يوسف العظمة متزوج من ابنة جمال باشا السفاح !

الشيخ صالح العليالشيخ صالح العليكتب الصديق ادوار حشوة مقالا بعنوان: ميسلون في الارشيف الفرنسي !
سننشره بعد مداخلة توضح ان ان الشيخ صالح العلي تصدى وقاتل الفرنسيين وهو لم يكن لا موظفا ولاوزيرا ولا عسكريا بل مجاهدا شعبيا عفويا يدافع عن وطنه في وجه دولة دخلت معلنة انها تريد خلق دولة علوية.. رفضها وقاتلها وهزمها مرات خلا ل معارك مشهودة وموثقة امتدت عامين .. في ظل تطنيش حكومة الشام عندما تشكلت برعاية بريطانية –

يوسف العظمةالصديق ادوار يقول في مقاله : “وفي عام 1917عين كمساعد لانور باشا المفتش العام للجيش العثماني وفي اواخر ايام الحرب العالمية الاولى كان قائد الفيلق التركي الاول الذي كلف بالدفاع عن الدردنيل وبعد انتهاء الحرب استقال من منصبه والتحق بالجيش العربي الفيصلي بدمشق اختيارا لانتمائه العربي رغم أنه كان قد تزوج من تركية هي ابنة جمال باشا“.

لاأحد يشكك بوطنية اي كان , وبخاصة من أصبح رمزا للوطنية عبر الأجيال , وبصرف النظر عن كون هذه الوطنية عربية أم عثمانية , وبصرف النظر عن كونه في مراجع كثيرة يقال أنه لايعرف العربية .. فالمنطق الحيوي يعد حب الوطن أمرا فطريا لايحتاج الى برهان بل إن اتهام أحدهم بعدم الوطنية

يحتاج الى برهان

على كل دعونا نقرأ مايقوله عبد الرحمن بدوي في كتابه مذاهب الاسلاميين عن معارك الشيخ صالح العلي لنتعرف أيهما جدير بالذكر العظمة أم العلي
————————-
الاستعمار الفرنسي الذي غزا سوريا ابتداء من 1918 عن طريق الساحل.. فإنه وجد مقاومة من قوى التفرد العلوي، ولم تكن دمشق آنذاك محتلة من الاستعمار الفرنسي!! ولنا مما يحفظه التاريخ بإجماع حول بطولة الشيخ صالح العلي ما يبعث الدهشة والعزة حقاً.
(ولد سنة 1300هـ/1882م في قرية المريقب في منطقة طرطوس، ناحية الشيخ بدر) دعا في 15 ديسمبر سنة 1918 بعض زعماء وأعيان ومشايخ جبل العلويين للاجتماع في ناحية “الشيخ بدر”، وهي إحدى نواحي قضاء طرطوس، وتحدث فيهم عن احتلال الفرنسيين لساحل سوريا. وعزمهم على فصل الساحل عن سائر البلاد ليكون مستعمرة لهم، وعما يضمره الفرنسيون للعلويين من نوايا شريرة، ودعاهم إلى الثورة لطرد الفرنسيين. ولما علم الفرنسيون بذلك أرسلوا من القدموس – حيث حلفاؤهم الإسماعيلية – حملة لاحتلال الشيخ بدر واعتقال صالح العلي. فتصدى صالح العلي هو ورجاله لمقاومة هذه الحملة، عند قرية “النيحا” القائمة غربي “وادي العيون”. وكان هو ورجاله في موقع حصين، بينما كان الجنود الفرنسيون في مكان مكشوف. فلما قامت المعركة انتصر صالح العلي ورجاله، وهرب الجنود الفرنسيون بعد أن تركوا 35 قتيلاً، وغنم رجال صالح العلي الكثير من الذخائر والمعدات. وكان لهذا النصر أثره في أتباعه: وبدأ ينظمهم تنظيماً عصرياً. وعفي 2 فبراير سنة 1919 أراد الفرنسيون الانتقام مما أصابهم، ولكنهم هزموا هذه المرة أيضاً. وهنا أرسل إليه الجنرال ألنبي البريطاني، وقائد جيوش الحلفاء في الشرق، يطلب منه الكف عن التصدي للفرنسيين. واستجاب صالح العلي لطلب الجنرال ألنبي، بشرط ألا يتوقف الجيش الفرنسي في الشيخ بدر إلا ساعة، وانسحب صالح العلي ورجاله من موقع الشيخ بدر. لكن الفرنسيين غدروا بهذا الاتفاق، فما وصلوا “الشيخ بدر” حتى أخذوا في نصب المدافع ووضع الاستحكامات، وأخذوا في إطلاق النار على قريتي “الشيخ بدر” و”الرستن”. واستمرت المعركة من الظهر حتى منتصف الليل، وانجلت عن هزيمة الفرنسيين للمرة الثالثة، وكان لانتصاره هذا في “الشيخ بدر” أثر بعيد المدى، إذ كثر المتطوعون المنضمون إلى صفوفه، وبارك الملك فيصل، وكان آنذاك ملكاً على دمشق، هذه الثورة وتعهد بمدها بالسلاح والعتاد. وعاد الفرنسيون في 15 يونيو سنة 1919 للهجوم على مواقع الثوار. وقامت معركة بين الفريقين في وادي ورور، وانتهت بانتصار الشيخ صالح العلي.
وفي أواسط شهر يوليو سنة 1919 زحفت قوة فرنسية من طرطوس واقامت في قرة “عقر زيتي” وما حولها. وهاجموا “قلعة الخوابي” وهي معقل آل عدرة المحاربين في صف الشيخ صالح العلي. فاضطر صالح العلي إلى الهجوم بقواته على قرى الإسماعيلية، فدمر فيها وخرّب، وقضى على قوات الإسماعيلية حلفاء الفرنسيين.
وهنا طلب الفرنسيون عقد الصلح مع الشيخ صالح العلي، فوافق عليه بالشروط التالية:
1- يضم الساحل السوري إلى الدولة السورية.2- يطلق سراح الأسرى وتدفع تعويضات للأهالي عن الأضرار التي ألحقها الجيش الفرنسي بقراهم.
وتم الصلح بين الفرنسيين وبين الشيخ صالح العلي على شروطه.
ولكن الفرنسيين أضمروا الغدر، إذ ما لبثوا أن زحفوا بكتائبهم من القدموس إلى قرية “كاف الجاع” واحتلوها واعتقلوا أهلها وأحرقوها. فأدرك اشيخ صالح العلي أن احتشاد الجيش الفرنسي في “القدموس”، وهي إحدى قلاع الإسماعيلية، خطر عليه، فقرر احتلال القدموس، فاحتلها في شهر مارس سنة 1920، وكان لاحتلها أثر بالغ.
وفي 20 فبراير سنة 1920 هجم الشيخ صالح العلي، بعد أن توافر له جيش كبير منظم، على مدينة طرطوس، ولكن تدخل الأسطول الفرنسي في المعركة أجبر قوات صالح العلي للفرار.وعاود الفرنسيون الهجوم في 3 إبريل سنة 1920 فأثخنوا في قوات صالح العلي وكبدوها خسائر جسيمة واستطاعوا احتلال قرى: “رأس الكتان” و”ضهر مطر” و”العجمة” و”الغازة” و”الشيخ علي طرزو” و”الحنفية” وغيرها. ثم قامت قوات الشيخ صالح العلي بهجوم مضاد، اضطر الجيش الفرنسي إلى العودة إلى قواعده.
وهنا حاول الفرنسيون أن يهاجموا جبل العلويين من ناحية الساحل، فهاجموه في منطقة واسعة تمتد من بانياس إلى طرطوس. فبادر الشيخ صالح إلى احتلال قلعة المرقب جنوبي بانياس. وقد احتفظوا بها حتى نهاية الثورة. وكان لاحتلالها أثر في توجيه الثورة، لأهميتها التاريخية. وأرسل الفرنسيون جيشاً كبيراً مزوداً بقوات ميكانيكية كبيرة بقيادة الجنرال بولنجي، والتقى الفريقان بالقرب من قرية “وادي العيون”، لكن أخفق بولنجي في تحقيق أهدافه.
وفي تلك الأثناء كان الفرنسيون قد هاجموا دمشق بقيادة الجنرال جورو الذي زحف عن طريق عين الجيدة وكانت قواته تتألف من جزائريين وسنغاليين وبعض الوحدات الفرنسية. فالتقى جيش جورو بمجموعة مغيرة من القوات العربية النظامية في ممر ميسلون في 24 يوليو سنة 1920، فانهزمت هذه القوات العربية بعد معركة استمرت ست ساعات،
ويمكن ان تقرأ المزيد

