذالك نلاحظ أن الذين كانوا يقومون بالتعذيب لنا( منذ أن كان فجر البعث الكاذب في فروع الأمن والسجون,أو يشرفون على ذالك وكذالك الذين نراهم اليوم من خلال أشرطة الفيديو) كلهم من شباب العلويين المعروفين من خلال لكنتهم, والذين أفهمهم النظام: أن هؤلاء هم الأعداء فعذبوهم وأدّبوهم وإلا فاقتلوهم قبل أن يقتلوكم, لأن الولاء لبشار موجود, وهو المطلب الوحيد الذي ليس وراءه ملامه.ولماذا تعاون المنيون العلويون مع الجيش النظامي في المذابح المبرمجة في الحوله والقبير والحفه..وقتلوا الكثير ذبحاً بالسكاكين, وفي الوقت نفسه كان المتظاهرون ينادون(واحد واحد واحد الشعب السوري واحد).
    إنهم الطائفيون العلويون السلطويون فإلعنوهم وقاتلوهم من أجل أمن الوطن ووحدة شعبه وسلمه الأهلي.
    هل الشعب السوري طائفي؟
    لقد كان رئيس وزراء سوريه السابق( فارس الخوري) مسيحيا واليوم نحن نفضل العلوي المعارض لحافظ أسد على المفتي حسون لأننا مع المصلحه الوطنيه.وقد كنت مرة في درس للشيخ العلامه المرحوم محمد الحامد, وكان يدرسنا كتاب الهديه العلائيه(مؤلف من 800 عام) فلما وصل لموضوع الطوائف قال نتركه ونبدأ بالموضوع الذي يليه.ولا تستغربوا إذا قلت لكم وأقسمت لكم أن الشيخ مروان حديد المنادي الأول بإسقاط النظام بكل الوسائل لم يلفظ كلمة علويين مرة واحدة ( وكان يقول : أنا أريد تحكيم الشريعه لذا فأمين الحافظ وحافظ الاسد هما شخصاً واحداً عندي)
    ومن الخطأ القول بأن المتدينين هم أقرب للطائفيه ,أوالعكس لأن التدين الصحيح هو معرفة الله والتقرب إليه بمساعدة عباده وصيانة حقوقهم, والنضال من أجل العداله للجميع, وأن لا تزر وازرة وزر أخرى.
    عندما قامت الثوره الإيرانيه كنت في سجن المزه وكنا نردد نشيد الثوره الإيرانيه بشكل جماعي وباللغه الفارسيه ولا ألازال احفظ منها للآن ( إيران إيران إيران خونو مركو اسيون خونو مركو هتّي لا إله إلا لله
    وعندما ذهب وفد من كل دول العالم الإسلامي لتهنئة إيران بإنتصار الثوره طلب الشيخ سعيد حوى(ممثل الإخوان المسلمين في سوريه) من الخميني حق النصره ضد إلحاد النظام, قال الخميني سنتكلم بذالك غداً ثم بلغت الشرطه الوفد بأهمية المغادره لانهم قد يتعرضون للإغتيال,ثم كشر النظام الطائفي الإيراني عن أنيابه, وكان النظام الطائفي الإلحادي والنظام الإسلامي الصفوي حلفاء, فمن هم الطائفيون؟ هل نحن أم النظام السوري وحلفائه!
    وعلينا أن نتذكر أنه في عام 1970 لم يلقى حكم الأسد أي معارضه بعد إنقلابه, فقد إستقبل أهالي حماه حافظ الأسد إستقبالأ رائعاً وأخرجوا له العمّيريه(جملاً مغطى بذهب النساء مع حماية له بثياب خاصه), ونحروا له جملين ضرباً بالسيوف على مقدمة سيارته , وقد ترك حافظ الأسد الدماء على السياره 3 أيام قبولاً وفخراً بالتكريم ( كانوا يظنوه مخلّصهم من البعث رغم معرفتهم به بأنه من الطائفه العلويه)وقد وزع حافظ أربع مسدسات على أربع وجهاء من حماه (عزوا قمر الدينه.أبو محمد الساعاتي..). وهنا في حماه كان هناك من يحتضن الطالب الفقير العلوي محمد ناصيف ويعطف عليه بالسكن المجاني في بيت يقع في حي العصيده, لكن هذا الجميل محته طائفيته المظلمه عندما أصبح عميداً ومسؤولاً عن أحد الأفرع الأمنيه, فأذاق حماة الويل( وقد لاحظت معرفته القويه بحماه عند إطلاق سراحنا من سجن المزه,وكان يعرفنا عائلة عائله حين إخلاء سبيلنا,وحين كان يأخذ منا القسم على القرآن الكريم فرداً فرداً بأن لا نعمل أي نشاط سياسي ضد السلطه)
    وسأسوق لكم النكتة التاليه لصديق لوالدي التي تبين التسامح الطائفي في سوريه(بين المسيحيين والمسلمين هذه المره) حيث مرت لجنة تبرعات لأحد المساجد في حماه, وكان من الموجودين الإقطاعي السيد فريد مرهج وهو مسيحياً غنياً كان يملك قرية أيّو في ريف حماه, فمد لهم يده ليعطيهم فرفضوا, وقالوا فقط من المسلمين, فقال فريد خذوها وضعوها في بناء دورات المياه.
    وقد ولدت في بيت يجمعه مع الكنيسة جدار واحد, وعشنا طوال حياتنا جيراناً أحباء.
    إننا نرفض حكم آل الأسد ونظامهم لدكتاتوريتهم وفسادهم والدفع بحربهم الطائفية من جانب واحد ولمدة 40 عاماً, وقد أطاحت رياح الربيع بأمثالهم . من أجل هذا نحن نريد إسقاطهم , أما من يدافع عنهم فهو المشبوه بالطائفيه والمصلحه, لأن آل الاسد ليس لهم فعل حسن على الشعب السوري الذي رأى تسارع التقدم في العالم ونحن من أكثر الدول تخلفاً .وأحيي الجيش الحر في درعا على تسمية إحدى كتائبه بإسم السلطان باشا الأطرش.
    إقرأ معي هذه الآية بتمعّن قوله تعالى:(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يقتّل أبناءهم.. إنه كان من المفسدين).لذالك لا لترفّع الحاكم ولتقسيمه للمجتمع شيعاً وإستضعاف أي طائفة منهم..وعلى الحاكم ان يكون لكل الشعب بعيداً عن الطائفيه, وحتى الجهويه والحزبيه(وعليه إلغاء أو تجميد حزبيته عندما يصبح رئيساً )
    ألم يحن الوقت ليقوم العلويون بقتال النظام معنا؟ ألا يستحق أطفالنا البكاء عليهم؟ألا يستحق المهاجرون الشفقة وتستحق بيوتهم الخربة الأسى, 60 ألف قتيل وعشرات الآلاف من البيوت منذ الثمانينات وأنتم ساهون وكأنكم غير موجوديين في الوطن أو معزولون عن العالم.
    إن الحكم ليس للأقليه كما ليس للأغلبيه فهو للجميع بسلطته وثروته. إن الشعب السوري ليس طائفياً ,هكذا كان وهكذا يجب أن يكون .
    وسنبقى نحن السوريون جميعاً متحابين بكل طوائفنا وأطيافنا كما كنّا, وسيرحل العابرون الطائفيون المفرّقون القاتلون المستغلّون وعلى رأسهم آل الاسد وزمرتهم القذرة.
    تابع للكاتب: العلويون السلطويون في سوريه:(1) ـ مرحلة التأسيس العلويون السلطويون في سوريه(2) ـ ذرائع الحكم الطائفي, العلويون السلطويون في سوريه(4) حتمية السقوط , هل من دويلة علوية؟ مخالب الطائفية.. ماذا لو نجح ميشيل سماحه؟هؤلاء هم أبناء الحواصيد يا أولادي لنفس الكاتب. وكذالك أغنية مامنحبك من كلمات الكاتب والتي تبين أن كل الطوائف سواء.

    في الثلاثاء, أكتوبر 30, 2012
    إرسال بالبريد الإلكتروني
    كتابة مدونة حول هذه المشاركة
    المشاركة في Twitter
    المشاركة في Facebook

    هذه المقالة مصنفة تحت : الثورة السورية, د. مهدي الحموي
    ليست هناك تعليقات:إنشاء رابط
    رسالة أحدثرسالة أقدمالصفحة الرئيسية
    الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)Interest Square

    إعجاب

  8. الدكتور مهدي الحموي المحترم
    تحية الحياة وبعد
    تعرفنا عن طريق الصدفة على هذا المقال السخيف المحشو بالضلال والتضليل
    ومع ذلك أعدنا نشره بعنوان
    مرض نقص البداهة يتحدث عن رائق النقري والعلوين .. لاعجب ! والعتب على المرض on من هم العلويين؟ مالايعرفه كثر من ادعياء الفهم!

    من هم العلويين؟ مالايعرفه كثر من ادعياء الفهم!


    كيف لقب نفسك بالدكتور وتتجرأ على مثل هذه الترهات التي تنشرها بلاسند
    والأدهى أنك كنت مسجونا كما تذكر ولم تتعلم من سجنك بكون قسم كبير من الحيويين
    كانوا علويين ! ومن نخب سوريا
    على كل إذا أحببت أن تعرف الحق و تهتدي به أيها المهدي فإنني ارحب بك و
    يمكنك مراسلتي

    أنا الدكتور رائق النقري
    raiek7@gmail .com

    أو بالرد مباشرة والتعليق على موضوع في موقع
    https://damascusschool.wordpress.com/

    إعجاب

  9. دكتور رائق النقري المحترم السلام على من إتبع الثورة السورية العظيمة وبعد:قرأت ردك المستهتر بالآخرين وأشفقت عليك بأنك آكل مقلب بنفسك نعم أنا دكتور وآخر السنه يكون عندي بأولادي خمس دكاتره. وصفت مفالي بالضلال وأنه دون برهان أنا كتبت تفاصيل في مجزرة حماه وأنا مؤلف كتاب بذلك وأنا من حماه, والأخ فضل الخير سجن في مهجعي رقم 5 وأنا خدمت بالفرقه الثالثه, وتوزيع السلاح في حمص وغيرها باسم اللجان الوطنيه معروف, وحافظ المقبور قداستقبلناه في حماه وهي بلدي, وفريد مهج صديق الوالد …ماذا تريد من برهان؟ لكن ليس هذا الذي غاظك إن ماغاظك اني ذكرتك فيمن أوقعت بهم وهربت وكنت تدعي أنك قائدهم وصالحت النظام وقضيت على مستقبلهم, وأنا لا أعرف بهم علويين أعطني أسماءهم كلهم وارني واقنعني وسوف أغير رأيي ,ولينك تعلم كم كانوا يكرهونك, ومعلوماتي منذ عام 1980 ,هل يليق بقائد أن يسجن جماعته من قبل النظام ثم يصالح النظام بل يدافع عنه, 55 عائله دمرت مستقبلها ونجوت ياحيييييييف . بس والله لو كنت مكانك ما تكلمت بالسياسه أبداً .وقد قرأت كراستك عن الحيويه وكانت غاية السخف وتفوح منها رائحة البلاهة فكيف جمعت عليها هؤلاء الضباط المساكين, وقدذكرت أنا في مقالي بأن سوريه لكل السوريين لاحكم لطائفة على طائفه سواء كانت أغلبيه أو أكثريه ثم قلت أن الشعب السوري ليس طائفياً هكذا كان وهكذا يجب أن يكون فهل هذا خطأ. بلاء بلاء بلاء ما رأيته من افكارك في ماكتبته أنت يا ايها الرائق وهذا جزء منه: اتهمت ربيع دمشق بالغباء السياسي وعناصره بالخدم, كتبت أن الطفل حمزه الخطيب كان يغتصب العلويات في مساكن صيدا وهل الطفل قادر على الجماع وقادر أن يمسك إمرأة بالقوة فيغتصبها بهذا العمر! ومن كتاباتك انت قلت :من يرضى معارضة لا رأس لهاغير الحقد الطائفي ..مايجري في سورية منذ البداية ليس حراكاً سلمياً بل عسكرياً وأنت كذّبت بشار الأسد في خطابه بأنها كانت سلمية..قلت إنها ثورة طائفية سنية على حاكم علوي …وقلت أنت :المعارضه السوريه مجموعة جدبان وعملاء حاقدين فمن الأجدب ياحضرة الدكتور .. ثم قلت أنت أن النظام السوري أحادي ايديولوجي وليس نظام طائفي وأن العلويين مظلومين وهم مستهدفون من الحراك السني مليون ياحيف.. أقسم بالله أنني أنا الكتور مهدي قدأخذت علوي فقير وعمل له عمليه في الخليج دون أن يدفع شيئاً مبروك عليك الجنسيه الأمريكيه وما تجلسه من شهور طويلة هناك..قالت زينه اليازجي ل صديقك أدونيس : يبدوا أن أدونيس لم يستطع التخلص من طائفيته (على قناة دبي) وانا أقول أنك مثله , تعال تتلمذ معي على يد أطفال الثورة السورية العظيمة إخلع لهم القبعه وإنحني على قبور شهدائهم وإذا كان يصعب عليك التعلم من جديد مثلي فتعال للإخوة العلويين الشرفاء منذر ماخوس وحبيب صالح…وقلّدهم فقط لتكون وطنيا فبيتك من زجاج رقيييييق يارائق فلا تنقرنا بالحصى