مرشديون , دروز, وحمويون القانون الحيوي ومشكلة الأقليات”2/3

مرشديون , دروز, وحمويون القانون الحيوي ومشكلة الأقليات”2/3
Posted on 18/02/2009 by damascusschool | تحرير

9 تعليقات

  1. يذكر الاستاذ ادوار حشوة :
    في الرابع والعشرين من هذا الشهر يحتفل السوريون بذكرى معركة ميسلون التي جرت بتاريخ 23 تموز عام 1920 بين الجيش العربي الفيصل وبين قوات الاحتلال الفرنسي التي جاءت لتنفيذ قرار الامم المتحدة بوضع سورية تحت الانتداب الفرنسي.

    كان قائد الجيش العربي الفيصلي هو العميد يوسف العظمة الذي الذي عين من قبل الملك فيصل وزيرا للدفاع في مايو عام 1920.

    يوسف العظمة من عائلة دمشقية عريقة من حي الشاغور ولد عام 1884 م وتوفي والده وهو في السادسة من العمر فكفله شقيقه عزيز , درس في المدرسة الرشيدية اعتبارا من عام 1893 ثم في الاعدادية العسكرية ابتداء من عام 1887.

    ثم في عام 1900 انتقل الى المدرسة الحربية في اسطنبول وفي عام 1901 انتقل الى المدرسة الحربية العالية وتخرج منها كضابط ملازم ورقي عدة مرات ثم التحق بدورة اركان حرب عام 1907 واوفد عام 1909 الى المانيا في بعثة دراسية وبعد عودته عين كملحق عسكري في في القاهرة وفي عام 1912 شارك في حرب البلقان وفي عام 1917عين كمساعد لانور باشا المفتش العام للجيش العثماني وفي اواخر ايام الحرب العالمية الاولى كان قائد الفيلق التركي الاول الذي كلف بالدفاع عن الدردنيل وبعد انتهاء الحرب استقال من منصبه والتحق بالجيش العربي الفيصلي بدمشق اختيارا لانتمائه العربي رغم أنه كان قد تزوج من تركية هي ابنة جمال باشا.

    في الجيش العربي عين كضابط ارتباط في بيروت في مكتب الحكومة العربية في لبنان وبعد إعلان الملكية ومبايعة الامير فيصل عين رئيسا للاركان ورقي الى رتبة عميد وفي وزارة هاشم الاتاسي عين وزيرا للحربية فجهد في تنظيم الجيش الفيصلي ولكن الاحداث لاحقته بعد قرار الفرنسين احتلال سورية.

    رفض يوسف العظمة الامتثال لقرار الملك فيصل حل الجيش الفيصلي تنفيذا للانذار الفرنسي وقرر مواجهة الفرنسين وجمع من تبقى معه ممن رفضوا حل الجيش وكان تعدادهم حوالي 1800 مقاتل معهم اربعة مدافع وقادهم الى ميسلون وعسكر هناك.

    كان يوسف العظمة معتزا بعروبته ورغم معرفته بحجم القوة الفرنسية وعتادها من مدافع ومصفحات وطيران وفي عديد يزيد على 12 ألف جندي فإنه قرر المواجهة رافضا أن يدخل الفرنسيون الى سورية في نزهة تعبيرا عن رفضه للا حتلال.

    حول تصحيح ما جرى في ميسلون.

    في عام 1972 التقيت في مرسيليا بفرنسا بجنرال متقاعد من الجيش الفرنسي من أصل سوري ومن حي بني السباعي بحمص يدعى ( تركي زعينا ) الذي قال لي أنه يوجد اخطاء تاريخية حول معركة ميسلون وما تلاها وأنه استقاها من أرشيف الحرب الفرنسي وقال ما يلي :

    لم تكن القوات الفرنسية في ميسلون بقيادة الجنرال غورو بل بقيادة الحنرال (بواتيه) وغورو كان القائد العام للقوات الفرنسية ومقره في بيروت وكانت القوة الفرنسية المكلفة باحتلال دمشق مكونة من 12 الف جندي ومدججة بعشرات المدافع والمصفحات وبدعم من الطيران وترافقها قوافل اسعاف وتغذية كما في اي حرب نظامية.

    هذه القوة اصطدمت بقوا ت الجيش الفيصلي في تلال ميسلون ولم تستطع اختراق دفاعاته لساعات وتبين ان الاختراق سيكلف ضحايا فرنسية كبيرة فما كان من الجنرال غورو الا ان ارسل مئة فارس استقدمهم من قرية (كوكبا) في جنوب لبنان الشيعي وسلحهم جيدا فعبروا الى خلف خطوط الجيش الفيصلي في ميسلون حاملين الاعلام السورية ليوهموا بانهم قادمون لنجدة الجيش الفيصلي وما أن صاروا خلفه حتى فتحوا النار على جنوده من الخلف فحصلت الفوضى المطلوبة واعتقد الجنود الفيصليون انهم حوصروا وبدأوا الهرب فاستغل الفرنسيون ذلك واخترقوا الدفاعات بسهولة فوجدوا يوسف العظمة مقتولا من الخلف ووجدوه حافيا فقد سرق فرسان كوكبا جزمته العسكرية فأمر الجنرال بواتيه بأخذ التحية لجثته ثم عبر بقواته الى دمشق. واستشهاد يوسف العظمة كان في الساعة العاشرة والنصف من صباح 24 تموز 1920.

    وقال الجنرال زعينا أن غورو لم يذهب الى قبر صلاح الدين الايوبي وقال ها قد عدنا ياصلاح الدين ولكن الذ ي ذهب وقال ذلك هو الجنرال بواتيه الذي كان أحد اجداده قد اسر لسنوات في الحروب الصليبية وحين تم افتداؤه عاد الى فرنسا بعد أن تعلم في دمشق صناعة الورق واسس في باريس اول معمل للورق وشركته ما تزال حتى الآن.

    قال الجنرال أن حصيلة المعركة استشهاد 400 جندي عربي مقابل 42 جندي فرنسي وان غورو دخل دمشق بتاريخ الاول من آب عام 1920 واستقبل بحشود كبيرة من تجار الشام.

    إعجاب

  2. لا اعتقد ان احدا انصف نضال الشيخ صالح العلي وبه افتتحت كتابي رحلة في عالم الغيب وعائلة الشيخ في الشيخ بدر تعرف ذلك
    وفي ميسلون استسلمت دمشق بعد ساعات في حين استمر الشيخ في مقاتلة فرنسا لثلاث سنوات

    وحين تم استسلامه سأله المستشار الفرنسي في اللاذقية
    – لماذا حملت السلاح ضدنا ?
    فقال hلشيخ
    -انه حب الوطن

    فقالالمستشار
    – اذن لماذا استسلمت ?
    فقال الشيخ
    – والله لو بقي معي عشرة ما استسلمت

    فقال المستشار
    – تعاون معنا نغنيك ونزعمك
    فقال الشيخ
    – لااتعاون

    فقال المستشار
    – لماذا ؟
    قال الشيخ :
    – لان الله تعالى قال في كتابه الكريم ( ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار )

    ولم يتعاون

    لذلك ياعزيزي رائق لاتذهب بعيدا فقد انصفت الرجل وحاضرت عن تاريخه تزوج علوية او سنية او مسيحية فهو عندي سوري ووطني وورائي وضعت ما فبركوا ضده
    والكتاب المذكور عنه اهديته لابنته زوجة القاضي سلمان
    ولدى الصديق المحامي العام بحمص
    والاستاذ عز الدين حمدان نسخة
    وليس عندي نسخة هنا بل في حمص

    إعجاب

  3. يوسف العظمة تركماني اصيل دافع عن سورية وعن وحدتها وعن شعبها الأبي وابى الخيانة وكان يعلم انه سيعرض لخيانة بعض القبائل العربية المتعاملة مع الفرنسيين ويعلم أيضا انة سيشتشهد لفرق القوة بين الغاصبين وبين جنوده القلائل ولازال التركمان يقتلون ويهمشون من اجل القضاء على وحدة سورية

    إعجاب

    • السلام محبة: بالعودة لدراسة التاريخ نقع في هفوات ومطبات سواء كانت سياسية أو دينية أو شخصانية من منطق التصيد والتشفي، والحقيقة ان دراسة التاريخ ايست هذه غاياتها وأهدافها العلمية والانتربولوجية، فالعظمة من الأسر التركية أو المصاهرة لعائلات تركية، فلا غرو بأن تكون زوجته تركية، وأخوال ملوك العرب بدون هوية وقد يكونوا من دول الأعداء التقليدين من الشرق والغرب، وماذا يؤثر على وطنية فلان أو خيانة زيد من الناس، فالبرهان العلمي لا علاقة له بالجينات وعلم الوراثة لم يثبت أن الثقافة والقيم تنتقل عبر الحبل الجيني، لست مدافعاً عن احد وأرغب في الشخصنة بل رافض لها، فالشخصنة عنصر هام من عوامل العقائد والأديان، وتاسلام ختام- مع تحيات رمزي الصالح باحث تاريخ قديم ودين مقارن- 25/7/2014.

      إعجاب

  4. الجنرال يوسف العظمة وملحمة ميسلون
    مقالي الطويل هو بحجم استيائي مما ورد في مقال المحامي ادوار حشوة من اخطاء تاريخية وهفوات قانونية, المقال الذي يتناول احد احب الشخصيات التاريخية السورية الي( الجنرال يوسف العظمة) نال ايضا من كرامته وكرامة صلاح الدين ووطنية وتحضرالسوريين واللبنانيين.
    كنت اعتقد كطفلة ان يوسف العظمة هو شخصية اسطورية, لانه بدا لي رائعا الى درجة الاستحالة, ما زلت اذكر وقع اكتشافي فيما بعد انه انسان سوري تاريخي حقيقي.
    لذلك وجدت ان علي توضيح بعض الحقائق استنادا الى السجلات والارشيف العسكري الفرنسي الرسمي, ومذكرات الجنرالين غورو وجوبيه, اضافة الى بعض الشروحات المتعقلة بالظروف والمشاعر العامة التي سادت الشرق واوروبا في تلك الفكرة.
    رابط المقال المحامي ادوار حشوة:
    http://www.all4syria.info/Archive/158742
    ارجو الا تكون قراءة مقالي الطويل مرهقة.
    بداية:
    اقدم نبذة تاريخية حول جملة في افتتاحية المقال تبدو كانها رميت باهمال: (التي جاءت لتنفيذ قرار الامم المتحدة بوضع سورية تحت الانتداب الفرنسي.)