    إعجاب

  10. التشيّع ميزة داخل الفضاء السني لا خارجه
    وجيه قانصو
    السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
    أذكر أن المرجع السيد محمد حسين فضل الله كان يكرر في دروسه الفقهية، قول المرجع البروجردي، الذي كان أستاذ المرجع الخميني، بأن الفقه الشيعي هوامش على الفقه السني. وهي مقولة لا تنتقص من قيمة المذهب الشيعي العلمية، بقدر ما تُعبِّر عن الأصول العلمية لهذا المذهب، والفضاء العام الذي أخذ يبني داخل مجاله، مقولاته ومواقفه واختلافه وانحيازاته وتمايزاته، والتي ما كانت جميعها لتكون أو تحصل خارج هذا الفضاء، بل كانت لتأخذ منطقاً آخر، وبنية مغايرة بالكامل لما هي عليه الآن لو نشأت في فضاء مغاير.
    عبارة «الفقه الشيعي هوامش على الفقه السني»، تعني أن الفقه الشيعي الذي هو الهامش، يتقوم بالفقه السني الذي هو المتن، ولا يمكن للهامش أن تكون له حقيقة مستقلة أو منفصلة عن المتن. وبقدر ما يكون في الهامش تمايزاً عن المتن، أو مسعى لتفكيك ادعاءات المشروعية فيه، أو نسف لعلموية مبانيه، فإن هذا الهامش يبقى تابعاً في أصل مادته العلمية للمتن، ومحكوماً لسياقه وبنيته وحركة اتصاله وانقطاعه، ولعبة الفصل والوصل فيه، واستراتيجية المعنى ومنطق المشروعية المتبعة فيه، ما يجعل المتن بمثابة البنى التحتية والأساس لكل ما يدلي به الهامش، بحيث لا يمكن التقاط دلالة هذا الهامش وفهم مقصده، إلا بالكشف عن المجال الذي نشأ فيه ونمت مقولاته بداخله. فالمتن أصل والهامش فرع، ومهما تعالى الفرع على أصله، أو بالغ في إظهار تمايزه وخصوصيته، وأوهم نفسه أو غيره، باستقلاليته وانفصاله عن أصله، فإن الحقيقة التاريخية تؤكد أن المذهب الإمامي، في مضمونه الكلامي والفقهي، ما كان ليتخذ تكويناً علمياً، قائماً على صناعة التفريع والتدقيق والاستنباط، إلا حين انخرط في الجدال العقلي-الديني الدائر في بغداد في أوائل القرن الخامس بين المذاهب ذات الطابع السني، وعمد إلى اعتماد العناوين والمقولات والمنهجيات والمسائل وفنون التفريع والتدقيق السائدة، داخل مصنفاته، لغرض انتزاع الاعتراف به، واكتساب النسق العلمي السائد في فهم أصوله وإنتاج فروعه.
    ويمكن القول أن مسار التكوين العلمي للمذهب الإمامي، مر بمراحل ثلاث:
    أولها تلقي قول الإمام «المعصوم» مباشرة أو نقلاً، وهو تلق يقوم على الذاكرة والتداول الشفاهي، ويعتبر الإمام مصدراً معصوماً عن الخطأ في نقل أو تفسير المضامين الدينية. وضعية التلقي هذه فرضت حصر القول الديني بالإمام، الذي يختلط قوله مع قول النبي، وصيرورتهما قولاً واحداً معصوماً، ما يحول دون قيام نشاط علمي أو اجتهادي بين أتباع الإمام، لتحديد الوظيفة أو الموقف الشرعي، مع استثناء حالات جزئية ومحدودة اقتصرت على المحاججة لا الاجتهاد، وتنفي الحاجة إلى بناء آليات ومبان اجتهادية قادرة على توليد واستنباط معان وتصورات جديدة، بحكم أن النبع الأساس واليقيني للمعرفة الدينية حاضر ويرفد الشيعة كل ما يحتاجون إليه.
    ثانيها: تدوين ما جاء عن الأئمة بعد رحيلهم، ووضعها في مصنفات عدة، وهي مرحلة اتسمت بداياتها الأولى، خصوصاً في قم، بالندرة، والتدوين المفتقد للتصنيف المنهجي، والخالي من التدقيق في صحة الرواية أو الوثوق بالراوي، مع تضمن بعضها مضامين تغالي في شخص الأئمة ومكانتهم وقدراتهم الجسدية والذهنية. ثم أخذت هذه المرحلة تنضج مع مصنف «الكافي» للكليني، ومصنف «من لا يحضره الفقيه» للشيخ الصدوق. لتتخذ المصنفات الحديثية شكلاً منتظماً وممنهجاً، يماثل التصنيف والتبويب المتبع في المصنفات الحديثية السنية، مثل مصنفات البخاري ومسلم، ويبدأ معها تدقيق أولي وسطحي بعض الشيء في حال الرواة، لجهة الوثاقة وعدمها، بحكم أن علم الرجال ومناهج التعديل والتجريح لم يندرجا داخل منظومة التفكير الإمامي إلا مع كتابي الفهرست والرجال للشيخ محمد الطوسي، ومن بعده كتاب الرجال للنجاشي.
    ثالثها: التأسيس العلمي للمذهب القائم على قواعد استنباط وآليات اجتهاد وصناعة تفريع وتدقيق، وهي مرحلة بدأت في مطلع القرن الخامس هجري.
    المرحلتان السابقتان مثلتا تكويناً مغلقاً للمذهب الإمامي، انحصر بحفظ المذهب واستمراريته، مع خلوه من قواعد ومبان اجتهادية، بحكم اقتصاره على تداول ورواية قول وموقف الإمام «المعصوم»، مع اعتقاد جازم بأن إرث الأئمة المروي، يغطى مساحة واسعة من موارد الابتلاء، لا حاجة معها إلى الاجتهاد في داخلها.
    كان الشيعة الإمامية يتعبدون بقول الإمام «المعصوم»، ويتناقلونه ويتداولونه بصفته قولاً مطابقاً لمراد الله وكاشفاً عنه كشفاً كاملاً. ومع وفرة عدد الأحاديث وكثرتها، وثبات واستقرار الوضع السياسي وجمود نسبي في نمط الحياة، ومع انكفاء الشيعة عن الموضوع السياسي، الذي رسخ في ذهنهم أنه من مختصات الإمام الغائب، كانت الرواية المروية عن الإمام كافية وكفيلة بتغطية جميع ما يحتاج إليه الشيعة في أمورهم، ما جعل دور الفقيه يقتصر على تبويب الأحاديث، وتصنيفها، مع تغيير طفيف في لفظها ليسهل تداولها وتناقلها، وفهمها من قبل الناس كافة.
    كان هذا سمة الأعمال الفقهية المبكرة. فتجد الشيخ الصدوق يصرح في مقدمة كتاب «المقنع» في أواخر القرن الرابع الهجري، بأن كل عبارات الكتاب ألفاظ للأحاديث المسندة، مع حذف إسنادها روماً للاختصار وثقة بوجودها في أمهات الأصول وكتب الأحاديث. كذلك يظهر من كتاب «المقنعة» للشيخ المفيد (أواخر القرن الرابع)، الذي كان أول مصنف فقهي كامل لدى الإمامية الشيعة، ويتبين فيه أنه كان مجرد عرض لأقوال الأئمة ومواقفهم في المسائل المتعددة. هذا السلوك استمر حتى زمن الشيخ الطوسي في القرن الخامس الهجري. فتراه يكشف في كتاب «المبسوط» عن إعراض الطائفة عن تأليف كتب اجتهادية أو استدلالية، يقول الطوسي: «قلة رغبة هذه الطائفة فيه وترك عنايتهم به، لأنهم ألفوا الأخبار وما رووه من صريح الألفاظ، حتى أن مسألة لو غير لفظها وعبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد، لعجبوا منها وقصروا فهمهم عنها». كل ذلك يؤكد أن الفقه الشيعي ظل حتى بدايات القرن الخامس الهجري، داخل دائرة مغلقة تقتصر على التداول الخاص بين أبناء الطائفة لأقوال وروايات الأئمة، من دون أن يكون هنالك نشاط استنباطي، لعدم الحاجة إلى ذلك من جهة، ولغياب العلوم الضرورية والمطلوبة لممارسة الفعل الاجتهادي داخل المذهب، والذي عبر عنه الشيخ الطوسي حينها، بالتفريع على الأصل، أي استنباط حكم من الأصول المقررة عند المسلمين.
    إلا جملة أمور ساعدت المذهب الإمامي، لأن ينتقل من بنية روائية وتداولية صرف، أي تعبد روائي، إلى مجال الاجتهاد الفقهي والنظر الكلامي:
    أولها السلطة البويهية، التي تسلمت السلطة، ولم تلغ الخلافة، ما يعني أنها أبقت الخلافة ذات الرمزية السنية، ولم تتعرض للمرجعيات الفقهية والكلامية ذات الارتكاز السني، الأشعري والمعتزلي وفقه المذاهب الأربعة، وعمدت في الوقت نفسه، وبحكم ميلها الإمامي، إلى تعويم المذهب الإمامي، لا بفرضه أو إرغام المسلمين على الامتثال له أو التعبد به، بل لإسباغ مشروعية دينية عليه، وإظهار معقوليته وعقلانيته، أو علمويته. وهذا يظهر من استدعاء الأمير البويهي الشيخ الصدوق لتوضيح مسائل المذهب ومحاججة علماء السنة في مجلسه، ويظهر أيضاً من المفيد والشريف المرتضى في تأليف كتب فقهية وكلامية، استجابة لطلب الأمراء البويهيين. يقول المفيد في مقدمة «المقنعة»: «إني ممتثل لما رسمه السيد الأمير الجليل من جمع مختصر في الأحكام»، ويقول الشريف المرتضى في مقدمة كتاب «الإنتصار»: «إني ممتثل لما رسمته الحضرة السامية الوزيرية العميدية من بيان المسائل الفقهية المشنع بها على الشيعة..». ما يدل على أن فقهاء الشيعة استفادوا كثيراً من موارد السلطة في تأسيس مذهبهم ونشره وتعميمه، وأن البويهيين أسبغوا اعترافاً رسمياً بالمذهب الإمامي، بأن يكون مذهب السلطة القائمة، لكن لا بإلغاء باقي المذاهب وقمعها، بل بإضافته إلى فضاء التداول الفقهي والكلامي الموجود في بغداد، الذي يغلب عليه الطابع السني.
    ثانيها: أن بغداد كانت الحاضن الرئيسي لجميع المذاهب والاتجاهات الفكرية في الإسلام، من فلسفة وعلم كلام وأدب وفقه وعلم رجال وأصول فقه وغيرها، ما جعل بغداد عاصمة علمية، مثلما كانت عاصمة سياسية-رمزية للخلافة، وقبلة ومنطلقاً لجميع المشروعات الفكرية والـدينية آنذاك. هذا يعني أن مشروعية أي كيان فكري أو مذهبي، متوقفة على الاعتراف به في دوائر المباحثة العلمية والمصنفات الموسوعية وحلقات المساجلة المذهبية، التي وصلت جميعها في بغداد إلى ذروة حيويتها وتوقدها.
    بدا هذا واضحاً في مساعي رموز المذهب الإمامي، الذين استشعروا أن تمركز المذهب في قم، سيبقيه خارج التداول العلمي العام، ويقصيه من دائرة الاعتراف، ويحرمه من المناخ المعرفي المتقدم القائم في بغداد. ما دفع وجهاء علماء الإمامية في مطلع القرن الرابع هجري، إلى التمركز في بغداد، وتحويلها إلى عاصمة علمية للإمامية. فتجد محمد بن بابويه القمي الملقب بالصدوق، ينتقل في مرحلة من حياته من قم إلى بغداد، وتجد الشيخ محمد الطوسي ينتقل من طوس في إيران، ليستقر في بغداد أيضاً. كما أن الشيخ المفيد والشريف المرتضى، المتواجدان في بغداد، سعيا إلى جعل بغداد عاصمة علمية للمذهب الإمامي. فكان كل من الصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي، الذين استقروا جميعاً في بغداد، النواة الأساسية في تأسيس المذهب الإمامي على قاعدة علمية.
    كان أداء علماء الإمامية في بغداد، يهدف إلى تحقيق الأمور التالية:
    أولها: وضع المذهب الإمامي موضع التداول العام، وهو ما ساعدت السلطة البويهية على تأمينه، ويظهر ذلك في مقدمة المؤلفات الإمامية، كما في مقدمة «المقنعة» للشيخ المفيد، ومقدمة كتاب «الانتصار» للسيد المرتضى، وهي مصنفات قدمت نفسها بصفتها مؤلفات لجميع المسلمين، لا لملة خاصة، فعمدت إلى عرض مواقف المذهب ومبادئه وأحكامه بطريقة مألوفة للجميع، وبعبارات متداولة، وتبويب متبع سابقاً، ومحاججة تعتمد الجامع والسائد في الترجيح والقبول والمشروعية، وهي جميعها كان العقل السني، المدعوم من دولة الخلافة، قد سبق إليها ونصب أعمدتها وشرَّع أبوابها.
    يقول الشيخ المفيد في «المقنعة»: «إني ممتثل لما رسمه السيد الأمير الجليل من جمع مختصر في الأحكام وفرائض الملة وشرائع الإسلام ليعتمده المرتاد لدينه ويزداد به المستبصر في معرفته ويقينه ويكون إماماً للمسترشدين ودليلاً للطالبين وأميناً للمتعبدين». وفي ذلك دلالة واضحة على رغبة فقهاء الإمامية، بجعل المذهب مألوفاً، ونزع الغرابة والوحشة عنه، وضخه داخل مجرى التداول الفقهي والكلامي العام للمسلمين.
    ثانيها: إسباغ المشروعية على المذهب ومنافسة الآخرين عليها. وهذا يكون بنفي الشذوذ الذي روجه الخصوم حول المذهب الإمامي، وإثبات اعتماد المذهب على نفس الأسس والمنطلقات الشرعية التي تقوم عليها المذاهب السنية السائدة.
    بدا هذا واضحاً في تعبير السيد المرتضى في مقدمة «الانتصار»: «بيان المسائل الفقهية التي شنع بها على الشيعة الإمامية وادعي عليهم مخالفة الإجماع وأكثرها موافق فيه الشيعة غيرهم من العلماء والفقهاء المتقدمين أو المتأخرين، وما ليس لهم فيه موافق من غيرهم، فعليه من الأدلة الواضحة والحجج اللائحة ما يغني عن وفاق الموافق ولا يوحش معه خلاف المخالف. وأن أبين ذلك وأفصله وأزيل الشبهة المعترشة فيه». قول المرتضى يوحي بمسعى المذهب إلى إزالة الشبهات عنه وتأسيس مشروعية، باتت قائمة ومتداولة في الفضاء الفقهي العام. وقد وصل تمادي المرتضى في هذا الاتجاه إلى حد التأكيد على أن الفرق بين ما تفردت به الشيعة لا يختلف عما «انفرد به الشافعي وأبو حنيفة من المذاهب التي لا موافق لهم فيها». ثم يقول: «فكيف جازت الشناعة على الشيعة بالمذاهب التي تفردوا بها ولم يشنع على كل فقيه كأبي حنيفة والشافعي والمالكي ومن تأخر عن زمانهم بالمذاهب التي تفرد بها، وكل الفقهاء على خلافه فيها؟».
    وهو أيضاً ما سعى إليه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف»، الذي لم يكتف بتسويغ الاختلاف عن المذاهب السنية، بل عمد إلى إثبات حضور الأحكام والرؤى الشيعية داخل المصادر السنية نفسها. يقول الطوسي: «وأن أقرن كل مسألة بدليل أحتج به على من خالفنا، موجب للعلم من ظاهر قرآن أو سنة مقطوع بها، أو إجماع أو دليل خطاب أو استصحاب حال أو دلالة أصل أو فحوى خطاب، وأن أذكر خبراً عن النبي ألزم المخالف العمل به، والانقياد له وأن أشفع ذلك بخبر من طريق الخاصة المروي عن النبي أو الأئمة».
    قول الطوسي «أذكر خبراً ألزم المخالف (أي السني) العمل به»، يدل على أن كل حكم شرعي عند الشيعة له طريق مسند ومروي عند السنة، ما يبين حرص الطوسي على تأكيد انتماء كل ما يحويه المذهب الإمامي إلى المخزون الروائي عند السنة، ومحاججة الخصم (السني) بقواعد المشروعية وأدوات الاستنباط، من ظاهر قرآن وسنة وإجماع واستصحاب، التي تأسست سابقاً في المحال السني. لذلك يذكر الطوسي في المبسوط: «ولو نظروا في أخبارنا وفقهنا لعلموا أن جل ما ذكروه من المسائل موجود في أخبارنا ومنصوص عليه تلويحاً عن أئمتنا الذين قولهم في الحجة يجرى مجرى قول النبي إما خصوصاً أو عموماً أو تصريحاً أو تلويحاً، وأما ما كثروا به كتبهم من مسائل الفروع، فلا فرع من ذلك إلا وله مدخل في أصولنا ومخرج على مذاهبنا لا على وجه القياس، بل على طريقة يوجب علماً يجب العمل عليها، ويسوغ الوصول إليها من البناء على الأصل وبراءة الذمة». أي إن أحكام المذهب الإمامي من صلب وصميم ما تحويه مدونات السنة بما فيها قواعد التفريع والاستنباط، مع فارق أن الموجود عند السنة بنحو التفريع عن الأصل، والموجود عند الشيعة عبارة عن أصول ثابتة مروية عن الأئمة مولدة للقطع والعلم، لا الظن الذي تحدثه آلة القياس.