    عصبة الامم كأوّل منظمة أمن دولية هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي. تاسست عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919, عقدت الجلسة الأولى, 16 يناير 1920وتم حلها في 20 أبريل 1946 وزالت بشكل تام في وقت لاحق من نفس العام, وصل عدد الدول المنتمية لهذه المنظمة إلى 58 دولة في أقصاه،, وكان نشوب الحرب العالمية الثانية بمثابة الدليل القاطع على فشل العصبة في مهمتها الرئيسية، وهي منع قيام الحروب المدمّرة، عصبة الامم هي المنظمة التي طرحت الاسلوب الحديث من الاستعمار عن طريق الانتداب, لتقسيم تركة دول المحور, والخريطة المرفقة توضح جغرافيات الانتداب:

    بينما تاسست منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 1945 في مدينة سان فرانسيسكو، في ولاية كاليفورنيا.
    انضمت اليها سوريا عند تاسيسيها حيث اشترك حينها فارس الخوري بتوقيع ميثاق الأمم المتحدة نيابة عن سورية كعضو مؤسس, وفيها بحث موضوع جلاء القوات الفرنسية عن سوريا عملا بوثيقة الاستقلال الموقعة عام1936, حيث كان بنفسه احد اعضاء الوفد المفاوض على بنود تلك الوثيقة, وقد كان الجنرال شارل ديغول قد أعلن استقلال سوريا قبل اربعة اعوام في 1941, استنادا الى نفس الوثيقة ولكن لم يقم بتوجيه اوامر الانسحاب للجيش الفرنسي.
    اما القرار بوضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي فقد صدر من مؤتمر سان ريمو , وقد اصدرته عصبة الامم وليس الامم المتحدة, القراراصدر في نيسان عام 1920 وتم العمل به بشكل قاطع بعد سيطرة الفرنسيين الكاملة على سوريا في عام 1923, ما ورد في المقال هو خطأ مزدوج, تاريخيي اولا استنادا لما سبق, وهفوة حقوقية لمحام مطلع على القانون الدولي وخاصة ميثاق الامم المتحدة, حيث تدرج المادة 78 منه ما يلي:
    لا يطبق نظام الوصاية على الأقاليم التي أصبحت أعضاء في هيئة “الأمم المتحدة” إذ العلاقات بين أعضاء هذه الهيئة يجب أن تقوم على احترام مبدأ المساواة في السيادة.
    ومما نرى اعلاه ان سوريا اعتبرت قانونا دولة مستقلة لا بل احدى الدول المؤسسة للامم المتحدة ولا تخضع حسب القانون الدوليل لانتداب ولالنسخته المعدلة: الوصاية!, لذلك من المستحيل ان يصدر اي قرار متعلق بالوصاية او الانتداب بخصوصها من الامم المتحدة.
    القيادة العسكرية الفرنسية في الشرق:
    في عام 1920 خاطب الجنرال غورو(Henri Joseph EugèneGouraud) المندوب السامي على سوريا ولبنان, الجنرال جوبيه (Mariano Francisco Julio Goybet) (صورته الرسمية مرفقة) وهو الجنرال المتالق والحاصل على عدة ميداليات من الحكومة الفرنسية والامريكية في الحرب العالمية الاولى والذي اشتهر بقيادته لفيلق الكف الاحمر (The Red Hand Division) المؤلف من العسكريين الفرنسيين والامريكيين. حيث دعاه الجنرال غورو لقيادة الفيلق الثالث من الجيش الفرنسي في المشرق.
    الصورة تظهر موكب الجنرال غورو في شارع الخندق في حلب في 13 ايلول :1920
    عائلة الجنرال GOYBET تعود في اصولها الى سافوي فرنسا, مؤسس العائلة هو Michel Revardel عام 1380, حسب توثيق حفيد الجنرال Alexis Goybetنفسه كما تظهر الوثيقة المرفقة وهي اقدم وثيقة تؤرخ العائلة, اما الصور الثانيةفهي لشعار العائلة وصورة تجمع عائلة الجنرال نفسه.

    درع عائلة الجنرال جوبيه:

    القوة العسكرية والتحضيرات للمعركة:
    تحددسجلات الجنرال جوبيه-المتوفرة للعامة باللغة الفرنسية- الفيلق تحت قيادته والمتوجه الى دمشق بما يلي:
    1. عدد:4 كتائب قناصة، وكتيبتين من سلاح الفرسان،
    2. عدد:4 من بطاريات المدفعية 75 مم.
    3. عدد2: من بطاريات المدفعية 65مم
    4. بطارية واحدة من المدفعية الثقيلة 155مم-شنيديرس.
    5. أيضا تحت قيادته كانت 15 دبابة، 4 سيارات مدرعة،
    6. وحدات من المهندسين، والاسعاف والتموين
    7. بالاضافة الى طائرات الاستطلاع, (استخدم الطيران كاداة استطلاع لاول مرة في الحرب العالمية الاولى, ولم يستخدم للقتال او لرمي القنابل بشكل موسع او دقيق الا في الحرب العالمية الثانية) .
    اماما كان يدعى بالانتحاريين المنظمين تحت القيادة العليا(او ما اشتهر بـ (Légion étrangèreفتتألف قواتهم منالقناصة من الجزائرية والمغربية الفرسان والمشاة السنغالية, الذين تم ذكرهم في رقم (1) من القائمة اعلاه.