    إعجاب

  11. غسان المفلح :الطائفية سياسة السياسة طائفية
    BY ADMIN – POSTED ON 2013/07/03
    POSTED IN: مقالات وتحليلات

    غسان المفلح : السياسة

    كان يمكن أن يكون العنوان “الطائفية سياسة والسياسة طائفية” لكن واو العطف هذه تدخلنا, بمتاهة تمييز هي غير موجودة أساساً, تمييز بين ماقبلها وما بعدها. عائدون إلى نقطة الخلاف الأهم في هذا الحقل, الملغم معرفياً وأيديولوجياً وسياسياً, كما لغم المجتمع السوري, جراء ممارسات السلطة الفاشية على مدار نحو أربعة عقود ونصف العقد تقريباً.

    الطائفية – في ما تعنيه من معان – هي انتقال المرجعية السيادية من الدولة إلى الشخصنة الفاعلة صاحبة السلطة والنفوذ والقوة داخل أي تجمع تجمعه سمات مشتركة, دينية أو إثنية أوخلافه, وتتحول هذه الشخصنة الفاعلة إلى مرجعية سيادية أقوى من الدولة الوطنية, بمعناها المعروف منذ اتفاقيات وستفاليا عام 1648, الاتفاقيات التي أرست مبدأ الدولة الحديثة والمعاصرة, كمرجعية سيادية عليا ومتعالية أيضاً, لا تتأثر سيادتها بالتفاعلات المجتمعية وتعمل على احتوائها مؤسساتياً. لا مرجعية لأفراد المجتمع في ما يخص نواظم هذا الاجتماع إلا الدولة هذه.

    أهم سمات الديكتاتوريات المعاصرة هي شخصنة الدولة بفعل السلطة التي اكتسبتها, أيضاً بفعل قوة الدولة ذاتها كأجهزة الجيش والأمن, حافظ الاسد نموذجاً, بصدفة سياسية ما ربما, كما حدث عام 1970 في سورية, مع أنها ليست صدفة. منذ تلك اللحظة وبعدما ابتلع حزب البعث الدولة بسلطته الأحادية الشمولية منذ عام 1963 جاء دور أحد ضباطه عام 1970, ليبتلع البعث والدولة كلها ويشخصنها, حتى وصلنا إلى ما هو معروف بـ “سورية الأسد” حيث تكثفت الشخصنة لدرجة “إما الأسد أو نحرق البلد”, لم تعد هناك قيمة لوطن ولا لمجتمع ولا لدولة. هذه الشخصنة التي استخدم القذافي فيها مثلاً سلاح النفط استخدم حافظ الأسد فيها الطائفة العلوية, لكي يحولها أداة طائفية لحماية سلطته المشخصنة, طبعاً مع رشوة فعاليات مجتمعية أخرى, نفتح قوسين, كتجار دمشق وحلب وتجار المدن بعامة ومشايخها, إضافة إلى استخدام كل أدوات القمع المتوفرة لديه من أجل إخضاع الدولة والمجتمع معاً, فكان الدستور لادستوره والقانون لاقانونه, لأنه أصلاً لا يحترم أياً منهما مع أنه واضعهما عندما يلزم الأمر لمسيرة الشخصنة هذه. الشخصنة هذه كانت تتطلب نشر اللاقانون في كل مفاصل المجتمع, وإحلال دوائر الولاء المجسدة والمنضدة بديلاً عنه, تبعاً لتراتبية القوة المجردة, وأهم دائرة ولاء هي من تحميه عسكرياً; أجهزة القوة “فعلونها”, علونها لأنها بالنسبة له المادة الأكثر ولاء في هذا الحقل, لاعتبارات متعددة, أهمها أنه ديكتاتور من جهة, ويحتاج إلى عسكر يعبدونه من دون تفكير, فوجد ضالته بالطائفة التي ينحدر منها, والتي لا يبلغ تعدادها أكثر من 13 في المئة من سكان سورية. وحتى يتم نجاح هذه المسيرة في العلونة, تحول هو إلى صاحب المرجعية الأولى والسيدة داخل الطائفية, هو الشيخ الأول, والسياسي الأول, ورب العمل وقائد الجيش.

    لايمكن أن نتحدث عن “علونة” إلا تحت بندين:

    البند الأول: تصوير أن الطائفة في خطر, وهذا حكمها وليس حكم آل الاسد … بالتالي كان يجب إرسال أبنائهم للجيش ككل أبناء الريف, لكن مع امتياز تكرس بفعل هذه المسيرة, أن الضابط العلوي له امتياز فقط لكونه علوي, عن بقية أقرانه من الضباط الآخرين, هو امتياز مادي قبل أن يكون رمزياً .

    والبند الثاني: هو تقديم الرشوة بأن أطلق يد الضباط في الفساد, ولا يمكن أن يتم ذلك من دون إغراق البلد كله بالفساد, سلطة فاسدة تستولي على دولة أصبحت فاسدة, أجهزة الدولة يعمها الفساد. وعدو الفساد هو القانون, لهذا كان من الواجب أن يحكم البلد باللاقانون, لهذا كانت الأحكام العرفية والطوارئ; ليس لكي يحكم بقوانينها, بل لأنها تتيح الحكم باللاقانون , وكأننا في حالة حرب, والحرب لها قوانينها اللاقانونية, وهو في حالة حرب دائمة مع المجتمع, بلد يعيش 43 عاماً في ظل الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ من دون أن يخوض حالة حرب, يصبح الموضوع مرتبطاً بالسلطة المشخصنة حصرياً. فبات لدينا بالمحصلة سلطة طائفية, والسلطة الطائفية لا تعني حكم الطائفة, بل تعني سلطة مشخصنة تحكم بفعل طائفي, يعني أداة سياسية مثلها مثل بقية أدوات الحكم الديكتاتوري.

    في الحالة السابقة تحدثنا عن فعل السلطة المشخصنة, بالمجتمع والطائفة, لكن لم نتحدث عن فعل الطائفة بالسلطة, تبادل المنفعة والخبرات والحس العملي أيضاً حتى باتت لدينا مسلمة أن السلطة يجب أن تبقى بيد الطائفة, ومن الطائفة? آل الأسد حصرياً. لهذا لا يمكن الفصل بين الطائفية كسياسة وبين السياسة كطائفية. لم يعد المواطن العلوي, وخصوصاً من هو في الجيش والأمن, يسمح لتفكيره أن تكون السلطة خارج الطائفة, هذا من المستحيل التفكير فيه, نحن أحباب وأصحاب مع كل المجتمع, إلا في حالة الاقتراب من سلطة الطائفة, مع أنها هي بالأساس سلطة آل الأسد, لكنها مسيرة تفاعل ربت أجيالاً أنتجت ما عرفناه خلال الثورة, من “شبيحة” وقوات عسكرية تقتل بدم بارد, لأنها تقتل عدواً وتنهب منازل أعداء.

    لكل سلطة ديكتاتورية أدواتها, السلطة الأسدية اختارت الطائفية كأداة رئيسية, لايهم لماذا الآن, المهم أنها تحولت سلطة طائفية, ولا مكان للسياسة فيها إلا ان تكون طائفية أيضاً. خلط لم يعد من المناسب التعامي عنه, تسييس الطائفة بناء على مسبقات السلطة المشخصنة والفاسدة, تعني تفاعلاً تطييف السياسة, فلا يمكن بعدها رسم أي سياسة للسلطة القائمة من دون أن تأخذ بعين الاعتبار العامل الطائفي كأولوية, لا يمكن فصل الأمور على مزاج أي باحث في هذا الموضوع. بعد أن انطلقت الثورة اتضح هذا الأمر جلياً, كل الطوائف والاقليات في سورية حدثت فيها انشقاقات عمودية نسبياً, مع الثورة وضدها, إلا الطائفة العلوية, ولا يكفي القول ان الخوف من النظام هو السبب أو الخوف من الأكثرية, بل يجب تفسير الظاهرة بأعمق من هذا الخوف وهو موجود طبعاً.

    تحولت غالبية كاسحة من شباب الطائفة إلى ميزان عسكري قوي ضد الثورة بيد الطغمة الأسدية. بالمقابل أطلق يدهم في القتل والنهب لكي يضمن رشوتهم وبالتالي ولاءهم. مع كل ذلك لابد من توضيح نقطة مهمة, وهي أنك عندما تقول سلطة طائفية أو غير ذلك لا يعني أن هناك مجلساً طائفياً يتحكم بالقرار, أبداً بل من يتحكم بالقرار, وديكتاتورياً, هم آل الاسد. هذا يعني أن من يقتل من أبناء الطائفة في المؤدى الأخير يقتل دفاعاً عن آل الأسد عموماً, وعن مصالحه الضيقة جداً خصوصاً, في تبادلية تفاعلية واضحة بين الطائفية السياسية والسياسة الطائفية.

    هل تتحمل الطائفة مسؤولية كل هذا? وبالتالي يجب ان تحاكم? أظن – وعلى مر التاريخ – أن جنود الديكتاتور ومنفذي سياساته يحاكمون, لكن لاتحاكم قاعدتهم الشعبية بغض النظر عن مواقفها. لايوجد أحد في المجتمع السوري كله, إلا ولديه احساس بديهي أن السلطة في سورية هي سلطة طائفية, حتى كل من كتب من البحاثة في الغرب والشرق عن هذا الموضوع, إلا بعض متعمشقي اليسار والعلمانوية الزائفة داخل صفوف ما تسمى معارضة سورية, لهذا كان موقف هؤلاء يتمحور حول البحث عن أفضل الأدوات التي من شأنها شيطنة المجتمع والثورة إسلاموياً أو إرهابياً. وأكبر دليل هو موقف هؤلاء من إيران و”حزب الله”.

    هنا نريد الذهاب إلى تجربة أخرى إقليمية لها انعكاسات على شعبنا السوري, لأنها طرف في الجريمة بحق شعبنا, وأقصد التجربة الإيرانية الخمينية, والحزب لاتية, هذه التجربة التي أرادت حرف مسار الثورة نحو ما يسمى حرباً شيعية – سنية. تجربة انعكست سياسةً طائفيةً على الشرق الأوسط برمته, وعلى مرأى من العالم.

    مرجعية ولاية الفقيه الخمينية ليست مرتبطة بإقامة دولة دينية, السيادة فيها فقط للولي الفقيه في الأمور الدينية والدنيوية, وهذا الأمر هو ما اختلف فيه آية الله الخميني عمن قبله من الفقهاء الشيعة, وكما هو نص المشروع برمته يتركز على هذه النقطة الخلافية, وهي تعميد الولي الفقيه مرجعاً سيادياً في جميع أمور الحياة. يحل محل الدولة وسلطتها, ويجيرهما لخدمة ولايته هو شخصياً. لهذا; في إيران لايوجد حقوق للأقليات الدينية ولا حتى الطائفية التي لاتعترف بولاية الفقيه. وهذه القضية ليست مرتبطة كما قلت ببناء دولة الولي الفقيه في إيران, بل مرتبطة بشكل أساسي بتطورات الثورة الإيرانية أيضاً, بنقل المرجعية الشيعية في العالم إلى مدينة قم حيث مركز الولي الفقيه, فلم تعد هنالك قيمة تذكر لآيات الله المتوزعين في مناطق الشيعة في دول العالم وخاصة العراق, حيث كانت النجف وكربلاء أهم منتج للمرجعيات الشيعية, أقله دينياً. نظرية ولاية الفقيه الخمينية, الإمامة تكون فيها فرضاً واجب الإيمان بالأئمة المعصومين الاثني عشر, وبالتالي الولي الفقيه هو من ينوب عن الإمام الثاني عشر في زمن غيبته. نظرية ولاية الفقيه تطورت إلى أن أصبحت الولاية للفقيه مطلقة, والتصدي للحكم بشكل مباشر لكونه ولياً شرعياً على الأمة ويقيم الحكومة الإسلامية في عصر الغيبة. بالتالي لايمكن فصل المشروع الإيراني الحالي عن مشروع ولاية الفقيه, وهذا تطييف سياسي واضح ولا يحتاج إلى كثير كلام, وسينتج سياسة طائفية بالحركية والاتجاه نفسهما.

    بعض مشايخ السنة, تلقفوا هذه النظرية وراح كل منهم يتحدث عنها وفقا لميوله السياسية, لا سيما وأن السنة ليس لديهم كهنوت ديني, كحال ولاية الفقيه. لكننا لن نتطرق لهذا الأمر الآن. يكفي أن نقول أن بعض هؤلاء المشايخ يريدونها أيضا أساساً لشحن طائفي. مع ذلك قبل الثورة السورية لم يكن هناك بروز يذكر لمثل هؤلاء المشايخ, وحتى قبل أن تصبح إيران و”ولي الفقيه” و”حزب الله”, شريكاً في قتل شعبنا السوري إلى جانب عصابات الأسد.

    إيران الفقيه اعتمدت في نقل المرجعية الشيعية وحصرها في قم على مجموعة من العوامل, أهمها مال النفط الإيراني وتجييش طائفي واضح ضد السنة, لان من غير الممكن لهكذا مشروع أن يرى النور وفقاً لتوضعه الداخلي في إيران إلا اعتماداً على هذا التجييش والمال, لهذا كان قرار نصرالله الصغير بالمشاركة في قتل شعبنا هو قرار إيراني, لأن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها هنا; وهي أن التأسيسات الطائفية في لبنان داخلية, بما فيها “حركة أمل” وتبحث عن مصالحها فتستقوي بالدول وغير الدول أحياناً, بينما “حزب الله” أسسته إيران لتقوي من هم مع مشروعها السياسي المطيف من شيعة لبنان على اللبنانيين, وغير اللبنانيين, وهذا فارق جوهري ومهم, فالعصبيات الطائفية كلها في لبنان قرارها داخلي نسبياً, ماعدا “حزب الله” فقراره إيراني” وبالتالي حزب الله هو أداة للطائفية السياسية وللسياسة الطائفية لإيران الفقيه.

    كل ذلك محاولة من إيران أيضا كي لاتسقط الطغمة الأسدية, فاضطرت لإصدار الأوامر لنصر الله الصغير بأن يشارك علناً في قتل شعبنا لأنه يجب اعتبار من يقتل في سورية من “جنود حزب الله” الإيراني شهيداً! في هذا الصدد يمكن العودة لتصريحات الشيخ صبحي الطفيلي وكتابات الشيخ علي الأمين وغيرهما من الشخصيات الشيعية اللبنانية, حول أن “حزب الله” هو أداة إيرانية.

    من أخطر القضايا التي واجهت الثورة السورية, بما هي ثورة حرية وكرامة, هي المحاولات الحثيثة من قبل كثير من الأطراف, من أجل طمس معالمها, وتصويرها تارة على أنها حرب أهلية, وتارة بعد التدخل السافل لـ”حزب الله” على أنها حرب شيعية – سنية, وساعد في ذلك بعض غلاة الثورة من المشايخ. مهما تحدثنا عن الإشكاليات الطائفية فإنه علينا دائما البحث عن السياسة والحقيقة, في سورية ثورة حرية وكرامة وستنتصر. لكن لن تنتصر إذا استخدمت سياسة طائفية أو طائفية سياسية.

    بقي أن نقول عن الفارق بين التجربتين, التجربة التطييفية الأسدية لم يستطع الأسد قوننتها أو دسترتها, وبقيت بين حالة القانون عبر استفتاءات خلبية قهرية على موقع رئاسة الجمهورية, ولاقانونية التطييف السياسي وسياسته الطائفية, فلم يستطع إنتاج دستور ينص على أن يكون رئيس الدولة علوياً, ولا قادة الجيش والأجهزة الأمنية, لكن بفعل لاقانون القوة كان يتم ذلك على الارض. أما التجربة الخمينية في ولاية الفقيه فهي مدسترة ومقوننة بطريقة واضحة لا تقبل اللبس, وتجعل منها سلطة طائفية داخل إيران ذاتها. وهذا ما ترك الدولة السورية تعيش حالة من الغيبوبة منذ عام 1970 وحتى اللحظة, مؤسسات هشة وفاسدة. أما الدولة الايرانية فقد أنتجت مشروعاً إقليمياً بسياسات طائفية وغير طائفية. هذا المشروع يحتاج لظهور دولة إيرانية قوية خارجياً ولها أذرعها كـ”حزب الله”, الذي يشبه في مفعوله قاعدة عسكرية أميركية خارج أميركا.

    ملاحظة أخيرة: أكرر دعوتي الدائمة على الأصدقاء في “الاخوان المسلمين” أن يخرجوا لفضاء حزب وطني ديمقراطي سوري, يستطيع كل سوري أن يكون عضواً فيه.

    إعجاب

  12. أحاديث عن الطائفية… والجيش الخائن؟!
    السبت, 19 كانون2/يناير 2013 01:37
    د.حمزة رستناوي :

    عندما تسمّي الاشياء بمسمياتها و تفضح الامتيازات و السلوكيات الطائفية, توقّع جدا أن يتّهمك هؤلاء المرتزقة البائسين بالطائفية. *في حرب الخليج الاولى وضع صدام حسين الجنود الشيعة في خطوط الدفاع الاولى مع اسلحة خفيفة و ظروف صعبة , و وضع من خلفهم الوحدات العسكرية الموالية له “حرس جمهوري – مخابرات ” و معظمهم قياداتهم من السنّة الموالين له , و عندما بدأت الحرب كانت النتيجة عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين سلّموا أنفسهم بدون قتال معظمهم من الجنود الشيعة.

    * قبل سنوات حدّثني صديق طيار شارك في حرب لبنان حين سقط ما يقارب المائة طائرة سورية خلالها ,أن قوائم الطيارين المكلفين بالطلعات الجوية القتالية كانت تأتي من القيادة و في معظمها كانت تتضمّن طيارين من السنة و المغضوب عليهم , رغم أن نسبة الطيارين السنة هي أقل بكثير مقارنة بالعلويين في المطار الذي يخدم به , و كان يحمد الله أنه رجع من مهمته القتالية حيا على خلاف معظم زملائه الذين استشهدوا , و ختم كلامه بالقول ” الذي لم يُسَرِّحوه منّها , يرسلونهُ إلى الموت تحت ذريعة الدفاع عن الوطن و مُسمّى شهيد! ” ؟!