    يذكر المؤرخ سامي مبيض في كتابه الصادر عن دار طلاس عام 1999, أن عدداً من الموارنة من جبل لبنان كانوا قد تطوعوا للقتال مع القوات الفرنسية لأنهم رفضوا الانضمام الى دولة ذات غالبية إسلامية, مدفوعين لمحاربة الواقع باحداث صيف 1840 الدامية, والتي امتد اثرها الى دمشق, حيث بلغ عدد القتلى من المسيحيين في لبنان حوالي 20,000 كما دمرت أكثر من 380 قرية مسيحية و560 كنيسة, وكانت تلك الاحداث ما تزال حيه في ذاكرة الموارنة الذين وجدوا في الاستقلال امانا وهذا يشكل الدافع الحقيقي لاي دور عسكري مع الجيش الفرنسي, ولكن لم يورد اي وصف لدور خياني لهؤلاء الفرسان, اما سجلات الجنرال جوبيه فهي تخالف اي مزاعم بانضمام او تعاون اي من اهل المنطقة من اي طائفة او اثنية, بل تورد فقط العسكريين المنظمين في الجيش الفرنسي الرسمي والقادمين من المستعمرات الاخرى, كما يثبت الامر العام 22 الصادر من غورو لتهنئة جوبيه وقواتهعلى انتصارهم في معركة ميسلون ودخولهم دمشق,حجم وطبيعة تلك القوات, كما في الصورة المرفقة من الارشيف:

    اما نتائج المعركة من الضحايا من الفرنسيين فكانت52 قتيلا و 200 جريحاً، بينهم 3 من ضباط.
    كما توثق سجلات الجنرال اليوميه وليس 42 عسكري كما جاء في المقال.
    تشير سجلات جوبيه الى مجموع القوات التي واجهها في ميسلون 1800 تحت قيادة الجنرال يوسف العظمة (الصورة مرفقة), التي بلغت جندي نظامي ومقاتلين غير نظاميين من البدو مع 3 مدافع فقط يحمون ممر “ثرموبولاي ” وادي القرن المؤدي الى دمشق!
    كما كان هناك 1800 آخرين يحرسون سكة الحديد المؤدية الى دمشق مدعومين بالمدفعية, ما لا يظهر بدقة من سجلات جوبيه هو ان قوات يوسف العظمة كانت منظمة كجيش حديث مع العتاد والامدادات والمستشفى الميداني,من مراجعة ارشيف الانتداب نرى ان السيدة نازك العابد (الصورة مرفقة) ابنه احد عائلات الشام العريقة وابنة الباشا كانت من المرافقين لتلك القوات, النقيب السيدة نازك العابد التي منحها الملك فيصل رتبتها العسكرية واستشهد في حضرتها يوسف العظمة عندما كانت في ميسلون تساعد الجرحى.
    هذا يعارض وبشكل كامل ما يحاول ايحاءه كاتب المقال بان السوريين لم يكونوا سوى شرذمة من الهائمين باسلحة بدائية ولا يستحق الامر تحريك جيش لمعركة حقيقية في عبارة: (مكونة من 12 الف جندي ومدججة بعشرات المدافع والمصفحات وبدعم من الطيران وترافقها قوافل اسعاف وتغذية كما في اي حرب نظامية) بما يوحي
    الجنرال جوبيه يروي كيف ان الملك فيصل ولمدة ثمانية شهور فضلا عن بناء الجيش قام بمنع التجارة بين لبنان تحت سيطرة الفرنسيين سوريا وعرقل امدادات الجيش الفرنسي عن طريق الخطوط الحديدية.
    الامر الذي اعتبره الفرنسيون خيانة للحلفاء, وعصيانا لامر عصبةالامم, لانهم اعتقدوا ان الملك فيصل يستولي لنفسه على جزء من تركة الامبراطورية العثمانية, ولم يروا فيه حقا طبيعيا للسوريين في الاستقلال وبناء دولة سورية, يشير الجنرال جوبيه في سجلاته الى الجنرال يوسف العظمة بـ(الضابط التركي) مما يوحي بانه لم يفهم طبيعة المنطقة الديمغرافية وراى في تصرفات الملك فيصل تحالفا مع العدو التركي احد دول المحور.
    الاعتقاد السائد يفيد ان الجيش السوري حارب ببنادق انكليزية قديمة, لكن هذا لم يكن تماما صحيحا اذ ان الاسلحة كانت المانية الصنع كما سياتي لاحقا.
    الصورة من الارشيف للجنرال جوبيه لحظة دخوله دمشق:

    ملحمة ميسلون:
    بدا الجنرال التحضير لزحفه نحو دمشق بزرع حاميتين في مرجعيون وطيبين الهدف منها قطع طريق امادادات او تعزيزات من الجنوب, لان الجنوب حينها كان يغلي مستعدا للثورة كما سياتي شرحه لاحقا, وحرك حاميتي بانياس والمرقب الى طرابلس وتلكلخ, القوات المتقدمة ارسلت الى زحلة وسعد نايل والمريجات, وتم تدريبها على القتال في الشعاب الجبلية.
    بشكل عام حرك خطه الامامي الجبهة الى نهر الليطاني, كما قام ببناء مدرج للطائرات في سهل البقاع, في تلك الانحاء حيث احتل ديرا للاباء اليسوعيين واستخدمه لتمويه عملياته.
    راى الجنرال جوبيه في انذار الجنرال غورو نوعا من الليونة لانه اعتقد انه من واجب الجنرال منحه الاوامر باحتلال دمشق, من دون منح انذار او مهلة, ولكن الجنرال غورو كان يغطي قواعد اللعبة السياسية بانذاره, لان امتثال الملك فيصل لانذاره الاول جعله يرفع من مطالبه خلال 24 ساعة الى درجة التعجيز في انذار اخيروصل قبل بزوغ فجر 23 تموز 1920.
    المقال المرفق هو تقرير صحقي عن المعركة ودخول سوريا:

    حصل الجنرال جوبيه على اوامره المنشودة بتحريك الجيش في منتصف ليلة 21-22تموز 1920, ولكن البرقية التي حملت الاوامر بالتحرك افادت ايضا بان خطوط البرق كانت قد قطعت الى سوريا مما قد يفيد ان الجنرال غورو لم يعرف بامر امتثال الملك فيصل للانذار.
    في الساعة الرابعة والنصف صباحا بدأ التحرك عبر نهر الليطاني حيث وجد ان الجسور ما زالت قائمة ولم يصطدم باي دوريات للجيش او حرس الحدود الفيصلي, احتل الجنرال جوبيه مجدل عنجر, بدون قتال يذكر لذلك قرر ان يتابع التقدم من دون حذر وسافر بنفسه مع قافلة المؤخرة.
    في وادي الحريري التقى بضابط الارتباط الفرنسي لدى الملك فيصل الذي اخبره مصفر الوجه ان ما قام به من اجتياز للحدود (القائمة حينها) هو اعتداء صارخ, وغير مبررعلى سوريا بعد ان كان الملك فيصل وافق على جميع شروط الجنرال غورو. المذكرات تورد اسم ضابط الارتباط بـ(كولونيل Cousse) اجابه الجنرال جوبيه حينهاباختصاربانه يقوم بتنفيذ اوامر المندوب السامي, ورفض التراجع بل طلب منه ان يبحث الموضوع السياسي مع غورو, وراقب سيارته تبتعد في طريقها الى عاليه.
    الاستطلاع الجوياعلمه ان قوات الملك كانت قد انسحبت باتجاه دمشق وهكذا تابع التقدم وفي الساعة الخامسة مساء دخل جديدة (جديدة يابوس) ثم امر بالتمركز في اماكن عالية مسيطرة على وادي زرزر.
    تقارير استطلاع لاحقة افادت ان القوات السورية (تحت قيادة وزير الحربية الجنرال يوسف العظمة ) كانت تحضر للسيطرة على سهل زرزر لمنع القوات الفرنسية من اجتياز وادي القرن (المقرن),لهذا امر الدبابات المجهزة بمدافع 105 بالالتفاف والتمركز على فوهة الوادي لصد اي هجوم محتمل, وتراجعت القيادة الى مكان آمن.
    مشاورات مع الكولونيل طلعت الذي قام بزيارة المخيم في الليل حاملا رسالة من الملك فيصل الى الجنرال غورو وموكلا بالتفاوض اثمرت في تاخير اي تحركات اضافية لمدة 24 ساعة, راى فيها الجنرال جوبيه فرصة لتعزيز مواقعه.
    وجد جوبيهبدراسة لوجسيتة للموقع ان جيشه يواجه خطرايهدد خطوط امداداته المحدودة بخط حديد واحد (رياق) , وطريق شاحنات يصله بسهل البقاع, ويواجه نفاذ الماء حيث كان الجيش يحتاج الى 90,000 ليتر من الماء بينما تعجز آبار المنطقة عن تامين اكثر من 20,000, مما دفعه لنقل الماء بالشاحنات من البقاع, هذا بالاضافة الى خطر الاصابة بوباء الجدري المنتشر في المنطقة حيث ان بضعة خيول وبغالكانت اصيبت بالعدوى وماتت في غصون ذاك اليوم.
    وهكذا راى في احتلال ميسلون ضرورة قصوى من اجل تامين طريق الامدادات والاستيلاء ومياه ابارها, لهذا ورغم قبوله التوقف شفهيا, قرر حقيقة الا يتوقف الا بعد احتلال ميسلون.
    خلال الليل رفع الجنرال غورو مطالبه من الملك فيصل لدرجة استحالة القبول ليمنح نفسه العذر السياسي الكافي لاعطاء اوامر تحرك جديدة للجنرال جوبيه.
    لم يكن جيش جوبيه القوة الوحيدة التي تحركت شرقا فان تقارير اخرى افادت بتحرك فيلق فرنسي آخر نحو حلب, واخبار مذبحة قامت بها الحامية المتجهة من بانياس شرقا الى تلكلخ.هكذا حصل الجنرال جوبيه على الضوء الاخضر للاشتباك عند بزوغ فجر 24 تموز 1920.
    رفض الملك فيصل للانذار النهائي, ينفي عصيان يوسف العظمة لاي اوامر بعدم المقاومة, ولم يهرب الملك فيصل قبل دخول الفرنسيين, بل انتقل مع حكومته الى مدينة الكسوة, حيثتمت مراسيم الاستسلام وحلت حكومة هاشم الاتاسي لتتشكل حكومة جديدة تحت سيطرة الفرنسيين.
    فتحت الدبابات المتمركز في فتحة وادي القرن نيرانها في الساعة الخامسة صباحا, يصف الجنرال المعركة في سجلاته العسكرية بانها كانت صعبة للغاية واستغرقت 8 ساعات في الكيلومترات الستة من الممر الجبلي الشهير.
    كانجيش الجنرال يوسف العظمة قد بنى مساتر ترابية تعلوها رشاشات، معتقدا بامكانية صد الدبابات بتلك الطريقة، ولكن الدبابات قامت بالتسللمن خلال فجوات وعرة، وامنت تغطية كافية ليمكنوا المشاة من الفرقة 415، جزائريين ومغربيين و سنغالية، من شن هجوم عنيف وحاسم بالالتفاف على الجناح. بينماامطرت المدافعمن الأعلى قذائف وشظايا. ظلت الدبابات مشتبكة في مواجهة عنيفة لساعات عدة مع البطاريات والرشاشاتالسورية, ولكن عندما تمكن الفرنسيين من إشعال النار في صناديق الذخيرة دبت الفوضى وهرب من تبقى على قيدالحياةاما وزير الحربيه الجنرال يوسف العظمة فقد استشهد بعد اصابتهبالشظايا, وقد ادى خبر استشهاده الى سحق الروح القتالية للقوة الصغيرة الباقية والمتمركزة على الخط الحديدي.
    لم يكن هناك خيانة او طلقة من الخلف, ولم يسرق احد جزمته العسكرية حيث ان الجيش الفرنسي تعامل مع جثمانه بكل احترام.
    الجنرال جوبيه لم ياخذ التحية العسكرية احتراما لجثمان الجنرال يوسف العظمة فقط, كما اورد المقال, وانمااشرف على دفنه في جنازة عسكرية لائقة بضابط بمستواه وبحضور حرس شرف رسمي.
    الصورة للجنرال جوبيه بعد المعركة في ميسلون

    يكتب الجنرال جوبيه عنه معجبا:” كان ضابطا تركيا متميزا (يدعوه تركيا كما سبق) ولقد رايت كيف نظم مواقع جيشه وخنادقه بمواجهتنا تحت حماية المدافع -كما تملي مقاييس الدفاعات العسكرية الحديثة- وجدنا انه قام بعمل بارع فيما يخص التمركز في مواقعهكما انه قام بمد خطوط الهاتف بين الخنادق لضمان التواصل الفعال مع قواته”
    الى جانب البنادق فان جميع المعدات التي استخدمها كانت من صنع الماني عائد بتاريخه الى الحرب العالمية الاولى والتي كانت اصلا خاصة بالجيش العثماني في الحرب العالية الاولى. جميع صناديق الذخيرة حملت النقش الالماني: für die Türkei
    الصورة هي رسم من الارشيف الفرنسي موضوعه دخول الجنرال جوبيه الى دمشق:

    (نص الموسوعة التاريخية للدرر السنية) ” بقي العظمة يدير المعركة بإمكانيته المتوفرة حتى قضى نحبه بقذيفة إحدى الدبابات الفرنسية وذلك في السابع من ذي القعدة 1339 هـ / 24 تموز 1920 م ثم دامت المعركة ثماني ساعات انتهت بالقضاء على الجيش السوري المقاوم” اي انه قتل قتل بقذيفة دبابة وليس بطلقة في الظهر من الفرسان الشيعة كما ورد في المقال في معركة دامت 8 ساعات, وهو ما يتوافق مع سجلات الجنرال جوبيه.
    يعود سبب الاعجاب الشديد الذي كنه الجنرال جوبيه لوزير الدفاع الجنرال يوسف العظمة الى حقيقة ان الحرب العالمية الاولى شكلت مفصلا تاريخيا في تقنيات الحرب واستراتيجياتها, حيث ادى استخدام اسلحة حديثة (اهمها المدافع الرشاشة, والمدفعية الثقيلة) بمواجهة اسلوب قتال وتشكيلات قديمة الى خسائر صادمة في الارواح, اضافة الى ان ما تحول الى حرب خنادق ادى الى وفاة الملايين لاسباب لوجستية متعلقة غالبا بالنظافة العامة وانتشار الامراض المعدية والالتهابات, كما ان حرب الخنادق زادت فعالية استخدام الاسلحة الكيميائية, اكثرالخسائر فداحة هو ما حل بالانزاك في الدردنيل التي شكلت هزيمة كارثية للحلفاء امام الجيش العثماني, جدير بالذكر ان الجنرال يوسف العظمة والجنرال جوبيه شاركا في حملة الدردنيل على طرفي المعركة المتضادين.
    في بدايةالحرب العالمية الاولى كانت القوات الفرنسية ما زالت تعمل بالتكتيكات البدائية, وكانت ما تزال ترتدي زي البنطال الاحمر, فخر الفرنسيين, وكامل الالوان المميزة البراقة التي جعلتها صيدا سهلا عن بعد, تقنيات الحرب الحديثة واستراتيجياتها والدروس التي تم تعلمها بثمن غال في الحرب العالمية الاولى لم تكن بعد قد بلغت الكليات الحربية العالمية المعروفة, لذلك عجب جوبيه من هذا الضابط “التركي” الذي نظم قواته باسلوب بلغ قمة التطور عندها.