    * مع بداية الطور المسلّح للثورة السورية, في محافظة ادلب حدّثني الصديق الناشط ياسر السليم أنهم عندما كانوا يخطفون ضابط سنّي من قوات النظام ويحاولوا مقايضته بالنساء والأطفال المعتقلين لدى الامن العسكري, كان جوابهم “خذوا و بلّوا وشربوا ميته” وعندما يكون المخطوف ضابط علوي غالبا ما كانوا يحصلون على صفقة تبادل جيده, وتكررت هذه الملاحظة من ناشطين آخرين.

    *حينما تمركز الثوار في حلب ، في سبتمبر ٢٠١٢ ، تم إبعاد الضباط السنّة في “كلية المشاة ” عن القطاعات الأكثر حيوية ، وهي الأسلحة والطعام. وتم فصل المكاتب وحجرات النوم ، فاحتل العلويون المكاتب والغرف الواقعة تحت أشجار الصنوبر ، على مقربة من مخازن الذخيرة ، في حين تم إبعاد “السنّة ” إلى الطرف الآخر للقاعدة. وفي اليوم الأول للحصار ، كان الخط الدفاعي الأول ، على أسوار القاعدة ” مؤلّفاً من السنّة وحدهم. وبعدهم مباشرة ، في الخيم ، تم حشد تلاميذ الضباط ، وهم أيضاً من السنّة. أما خط الدفاع الثالث فكان يضمّ العلويين وحدهم.

    ” عن صحيفة لوموند: سقوط كلية المشاة في حلب:شهادات الناجين. مترجم عن موقع الشفاف”

    *الطائفية هي عدم حيادية الدولة تجاه مواطنيها و تميزهم على أساس الانتماء الطائفي , و هي تختلف تماما عن مشروعيّة وجود البشر في فئويات دينية و طوائف و هذا أمر طبيعي و من سنن الله في خلقه.

    *النظام الطائفي يستخدم الطائفة بغية بقاءه في السلطة , و إنّ أي استخدام من هذا القبيل لا يتم في حال وجود قوى حيوية مؤثرة ضمن الطائفة نفسها تمانع و ترفض هذا الاستغلال , فالطائفية هي مصطلح سياسي و ليس عقائدي لتوصيف النظم السياسية و ليس المجموعات البشرية.

    *الطائفية صفة للنظام و السلطة , و أي طائفة دينية – كمبدأ – قابلة للاستخدام من قبل السلطة في زمن و مكان و ظروف معينة أهمّها أن يكون النظام استبداديا و ظالم.

    *الاستبداد يستدعي الطائفية في المجتمعات متعددة الفئويات الدينية ,و قد يستدعي القبلية و الحزبية الضيقة و المناطقيَّة و غيرها من أمراض الحكم و السياسة.

    *الطائفية و الوطنية خطان متوازيان لا يلتقيان

    *آملاً بجيش سوريّ وطنيٍّ مهنيٍّ يعتمد معايير الكفاءة , يكون احدى مؤسسات الدولة و ليس مهيمنا عليها ,جيش غير مُسَيَّس , جيش لكل السوريين على اختلاف مشاربهم
    http://shaam.org/analysis/item/30022-%D8%A3%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%9F

    إعجاب

  13. عبر الصديق محمد النقري عن شعوره بالانصعاق مما قرأه للصديق حمزة وبخاصة انه يقرأ له كتابه عن المقارنة بين ارسطو والمنطق الحيوي وكان قد تحاور معه حول مقال له رد عليه حمزة بشكل ايجبي
    فقلت له :
    1- المقال ليس جديدا , بل هو قديم وعلى الأغلب فإن حمزة نفسه نادم عليه
    وبخاصة بعدما ذكره ابو غدير بكون الصراع الاجتماعي ليس جوهرايا ولو ادعى اطرافه كون هوياتهم الفئوية جوهرانية .
    2- وليست المصالح الفئوية احادية البعد حتى وان طغى في لحظة معين أحد الأبعاد دون غيره غلى السطح
    3- والأهم هو ان الصراع الأساس او الموجه والمفسر للسياق الوظيفي أو السببي يخضع في القانون الحيوي الى صراع قوى التفرد والشخصنة العابرة لكل الفئويات وحتى الأفراد بحسب طرائق عرض وعيش مصالح صراعاتهم وتعاونهم وعزلتهم وتوحدهم في صيرورة التحوي التفاعلي الاجتماعي الثماني الابعاد : ومنا ومكانا , وسكانا , واقتصادا , وعلما , وعقائدا , وادارة سياسات وقيادات

    وومن الدروس المستفادة من المصالح المعروضة في هذه المقالة البائسة او المغالطة لأبسط قواعد المنطق الحيوي ممارسة وقياسا وتفسيرا هو انها تتيح لنا التعلم من اخطائنا وتوقع المزيد من الاخطاء اذا لم لزم انفسنا قبل عرض اي مصلحة وبعدها بإعادة هنجسة سريان بداهتها , واعادة ادارة تدقيقها بقياس كعبة المصالح لتعرف ان كانت كعبتها شفافة او شافة او ظليلة او متحجرة سوداء معتمة
    والأهم من كل ذلك محاولة اعادة تسويق المصالح القاصرة التي تواجهها المقال بايجاد بتعرف اسباب قصور المصالح التي يتصدى لها
    على سبيل المثال يقول الصديق حمزة :”
    عندما تسمّي الاشياء بمسمياتها و تفضح الامتيازات و السلوكيات الطائفية, توقّع جدا أن يتّهمك هؤلاء المرتزقة البائسين بالطائفية.:”
    وهنا يحاول اعادة تسويق نعطل سريان البداهة لعدة اسباب :
    1- كونها اسماء علوي وسني مكسميات فئوية تغالط القانون الحيوي الذي يستخدم نعبيرات ومسميات قوى الشخصنة والتفرد العابرة للفئؤيات وهو يخالفها هنا بوضوح لمن يعرف القانون الحيوي اجتماعيا
    2- حتى ولو صراع فئوي ما ياخذ شكلا طائقيا وعلويا – سنيا فهو- بالنسبة الى اهل الاختصاص – ليس طائفيا الا في نبرته الاعلامية ا و التميز الاختزالي
    3- الصراع في الحال السورية الراهتة هو صراع سياسي على مصالح حكم سوريا او اقتطاع جوء منها وهو بالتالي – على الأقل – ليس بين علويين يريدون نشر مذهبهم ولا فرضه ولاتكفير من ليس علويا حتى وام كثير من قوى الشخصنة الطائفية السنية تفعل وتمارس ذلك. ..

    المشكلة الاكثر خطورة أنه يعمم رواية لاتملك برهان حدوث وحتى ولو فرضنا ضحتها فهي لايقدم برهان حدوث تسمح لأي كات بتعميها بالفاظ ومسميات من يصنف نفسه مدانا بالحقد والخوف مما يسميهم علويين ..وممن يتناسى مكل المنطق الحيوي وهو يعيد عرض مصالح لايتوقف لحظة واحدة عند دوافعها وبخاصة ان المنطق الحيوي يلزم المقايس تصديق ماهو ايجابي فطريا والاستغراب من عرض مخالف للبداهة الحيوية الكونية وبدلا من وضع خبر الصديق في اطار الأوهام او الوقائع الذاتية الممكنة والمتوقعة في هكذا اجواء .. فأنه يقدمها
    كخلفية مغسرة للصراع :
    1- من جهة أولى بين قوى تفرد تريد التمسك بالغلمانية والحكم غير الأخواني وغير السلفي وغير المكفر لغيره 3- من جهة ثانية بين قوى شخصنة تسمى سلفية اخوانية طاليانية في علبيتها مع وجود بعض الغلمانيين الذين اضاعوا سلم الأولويات واتبعو اولوية كيدية ممكنة ومتوقعة ومتكرره في كل المجتمعات بأشمال مختومسميات مختلفة
    والسبب متكثر – هنا – ربما يكون من الاساباب التالية او غيرها
    1- صعف خبرة سياسية في صلاحية الواقع المحلي والاقليمي والعالمي وصراعته المختلفة الابعاد
    2- الانسياق بعاطفة الحلم الجياشة لتحقيق نظام ديموقراطي كالذي يسود في العالم المتقدم
    3- او على الأقل بسبب تجربة ذاتية سلبية خاصة او عامة , واقعية او متوهمة مع نظام يدرس منهاج حكمه مة واعلامه وضمن احزابه وبشكل رسمي في مدارسه ا بوصفه منهاج القومية الاشتراكية المرسسة على شرعية علم علوم ديكاتورية الطبقة العاملة او الفلاحية او العروبية او البعثية أو الأسدية الخ

    والصديق حمزة قد يكون له سبب آخر كونه سوري ومن منطقة ذات غالبية قومية وعقائدية واقتصادية وثقافية تشعر بالتهميش او انها فعلا وموضوعيا هي مهمشة .. وتفسر تمردها بوصفه اسلاميا وضد ظلم ظائفي .. ومع انه يحاول احيانا توجيه المقد لبعض مظاهلر قصورها فأنه هنا في هذا المقال وامثاله يجد نفسه مضطرا للدفاع عن موجة الحقد والكراهية المدعومة من انظمة طائفية وهابية تكفيرية رسميا وتجبرها ان تكون بقيادة من دعمهم بالسلاح والاعلام والمال والمقاتلين ورغم كونه مصالح الصديق حمزة ليست طائفية ولا مع الشخصنة السنية فإنه قد لايستطيع النوم – لحسايسته نكرانه لمدى قصورها – دون ان يجد لها عذرا في ظهورها واستمرار الامعان في قصورها وباللغة الطائفية التجريضية نفسها التي تسخدمها فضائيات- عرعرة الدم السني واحد – فتصبح مصالحه المعروضة احيانا – كما هو حال هذا المقال – مجرد عرعرة القصور عن الصدوع الى الأمير الحيوي في نفسه ومنطقه الذي يعرفه جيدا
    ومع ذلك فإنه اذا كان معذورا في السابق .. فإن العذر سيقى له طالما انه يتحوى الفتنة والمجزرة من موقع لايستطيع اخراج نفسه لاسباب يمكن عذره فيها وفق الرطن الرابع من اركان الفقه الحيوي للبسملة وهو اذا كان عامة الناس لو وضعت في ظرفه – زرف المجزرة غير المسبوقة في سوريا – لكانوا ربما مثله

    وان بدا كذلك لبعض من يعيشه ويتحواه أما من يعرف المنطق الحيوي

    لها اثر حقيقي على الأرض , ولن تزيد المجازر ونزف الدماء ,, بل ستترك أمارات واضحة على طريق المخاض الصعب لولادة الأمكير الحيوي والصدوع لما يأمر به الشكل الأكثر حيوي ضمن معكطيات ظرف محدد

    إعجاب

  14. اذا استبدلنا كلمة اسرائيل والفلسطينين والعرب بسوريا نظاما ومعارضات يمكن العثور على مايؤكد كون الصديق حمزة يقع تأثير منخفض جوي سبيق له وان تجاوزه
    http://www.maaber.org/issue_february09/non_violence3.htm

    وأخيرًا: من المسؤول؟ المسؤول هو الجنون وغياب الرشد، ولكل طرف أن يتحمّل نصيبه من الجنون وغياب الرشد، ولا أقصد بالمسؤولية اليوم فقط، فما كان لحرب غزة أن تحدث لولا وجود سلسلة متتالية من الأخطاء من المجتمع الدولي والعرب والفلسطينيين أنفسهم. ولكن أليست إسرائيل الخاطئ والمجرم الأكبر في هذه الحرب؟ نعم بالتأكيد ولا ينقص ذلك من مسؤوليتها شيئًا؟ ولكن السؤال الحقيقي كيف يمكن لجم وعلاج هذه النزعة العدوانية؟ وما مسؤوليتنا كعرب في ذلك؟ فما كان لإسرائيل أن تقوم بما قامت به لولا أنها تيقّنت من لامبالاة العرب أو على الأقل سلبتهم تجاه عدوانيتها؟ إن المسؤوليين عن انقسام الشعب الفلسطيني هم محرضين على عدوانية الصهاينة بطريقة أو بأخرى، وكذلك المسؤولين عن وجود الدول العربية الاستبدادية الفاشلة الغير قادرة على اتخاذ قرارات سياسية مناسبة هم محرضين على عدوانية الصهاينة. ما يحرض العدوانية هو عدم وجود رادع في الطرف الآخر؟ وكذلك ما يحرض على العدوانية الاسرائيلية هو وجود عدوانية في الطرف المقابل تستند إلى دعاوى تاريخية ودينية، بل وربما دعاوى غير بريئة للمتاجرة بقضية عادلة كالقضية الفلسطينية.

    وأخيرًا يجب النظر إلى ما يجرى من حرب إبادة في غزة كنتيجة، فالهزائم نتائج أكثر منها أسباب. إنها مناسبة للتقييم والنقد الذاتي ودراسة أفضل الطرق بغية عدم تكرار غزة جديدة ولكن في تاريخ أو جغرافيا جديدة، هي مناسبة للتقييم أكثر منها مناسبة للغضب والثأر والصراخ.

    ولكن أكثرهم غاضبون.

    كلنا شركاء 9-1-2009

    إعجاب

  15. العلويون والغرب… من الحب ما قتل
    BY ADMIN – POSTED ON 2013/07/20
    POSTED IN: مقالات وتحليلات

    فواز تللو : الجزيرة نت

    نقلت صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري في 18 حزيران 2013 عن مسؤول سوري قوله أمام مسؤول في منظمة تابعة للأمم المتحدة: “إننا سنستمر ببشار الأسد أو من دونه فالمهم بالنسبة لنا أن تبقى الدولة أي النظام وأن لا يتغير موقعها الإقليمي”.

    طبعا هذا المسؤول السوري “علوي” وهو ما قصده بضمير “لنا”، و”الدولة” التي اختصرها بمصطلح “النظام” تعني عنده “حكم الطائفة العلوية” التي يحتل فيها هذا المسؤول السوري مركزا وظيفيا حصل عليه لأنه علوي وموال لحكم آل أسد العلويين.

    قبل عام ونيف نشرت مقالتين بعد لقاءات دبلوماسية ومؤتمرات معارضة حذرت فيهما من أن الولايات المتحدة قد وضعت منذ أول مؤتمر لأصدقاء سوريا في تونس خارطة طريق ثبتتها لاحقا في اجتماع جنيف والمؤتمرات اللاحقة لأصدقاء سوريا (بتفويض وتأييد من المعارضات) تنص في جوهرها على الحل السياسي المطروح حاليا وفق جنيف 2، وهو حل يسعى في جوهره للحفاظ على “النظام العلوي” متمثلا بالحفاظ على أجهزته الأمنية والعسكرية الطائفية العلوية بامتياز ليتم إصلاحها تدريجيا “حفاظا على بنى الدولة” كما يروجون،

    وهو ما يعيدنا إلى بداية المقال حيث توافق عمليا أنصار جنيف 2 مع هذا المسؤول السوري في اختصار الدولة بالنظام، والنظام بسيطرة الطائفة العلوية، وهو تفسير يتفق عليه الأمريكيون والأوروبيون والروس والإيرانيون، والخلاف الوحيد بين طرفي المعادلة منهم يكمن في “دور لرئيس النظام” خلال المفاوضات ومن ثم المرحلة الانتقالية وهو ما انزاح فيه الموقف الأمريكي أخيرا وبشكل كبير للموقف الروسي ليصبح رئيس النظام في جنيف 2 مفاوضا على “دوره المستقبلي” في نكتة سياسية جديدة تضاف للنكت الدولية الأمريكية خاصة كنكتة “الأسلحة غير فتاكة”، فجنيف 2 يعترف بالنظام الحالي كشريك كامل وقوي دون كلام عن عدالة أو تسليم سلطة حقيقي.

    طبعا لكي يقبل الثوار بهذه الحل كان لابد من ممارسة الضغوط العسكرية عليهم وهو ما تمت ترجمته بإطلاق يد النظام السوري لقمع الثورة بكل وسيلة ممكنة، بدء بغطاء ناري لا ينضب، مرورا باستخدام الصواريخ البالستية والكيماوي والطيران ونبع لا ينضب من السلاح والذخائر وصولا إلى غض البصر عن إدخاله المرتزقة من لبنان والعراق وإيران وتركه يستخدم التجييش الطائفي، وفي مقابل كل ذلك مارست دول جنيف 2 ضغوطا هائلة لمنع وصول السلاح والذخائر للثوار من بعض الدول العربية التي قررت تسليحهم منذ عام ونيف وكان تجري المماطلة الغربية وطلب التريث تحت حجج “وحدة وتمثيل المعارضة”

    في البداية حيث لم تكن جبهة النصرة موجودة بعد لكنها تحولت إلى المبرر المفضل لاحقا مع أنها لا تشكل أكثر من 5% من تشكيلات الجيش الحر والكتائب الإسلامية المعتدلة، لكن وبعد الدخول الإيراني الطائفي المعلن عبر معركة القصير (بعد أن كان غير معلن) وعبر أدواته في لبنان والعراق، بعد هذا الحدث تحركت الدول العربية المتضررة من المشروع الإيراني التوسعي لتسليح الثورة متجاوزين الضغط الأمريكي، وهنا كان لا بد من مناورات سياسية غربية توحي علنا بأن الغرب (الأمريكيون والأوروبيون) يريدون أو يقومون بتسليح الثوار بينما يقومون سرا بعرقلة التسليح عبر سلسلة من المؤتمرات ظاهرها التسليح وباطنها عرقلة التسليح، عسى أن يستطيع النظام سحق الثورة أو دفعها إلى مائدة مفاوضات استسلامية.

    لم يسبق أن تحول نظام ديكتاتوري إراديا إلى نظام ديموقراطي، لا فورا ولا تدريجيا، وهو ما يدركه هذا المسؤول السوري العلوي، لكنه يقول للغرب أنهم سيقاتلون خلف الديكتاتور الطائفي حتى إذا أحسوا بالخسارة فعندها فقط هم مستعدون لعقد صفقة مع الغرب لإبعاد الديكتاتور مع الإبقاء على “نظام حكم الطائفة”، وهو ما يرحب به هذا الغرب “الصديق لسوريا”. في الحقيقة هذه هي الرسالة الأسوأ الذي يرسلها من لا يملك أي “الغرب” لمن لا يستحق أي “أنصار النظام من الطائفة العلوية” المنغمسون بمعظمهم في تأييد فعلي عسكري أو سياسي للديكتاتور، هذه الرسالة الغربية فحواها أنهم يفضلون نظاما أقلويا طائفيا علويا يستعين بكل الأقليات الأخرى على نظام سني علماني معتدل حتى لو كان على الطريقة التركية،

    فالمسلم العلماني الصالح برأيهم هو “غير المتدين بتاتا” ويفضل أن يكون “معاد” لكل ما يتعلق بالإسلام السني من ثقافة وتاريخ ومظاهر تدين، ومثل هؤلاء مجموعات هامشية لدى الأكثرية السنية ولا فرصة لها في الوصول عبر صندوق الانتخابات، ومن هنا يأتي هذا التفضيل الغربي لحكم الأقلية ولو بديكور ديموقراطي مع ترك القوة الضاربة العسكرية والأمنية بيد الأقلية، وربما من أوضح النتائج لهذا الانحياز السياسي والفكري لمراكز القرار والبحوث الغربية هو العراق الذي تم تقديمه هدية لإيران التي تركت لترسخ مشروعها التوسعي في المنطقة بينما تعاملت مراكز القرار الغربية هذه باستعلاء مع حلفائها وخاصة في الخليج العربي، وما يجري في سوريا اليوم ما هو إلا امتداد لهذه السياسة حيث تركت إيران لتقدم الدعم بكل المستويات للنظام الطائفي السوري حتى لو سقطت سوريا كلها بيد هذا المشروع الإيراني الذي يهدد بتفجير كل المنطقة، وكل ذلك من أجل استمرار حكم الطائفة العلوية لسوريا الذي بدأ منذ نصف قرن وتقاطعت عنده أقذر ما انتجته السياسة الدولية الأمريكية والأوروبية والروس (وقبلهم السوفييت) وإيران وإسرائيل، نظام الأقلية هذا الذي قدم لإسرائيل افضل شروط احتلال للجولان وهو ما لم تحصل عليه في أي قطعة قامت عليها دولتها، كما قدم أكبر هداياه لها بسحق الثورة الفلسطينية، والأهم من كل ذلك قام هذا النظام بإخراج التجربة والشعب السوري من التاريخ كنموذج اقتصادي واجتماعي وسياسي حر ديموقراطي وإسلامي تنويري كما كان ينظر لهذه التجربة (على عثراتها) قبل استيلاء الأقلية على السلطة بانقلاب عسكري تحت ستار حزب البعث عام 1963.

    أما الدليل الأخير على تواطؤ الغرب وتفضيله لحكم الطائفة العلوية فيكمن في رفضه توجيه الرسالة الوحيدة المؤثرة للطائفة العلوية الحاكمة، والتي تقول عليكم القبول بسوريا الجديدة التي ستعودون فيها مواطنين متساويين بعد أن تفقدوا امتيازاتكم ولو تدريجيا بدلا من استئصال جذري لهذه السيطرة على أجهزة الدولة، وهو أمر منوط فقط بمساهمتهم في هذا التغيير أو مقاومته، وهي فرصة تفلت من أيديهم يوما بعد يوم، الرسالة التي لم تصل من الغرب للعلويين الذين يقفون مع النظام أن لا مفر من العدالة ولن ينجو كل من أجرم حتى لو اختبأ خلف قوى الأرض مجتمعة، الرسالة التي لم تصل لهم أن خيار الدولة العلوية سيشكل البداية الحقيقية للحرب الأهلية التي ستسحق الطائفة وليس النظام فقط، فالحرب الطائفية حتى اللحظة هي من طرف واحد فقط وهو النظام عبر ممارساته وأنصاره في كل منحى متعلق بقمع الثورة وبخاصة مجازرهم الطائفية، أما الطرف الآخر أي الثوار فلا يردون بالمثل مع أن الإمكانية متاحة. الرسالة الخاطئة التي يوصلها الغرب هو مؤتمر جنيف 2 بجدول أعماله الحالي وكل السياسات الدولية التي ترافقه والإصرار فقط على ما سمي “الحل السياسي ورفض تسليح المعارضة”، وهو ما سيعني معاناة اكثر للسوريين الثائرين لكن كل ذلك لن يغير النتيجة، بل إن ما سيزداد سوءا هو ما ستدفعه الطائفة العلوية من ثمن، ففي النهاية ليس أمام العلويين إلا خيارين،

    أولهما تسليم السلطة والامتيازات والعودة كمواطنين عاديين مترافقة مع العدالة الرحيمة التي قد تتجاوز الجرائم الصغير وهو خيار متاح فقط إن ساهمت الطائفة في التغيير قبل فوات الأوان، أما الخيار الثاني الصعب فهو استئصال جذري وسريع ومباشر لسيطرة الطائفة (وليس للطائفة) على الدولة بكل تفاصيلها مترافقا بعدالة كاملة ستطال الكثيرين عن كل جريمة ارتكبت، فالطائفة والعالم لابد أن يعوا أن تقسيم سوريا تحت أي مسمى سياسي (كالفيدرالية) والهرب من العدالة هي خطوط حمراء دونها الحرب ولو استمرت أعواما وستخسر الطائفة بنتيجتها ولعقود وربما قرون، ودونها أيضا تفجير كل المنطقة.

    لم أتناول المعارضات (بكل أشكالها من المؤيد للثورة إلى الطابور الخامس من جماعة أنا مع سوريا وضد العنف… الخ)، ولم أتناول المناورات السياسية فكل ذلك أهميته ثانوية هنا، الواقع اليوم أقوى من كل ذلك بما فيه جنيف 2 وملحقاته وأوهامه سواء عقد أم لم يعقد، سواء حضرته المعارضات أم لم تفعل، كلها أمور مفهومة في إطار المناورة والتكتيك السياسي،

    أما من ينظر له كخيار استراتيجي ففي عقله أو ضميره لوثة، جنيف 2 فرصة كانت فرصها للنجاح مقبولة قبل عام ونصف لكنها معدومة اليوم، سوريا ليست البوسنة ولا اليمن، سوريا هي سوريا، ليس هناك من نصف ثورة فيها، حكم العائلة والديكتاتور سينتهي، حكم الطائفة العلوية سينتهي ومن خلفها أي امتيازات للأقليات وسيعود الجميع مواطنين متساويين، حكم العائلة والطائفة الذي دعمه ورعاه هذا الغرب ومن خلفه إسرائيل لنصف قرن انتهى، هذه النهاية كأس مر على كل هذه الأطراف ومن أمامهم الطائفة العلوية أن يتجرعوه ويعتادوا على الواقع الجديد، سوريا ستعود حرة ديموقراطية نعم لكنها ستكون حتما ملكا لأهلها الحقيقيين وللأكثرية التي ستأتي بها صناديق الانتخابات كائن ما كان انتمائها الطائفي أو القومي او السياسي بعد استئصال النظام، اكثرية سياسية ودستور يضمن المساواة في الحقوق والواجبات للجميع كمواطنين سوريين وليس كمنتسبي طوائف، سوريا لن تعود أسيرة لمن تعاملوا معها كمستعمرين ولصوص، التطرف ونتائجه ليست محبذة لدى الشعب السوري الثائر لكن أخطر مقامرة يلعبها الغرب هي وضع السوريين أمام خيار وحيد يتمثل بدعم استمرار النظام وحكم الطائفة العلوية (مع أو بدون الديكتاتور) متحججين “بالتطرف السني”،

    وأخطر مقامرة يخوضها العلويون لضمان مستقبلهم هو حصر خياراتهم باستمرار حكم الديكتاتور أو حكم الطائفة أو “الدويلة العلوية”، هي مقامرة خاسرة للغرب وللطائفة وللشعب السوري الثائر الذي سيكون أقل الخاسرين، أقل الخاسرين لأنه لا يؤيد التطرف أبدا وهو قادر على الخلاص منه ولو بعد حين بعد سقوط النظام، أما النظام العلوي الحالي فيخطط لاستعبادهم ولزمن مفتوح كما فعل سابقا ومن الصعوبة البالغة الخلاص منه إن بقي، كما أن حربا مهما طالت لسحق أحلام التقسيم وتقديم المجرمين للعدالة تبقى خيارا أقل سوءا من نجاة القتلة بجرائم نصف قرن وتقسيم سوريا وإضعاف ما تبقى منها، السوريون يقاتلون وظهرهم للحائط وليس من خيار آخر امامهم فلا يقامرنَّ العالم بالمنطقة، فالانفجار الكبير قادم وسينال العالم منه نصيب كبير، ولا يقامرن العالم بالطائفة العلوية ببيعها الأوهام فستكون أكبر الخاسرين لأنها ستخسر كل شيء بتبعات مستقبلية بعيدة، باختصار دون طريق ثالث يسمح بحكم الأكثرية وفق نظام سياسي بطابع إسلامي معتدل مع إسقاط كامل لحكم الطائفة العلوية وعدالة تطال كل شخص في النظام ارتكب جريمة (سواء كان من داخل أو خارج الطائفة) وبدون قناعة وجهد دولي لتحقيق ذلك فالشعب السوري سيفتح هذا الطريق بنفسه مهما بلغ الثمن، فنظام حكم الطائفة هو الخيار الأسوأ للسوريين الذي لا يفوقه خيار سيء، حتى لو ترافق هذا الثمن بفتح أبواب جهنم على الغرب والمنطقة والعلويين، فكل هؤلاء سيكونون عندها آخر هم السوريين.

    فواز تللو – معارض سوري

    برلين – ألمانيا 25/06/2013

    إعجاب

  16. تركيا : الذكرى 15 على مجزرة سيواس
    شهدت مدينة سيواس الكردية في تركيا, يوم 2 يوليو / تموز, تظاهرة جماهيرية ضخمة, في الذكرى الخامسة عشرة ‏على الحريق المتعمد, الذي طال فندق ” ماديماك ” في المدينة, وأسفر كحصيلة حينها عن مقتل عشرات المثقفين ‏والمتنورين الأكراد والأتراك اليساريين.‏

    وكانت العديد من المنظمات والجمعيات العلوية الكردية والتركية في تركيا, والنقابات, ومنظمات المجتمع المدني ‏الكردية والتركية, قد دعت المثقفين والفنانين والنشطاء والمواطنين إلى مدينة سيواس, مطالبين بتحويل فندق ” ‏ماديماك ” الذي شهد المجزرة إلى متحف فني تذكري, ومن هذه المنظمات والجمعيات :‏

    فيدراسيون العلوية البكتاشية في تركيا, رابطة الاتحاد العلوي الثقافية في أوربا, جمعية بير سلطان عبدال الثقافية, ‏جمعية الحقوقيين النشطاء, نقابة ‏DISK‏ , نقابة ‏KESK‏ , والاتحاد العقاري التركي.‏

    ومن بين الشخصيات الثقافية والتنويرية والفنية المشاركة في التظاهرة : الصحفي آيتاج آرمان, الكاتب أحمد تللي, ‏الموسيقار جاهيد بيركاي, الفنان أديب آك بيرام, فانوش غوناي زوجة المخرج السينمائي الكردي الراحل يلماز غوناي, ‏الممثلان : خليل أرغون, و طارق آكان.‏

    هذا, وشهدت العديد من المدن التركية الأخرى في يوم الأربعاء 2 يوليو / تموز فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية مشابهة, ‏استذكاراً للمناسبة, وفي طليعة تلكم المدن : اسطنبول, إزمير, أنقرة, وبورصة.‏

    جدير بالذكر, أن اللجنة المنظمة لفعالية ” سيواس “, كانت قد أطلقت حملة تواقيع في العديد من الصحف التركية, بغية ‏تحويل فندق ” ماديماك ” إلى متحف فني, ووصل عدد الموقعين بحسب رئيس جمعية بير سلطان عبدال الثقافية السيد ‏فوزي غوموش إلى أكثر من / 160 / ألفاً.‏

    اعرض الاصل سورياأخبار وتقارير
    أحدث المقالات في كاتب
    مصر: حرب الملصقات والانحياز البوليسي
    السعودية: مجتمع ضد التاريخ
    لبنان الذي كان ديمقراطيا
    بسبب إنتقاده لإيران : إعادة اعتقال كاتب وسياسي سوري
    بالأردن : الجامعة للبيع والطلاب يقاومون
    لكل إنسان حق في حرية الفكر و الوجدان و الدي

    إعجاب

  17. *
    السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣
    في مقابل المصطلح السياسي «الهلال الشيعي»، الذي شاع خلال الحرب على العراق منتصف العقد الماضي للدلالة على خــط نفوذ شيعي يمتــــد من طهران الــى بيـــروت ويمـــر ببغـــداد ودمشــق، مخلاً بمراكز النفوذ التقليـــدية (السنية) فـــي المنطقة، يمكـــن اليوم الحديث عن مصطلح تاريخـــي لا يقل دلالة وتأثيراً في المشهد السوري المـحلــي والعام هو «أرض العلويين». فبعد مــــرور نحو عـــام على انطلاق الثورة السورية، كثر الحديث عن «دولة علوية» يسعى الأسد الى إنشائها لتكون ملاذاًَ له ولأبناء طائفته عند الساحل السوري، لكن ما كادت تمضي بضعة أشهر حتى توقف ذكر ذلك الطموح وانشغل الجميع بالنزيف البشري المستمر وباستئثار الاسد بالسلطة.
    وإن كانت مدن أو بلدان الهلال الشيعي ترتبط في ما بينها بلحمـــة طائفية وإيديولوجيا دينية تترجم في الســـياسة وتعبر عن نفسها في طقوس وشعائر المقلـــدين، فإن بلاد العلويين وأرضهم متماسكة «معنوياً» بفضل امتداد جغرافي و «حق» تاريخي كرسه استنساب الايديولوجيا العلمانية تعويضاً عن غياب ممارسات جامعة لأبناء الطائفة. فالعلويون، كما هو معروف، لا يلتزمون الطقوس والشعائر والفروض الدينية التي تسم غيرهم من أبناء الطوائف والملل وتشد أزرهم.
    ويعود المصطلح الى العشرينات، إبان الانتداب الفرنسي الذي أطلق تسمية «أرض العلويين» أو بلاد العلوييـــن بحسب بعض الترجمات على شريط ساحلي يضــــم لواء اسكندرون التركي ومحافظة اللاذقية من دون جســـر الشغور الذي ألحق بولاية دمشق، والساحل اللبناني الشمالي وصولاً الى طرابلس. وهو شريط يذكر بمحطات صنعت عناوين الأخبار منذ انطلاق الثورة وليست من دون دلالة.
    وما يبدو اليوم مظلومية علوية يعانيها الساحل السوري وأبناؤه ليس عورة كشفت منذ سنتين بقدر ما هي واقع تاريخي لم يتم تقويمه وتصحيحه بمعنى ما (وإن جزئياً) إلا في ظل نظام البعث الأسدي. فتلك كانت قرى مهملة تخضع لنفوذ السنة والمسيحيين وسلطتهم وتمييزهم الديني والاقتصادي والاجتماعي ما جعلها في حالة انتفاض دائم منذ عهد العثمانيين. هكذا وقف علويو تركيا إلى جانب أتاتورك مع تأسيس الجمهورية لأنهم رأوا في النظام العلماني ضمانة من العودة الى سنوات الاضطهاد. وجاء لاحقاً الانقلاب العسكري الذي نفذه البعث وأكمله حافظ الأسد في سورية بمثابة ثأر أضيـــــق لعقود من التهميش والإهمال والإقصاء. ولم تعرف المنـــــطقة الساحلية السورية هدوءاً وشيئاً من الازدهار إلا بوصـــــول نظام البعث الى السلطة وتمكنه منها وتوسيع نفــــوذه المتعدد الاشكال الى البقعة التاريخية في لبنان جــــنوباً وتركيا شمالاً. واستثمر النظام البعثي بعباءته العلمانية المزعومة ذلك أيما استثمار في عهد الابن بشار حتى بات مجرد الانتماء للطائفة والمجاهرة بهذا الانتماء أو ادعائه أحياناً بلكنة أو جملة اعتراضية، مصــــدر نفوذ وسطوة حيال الآخرين، مواطنين كانوا أو «ملحـــقين». وترسخ هذا الواقع أكثر في شراكات سياسية واقتـــصادية بناها الأسد الابن مع تركيا، جعلت لواء الاسكندرون يعود «معنوياً» إلى «سوريته» فيما أحكم القبضة العسكرية والأمنية على لبنان وقد بدأ يتململ.
    وبشيء من الاسقاط على الواقع الحالي، يعاد رسم نقاط توتر قديمة – جديدة تتبع ذلك الشريط نفسه. ففي تركيا تواجه حكومة رجب طيب أردوغان «الإخوانية» الداعمة للثورة، معارضة علوية جدية ومنظمة، علماً بالاختلاف المذهبي بين علويي البلدين، وهذه المعارضة ترجمت بتظاهرات مستمرة مؤيدة لنظام الأسد كان آخرها الاسبوع الماضي بشعار علني هو الحقوق المدنية والدينية، وضمني هو التلويح بنقل الصراع الى الداخل التركي. هذا إضافة الى تدريب مجموعات عسكرية ذات ميول انفصالية، تسمي نفسها «أجلجلي» (أو المستعجلون) وهؤلاء كما يدل عليهم اسمهم على أهبة الاستعداد لأخذ الخلافات السياسية/ الطائفية خطوة أبعد. ونزولاً باتجاه الساحل السوري، ارتكب النظام أولى حملات التطهير مطلع الثورة في منطقة جسر الشغور وخاض في محيطها أشرس معاركه لحماية الشريط العلوي، ولا يزال حتى الساعة يحرص على إبعاد «بلاده» عما يجري في المناطق الداخلية. وبالوصول الى لبنان، تشكل جبهة جبل محسن – التبانة المفتوحة والنازفة من دون توقف منذ اندلاع الثورة المجاورة ورقة ضغط قوية في يد بشار، وهي جبهة فتحت بشكل علني فور الانسحاب العسكري في 2005. فهي الخاصرة اللبنانية الضعيفة التي لم تنتم يوماً إلى لبنان الكبير ومزاجه الـ «جبل لبناني»، فبقيت «سورية» في أهوائها ومصالحها ومصادر حمايتها، مجرد ملحقة إدارياً لبلد لم يمنح ملحقاته أو يغدق عليها ما خص به المركز.
    واليوم، وحده الخوف العلوي من حكم ديني سنّي هـــو الذي يحدد المواقف ويرسم آليات الدفاع. فالعلويون، ســوريين أو اتراكاً أو لبنانيين، يقفون طويلاً عند «مجزرة سيواس» التي لا تعود إلى عهد العثمانيين، بل الى 1993 وقد أغلقت ملفاتها كلياً في المحاكم التركية.
    وإذ أطلق اسم الزعيم العلوي صالح العلي على ذات جمعة من أيام التظاهرات السلمية، كمحاولة صادقة لإبعاد تهم الطائفية عن الثورة، إلا أنه نكأ جرحاً لم يندمل. فالعلي الذي ظالم الاسماعيليين، ثار أيضاً على مظالم لحقت بالعلويين، مما ذكّرت به تلك الجمعة أكثر مما أقنعت العلويين بالانشقاق عن نظام ينتقم لهم اليوم عن أرض ضائعة

    إعجاب

  18. (نموذج تقرير صحفي منشور على أكثر من موقع و محطات فضائية) من الشائع أن الصحافة أن تتداول الصحافة أموراً تهدف للإثارة و السبق الصحفي , و لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع سياسي و تاريخي فيجب توخي الدقة و الكتابة بطريقة تتناسب مع أهمية الخبر و نوعية القراء و المستمعين. قبل يومين بثت إحدى الفضائيات المعارضة تقريراً يتحدث عن خلافات بين عشيرة الكلازية و الحيدرية في مدينة القرداحة, ثم نسخ هذا التقرير من قبل إحدى المعارضات و لصق على موقع إيلاف كخبر مثير بعنوان :

    (خلافات في مدينة بشار الأسد بين عشيرتي الكلازية والحيدرية) ثم نقل التقرير إلى قناة إخبارية ثالثة و هكذا , دون أي تدقيق و إنما بطريقة القص و اللصق.

    و هذه أهم الفقرات التي وردت في الخبر مع بيان ما يحتاج للتصحيح : (( بثت احدى الفضائيات السورية المعارضة تقريرًا عن خلافات بين عشيرتي” الكلازية” و”الحيدرية” في مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد )) (( ويشار إلى أن الحيدرية هي اكبر عشيرة للعلوية، والكلازية عشيرة صغيرة لم تبرز الى الساحة إلا بعد وصول حافظ الأسد إلى الحكم ))

    أولاً: كلمة عشيرة الواردة في الخبر غير دقيقة نهائيا و السبب في ذلك أن مصطلح (الكلازية) و (الحيدرية) إنما هو مصطلح مذهبي لدي العلويين و ليس مصطلحاً قبلياً أو عشائرياً. و قد حصل هذا التمايز المذهبي قبل أكثر من قرنين من الزمن عند طرح مسألة عقائدية فانقسم العلويون (النصيريون) إلى مذهبين دينيين اتبعت فيه كل فرقة منهم أحد الشيخين رجلي الدين المتناظرين في المسألة .

    و كانت المسألة تدور حول تجلي اللاهوت أو مسكنه (علي بن أبي طالب ) كرم الله وجهه هل هو القمر أو الشمس ؟

    فالكلازية ذهبت إلى أنه القمر و لذلك يطلق عليها مصطلح ( القمرية ) بينما اختار فريق آخر أن التجلي أو المسكن هو الشمس فأطلق عليهم (الشمسية ) أو الحيدرية. و مصطلح كلازية اشتق من بلد رجل الدين (كلازو) .

    ثانياً: يتبين مما سبق أن هذا العنوان غير صحيح أساسا و هو الخطأ الأول بالعنوان فقط . و للتوضيح نقرب ذلك بمثال لدى السنة مذاهب فقهية كالشافعية و الحنفية و لا يقال عشيرة الشافعية أو الحنفية ! و هذا الخطأ ارتكبه أيضا أحد المتصدرين للمحطات الفضائية بداية الثورة و شرحت له بعد الحلقة هذا الفرق . و أنه خلط المصطلحات المذهبية بالعشائرية . يمكن تقسيم السنة إلى كرد و تركمان و عرب الخ من جهة العرق لا المذهب و بالتالي لا يمكن القول عشائر التركمان و الشافعية مثلاً !

    ثالثاً: و هو الخطأ الأكثر فداحة في هذا التقرير و هو ذكر عشيرة الحيدرية ضمن القرداحة !!!

    و نؤكد لمعدي التقرير أن القرداحة لا تحتوي على حيدري واحد , بل و لا محيط القرداحة ! بل أكثر من ذلك القرداحة لا حتى القرى المحيطة بالقرداحة ليس فيها حيدري واحد , فمن أين جاء التقرير بعشيرة كاملة (حسب تعبيرهم) داخل القرداحة , إنه أمر محرج جداً . رابعاً: أشار التقرير إلى أن (الكلازية) عشيرة صغيرة لم تبرز للساحة إلا بعد وصول الأسد !!!

    و لا أدري كيف جمعت هذه العبارة القصيرة مجموعة من الأخطاء التاريخية عن أمور تتعلق بسورية و سكانها . هل هو جهل كامل أو لا مبالاة أو أن معدّ التقرير غير سوري أصلاً ؟ من يدري !

    ظلمات بعضها فوق بعض. أ الكلازية ليسوا عشيرة بل مذهب كما بيّنا و هم ليسوا عشيرة صغيرة بأية حال فمن أين حكم عليهم التقرير بأنهم قلة ! و من أين لمعد التقرير أنهم لم يظهروا للساحة إلا بعد الأسد ؟

    و للتوضيح نشير إلى بعض الشخصيات من التاريخ السوري و كلها من الكلازية : الشاعر بدوي الجبل و أبوه الشيخ سليمان الأحمد و صالح العلي و صلاح جديد و عزت جديد و غسان جديد و محمد معروف و بديع مخلوف (مشارك باغتيال المالكي) و كل آل مخلوف هم من الكلازية و عائلة هواش و كنج و عباس و خيربيك كلهم كلازية و لهم دور في التاريخ السوري قبل مجيء حافظ الأسد إلى الحكم .

    فمن أين هذه الدعوى العريضة عن الكلازية . هل وجدتم جهلا بسورية و تاريخها أشد من ذلك ؟ بل لو قلنا الشخصيات الكلازية كانت في الواجهة دوماً بعكس الحيدرية لكان القول أقرب إلى الصحة .

    رابعاً: كان قارئ التقرير على الفضائية يقرأ كلمة كلازية بطريقة تدل على أنه لم يسمع بهذه الكلمة من قبل فهو يشدد اللام ليضاعف خطأ المعلومة بخطأ القراءة و اللفظ.

    خامساً: و من باب البيان و الفائدة نقول (الكلازية) تقسم إلى عشائر و هذا التقسيم يشبه تماما التقسيم القبلي و أهم عشائر الكلازية في سورية : الكلبية و إليها تنتسب عائلة الأسد و القرداحة بالعموم و ما جاورها. المتاورة و الحدادين و النميلاتية و الخياطين , و هناك عشائر أخرى كثيرة قد تصل للعشرين أو أكثر و أذكر منها بسرعة النواصرة , القراحلة, البشارغة, المهالبة, العمامرة, الدرواسة , الرسالنة, الجراننة, المحارزة الخ يشار إلى أن بعض تلك العشائر انتسبت لدعوة سلمان المرشد ( المهالبة, العمامرة, الدرواسة) بشكل رئيسي.

    سادساً: الوظائف الأمنية و العسكرية و المدنية الهامة تعطى للكلازية فعلاً و يتوقف ترفيع أي ضابط حيدري عند مستوى معين لا يتجاوزه و دورات الأركان تكون من نصيب الكلازية بأغلبية عظمى و لم يصل أي من الحيدرية إلى منصب مرموق أو مؤثر خلال حكم الأسد الأب و الابن .

    إلا ما يقال مؤخرا عن رئيس الأركان علي ديوب فهو حيدري للمرة الأولى ربما للترضية الشكلية علماً بأنه غير مؤثر في القرار . و يشار لأمر آخر و هو أن أي ضابط أو مسؤول حيدري يكون معه من يراقبه من الكلازية و لا يتصرف بسلطة كاملة.

    سابعاً: وجدت مقالاً على الانترنت في صحيفة الشرق لـ (خالص جلبي ) جاء فيه بأعاجيب و ظلمات بعضها فوق بعض و هو يتحدث عن الكلازية نقلاً عن ( صديقه الحموي ) ! يا إلهي فلقد خبص و عفس بما لا يدع لغيره مجالاً لسبقه . مما جعلني لا أستطيع الرد على ذلك . فقد خلط بين النصيرية و الإسماعيلية !!! و هما فرقتان أو طائفتان منفصلتان كلياً و يعرف ذلك أي قارئ مبتدئ بل بينهما حروب تاريخية شهيرة. كما ذكر خالص جلبي في معرض حديثه عن العلويين أن منهم (نزارية) !!!

    لا أدري من أي كوكب هبطت هذه النزارية . و ذكر أيضا أن عدد الكلازية 100 ألف !!! و لا أدري من قام بهذا الإحصاء هل هو شخص توقفت عنده حدود المعرفة الرقمية عند هذا العدد فلم يتابع العد لأكثر من ذلك .

    إنها أخطاء لا تستحق حتى الرد. بوضوح الكتابة في الصحافة تعتمد على عنصر واحد و هو العلاقات و الارتباطات فقط دون أي مؤهل أو اختصاص في مجال الكتابة .

    ثامناً: العشائر الكلازية وفدت على المنطقة و استقرت في الساحل السوري بمعظمها.

    و قد هاجرت من ( جبل سنجار ) كما تشير المراجع التاريخية لدى العلويين ثم توزعت على الجبال و السهول الساحلية و تقاسمت النفوذ و الأراضي. و هو مبحث يحتاج لتوثيق و تفصيل. لكن أشرنا إليه من باب الموضوعية و الفائدة العلمية.

    أخيراً : هذه عجالة مرتجلة و مختصرة حول هذا التقرير الصحفي المكرر و الموضوع يطول و يحتاج لكتابة متأنية. كنت قد قمت بمراسلة المسؤول عن الفضائية بهذا الخصوص فلم أحصل منه إلا على عبارة تبث الاستغراب ( و هل مصداقية القناة تتوقف على هذا التقرير ) فشعرت بأنني أمام أسلوب لا ينسجم مع ما رسمته بذهني من احتراف و موضوعية حول مالك هذه القناة .

    و مع ذلك فربما لم يستوعب أهمية الأخطاء أو الانشغال بأمور أخرى فالتماس العذر أولى تحريه. و راسلت من نسخ التقرير فلم أحصل على إجابة أيضاً و ربما لديهم عذر أيضاً.

    و لذلك كتبت بعد يومين من نشر التقرير. كم تمنيت على المعارضة قبل الثورة السورية و خلالها أن تلتفت إلى أهمية هذه المواضيع التاريخية و المرتبطة بقوة مع الأحداث و ألا يهملوها لأنها من صلب الحدث و لكن للأسف لم أجد من يريد التنبه على مبدأ ( الإنسان عدو ما يجهل ). و هو ما يدل بوضوح أن موضوع الاختصاص غير معتبر لكن الولاءات الحزبية و العلاقات الشخصية تلعب دوراً بشكل يشبه نظام البعث و يشبه موضوع التقرير. و ماذا يضر المعارضة لو تخصصت أو استشارت أليس ذلك لصالح الحقيقة و الشعب السوري ؟ و هذه بعض الروابط لمن اراد الاطلاع على تلك الأخبار المنسوخة و الملصوقة دون أي موضوعية أو علمية.

    التقرير عرض على قناة أورينت الإخبارية.

    http://www.elaph.com/Web/News/2014/8/930642.html#sthash.6sOgiOZh.dpuf http://www.alaan.tv/news/world-news/111318/conflicts-in-the-city-of-bashar-assad-between-alkallazeya-and-alhaidareya-clans

    http://www.alsharq.net.sa/2013/02/11/716554

    Print Friendly

    إعجاب

أضف تعليق