    خرجتالنقيب نازك العابد حية من ميسلون لكنَّ الفرنسيين أصدروا قراراً بنفييها إلى إسطنبول مدة عامين ولما عادت عام 1922 إلى دمشق لم تسطع أن تبقى متفرجة مكتوفة اليدين أمام الاحتلال فمارست حقها الشرعي بالمقاومة، لكن الفرنسيين كانوا يرصدون نشاطها وتحركاتها مدركين مدى خطورة هذه المرأة على أهدافهم ونواياهم. فأعادوا نفيها لكن هذه المرة إلى الأردن. فقط ليسمحوا لها بالعودة إلى الديار بعد أن تعهدت لهم باعتزال العمل السياسي.
    اما الجنرال غورو الذي دخل دمشق في وقت لاحق فقد كان مكروها محليا الى درجة اثارت قلق القيادات السياسية الفرنسية, وشككت في قدرته على ممارسة دور المندوب السامي بشكل فعال, حيث اطلقت اساليبه شرارة المقاومة في لبنان في مرحلة متزامنة مع دخول الفرنسيين الى سوريا, لتنفجر عقب مؤتمر وادي الحجير, في جبل عامل (جنوب لبنان) عام 1920 الذي ألقى فيه العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين خطبة تاريخية التي تدعوا لمقاومة الاحتلال الفرنسي ووأد الفتن .نصب الثوار كمين بقيادة أدهم خنجر لاغتيال الجنـرال هنري غورو, في الثاني والعشرين من شهر حزيران لعام 1921 أثناء مروره من دمشق الى القنيطرة, إلا ان الرصاصات التي اطلقها ادهم خنجر قتلت مرافقه برانيه(Commandant Branet) واستقربعضها في ذراع الجنرال غورو الاصطناعية, فنجا من محاولة الاغتيال برفقة السائق العسكري الذي تمكن من قيادة السيارة خارج الكمين.
    لجأ أدهم خنجر بعدها إلى سلطان باشا الاطرش في القريا. ولكن قبل وصوله الى منزل سلطان باشا القى الفرنسيون القبض عليه عند بئر ماء واودع السجن في السويداء, عندما علم سلطان باشا بالامر غضب من اجل من اعتبره مستجيرا به وضيفا وحاول التفاوض مع الفرنسيين من اجل تحريره, وهذا مقابل اعادة بعض الجنود الفرنسيين الاسرى, وافق الفرنسيون ولكن اثناء الاستبدال, فتحوا النار بعد ان حصلوا على جنودهم ورفضوا تحرير ادهم بيك.
    أعدمالفرنسيونالثائرادهم بيك فيالعام 1922 فيبيروت. ولايزالالبيتالذينشأفيهأدهمخنجرفيالمروانيةقائماًحتىيومناهذا.
    تتعارض هذه الحقيقة التاريخية الموثقة مع ما ذهب اليه كاتب المقال من التحريض والتخوين الطائفي فيما يخص فرسان الشيعة, وخاصة جبل عامل ومنطقة سيطرته الفكرية, الصورة المرفقة هي لادهم بيك خنجر تم التقاطها في عام 1920.
    يذهب الكاتب في تخوينه للشيعة بمجمل الطائفة الى اتهام فرسان كوكبا ليس فقط بالانضمام للجيش الفرنسي وهو ما كان مستحيلا وخاصة مع الجروح الطائفية اللاحقة لاحداث 1840, بل بالقيام بعمل لا يمكن وصفه الا بالجبان حيث يتهمهم بقتل الجنرال يوسف العظمة من الخلف وسرقة جزمته العسكرية.توضح الخريطة موقع كوكبا في الجنوب قرب جبل عامل:
    ها قد عدنا يا صلاح الدين!
    بالرغم من عدم وجود اي وثائق تشير الى وجود العائلة تحت اي اسم آخر او مشاركة اي فرد منها في الحروب الصليبية, كما ان الحروب الصليبية بحملتها الثامنة والتاسعة دامت فقط حتى عام 1272ماي انها تسبق اي وجود لعائلة الجنرال جوبيه, فيما بعد منع توسع الامبراطورية العثمانية وصول المزيد من الحملات الصليبية الى المنطقة, في القرنين 14 و15
    يذهب كاتب مذكرات الجنرال جوبيه (والتي نشرت بعد عدة عقود من ميسلون), الى ذكر احد اجداده لوالدته كصانع الورق المزعوم الذي اسره الصليبيون وتعلم صناعة الورق في دمشق في القرن 12 .
    هناك بعض الخلط بين الحقيقة والخيال: حقيقة (1): اسم صانع الورق (Jean Montgolfier) حقيقة (2): صانع الورق قريب جدة الجنرال جوبيه لوالدته (Louise de Montgolfier) ولكن ما تبقى خيال اذ ان صانع الورقلم يظهر حتى القرن 16, اما فيما يخص الورق فالوثائق تظهر ان صناعة الورق دخلت اوروبا بداية مع الاندلسيين.
    Montgolfierهو اسم مقترن بصناعة ورق الكانسون المستخدم للرسم الفني والهندسي, وصناعة المنطاد. الملاحظة التي ادخلت الى مذكراته كانت قد اضيفت لاحقا من اجل الدراما القصصية التي استهدفت الخيال الفرنسي, لان تلك النوع من القصص والاتهامات والنسج تحول الى موضة رائجة بين الحربين العالميتين.
    ولكن سجلات الجنرال الشخصية او الرسمية لم تاتي على مثل هذه القصة ومن المستبعد جدا ان ينسب الجنرال نفسه الى عائلة بافارية خاصة في اطار الشعور العام للحرب العالمية الاولى, ما تذكرهالسجلات ان الجنرال عند دخوله دمشق تامل في حقيقة انه الجيش الاوروبي الوحيد في التاريخ الذي دخل يوما لاحتلال المدينة المقدسة, حيث عجزت عنها الحملات الصليبية.
    المؤرخ الرسمي العسكري (Lieutenant-colonel honoraire, rédacteuren chef de la revue Historama) نفى ان تكون الاقاويل صحيحة بخصوص الصليبيين او بخصوص دخول اي من الجنرالين غورو او جوبيه الى ضريح صلاح الدين مصرحين (ها قد عدنا يا صلاح الدين!) ووصفه بانه تصرف لا يليق بجنرال وفارس وخاصة في العقلية الفرنسيه التي كانت ومازلت تنظر الى البطولة والتضحية بعيون رومانسية, ولهذا تم استقبال مومياء الملك رعمسيس الثاني في مطار باريس بتشريفات لائقة بمكانته بعد ان زودته مصر بجواز سفر يدرج مهنته كـ (ملك), حمل فوق السجاد الاحمر وحيته طلقات المدافع وحرس الشرف!
    يتمتع السلطان صلاح الدين بمكانة واحترام شديدين في الخيال الغربي يكاد يصل الى حد نسج الاساطير, وقد كان الامبراطورالامانيقد اهداه ضريحا رخاميا عندما جاء لزيارة دمشق قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى,لانه اعتقد ان ضريحه الخشبي متواضع ولا يليق بمكانته التاريخية, صلاح الدين مات فقيرا لانه تبرع بامواله للمحتجين واعمال الخير والتعليم, ومن اعماله تلك تامين سفر المدنيين الصليبين بعد تحرير المنطقة الى بلدهم الاصلي في اوروبا.
    ضباط صلاح الدين بنوا الضريح من اجله وما زال يرقد فيه حتى اليوم, لما وصلت هدية الملك الالماني لم يجرؤ احد على استبدال الضريح والتعدي على حرمة الرقاد الاخير, كما لم يسمحوا لانفسهم بالتصرف بالهدية لانها تعود الى السلطان, اليوم يرقد صلاح الدين في في ضريحه والى جانبه هديته الضريح الآخر الفارغ, كما توضح الصورة المرفقة هذه الهدية كانت معاصرة لفترة الحرب العالمية الاولى, لذلك اجد من المستحيل ان يقوم شعب متمتع بهذا النوع من الاحترام والروحانية رغم الفقرالمدقع والمجاعات (سفر برلك المشهور) بنهب جثمان قائد آخر سقط في ساحة القتال شهيد انبل القضايا.

    إعجاب

  5. بالفعل يمكن الاستغراب كيف أن الصديق ادوار حشوة ذكر أن الفرنسييين استعانوا ببعض الشيعة اللبنانين ولم لم يذكر أن معظم القوات الفرنسية كانت من السنة الافارقة .. وهم بالآلاف وعماد الاستعمار الفرنسي .. فلم يذكر 100 شخص باسم الشيعة ولايذكر الآلف بالسنة وكيف يرد على قول الباحثة المختصة فينا يبدو بكن العطمة يسمى بالضابط التركي , و قتل بقذيفة دبابة وليس بطلقة في الظهر من الفرسان الشيعة كما ورد في المقال؟
    ولعل الصديق ادوار سيعتذر عندما يقرأ الحقائق تعلن من باحثة فرنسية تستند الى ارشيف وزارة الدفاع الفرنسية عندما تتهمه بكون يخون الشيعة ..
    حيث تقول الباحثة :
    “تتعارض هذه الحقيقة التاريخية الموثقة مع ما ذهب اليه كاتب المقال من التحريض والتخوين الطائفي فيما يخص فرسان الشيعة, وخاصة جبل عامل ومنطقة سيطرته الفكرية, الصورة المرفقة هي لادهم بيك خنجر تم التقاطها في عام 1920.
    يذهب الكاتب في تخوينه للشيعة بمجمل الطائفة الى اتهام فرسان كوكبا ليس فقط بالانضمام للجيش الفرنسي وهو ما كان مستحيلا وخاصة مع الجروح الطائفية اللاحقة لاحداث 1840, بل بالقيام بعمل لا يمكن وصفه الا بالجبان حيث يتهمهم بقتل الجنرال يوسف العظمة من الخلف وسرقة جزمته العسكرية.توضح الخريطة موقع كوكبا في الجنوب قرب جبل عامل:

    إعجاب

    • لا احد علمنا في المدارس أن الثورة الحقيقية ضد فرنسا لم يقم بها السنة فصالح العلي بدأ المقاومة قبل يوسف العظمة (التركي ) ب 3 سنوات , وأدهم خنجر الشيعي من جبل عامل هو الذي اشعل الثورة ضد الفرنسيين لنلاحظ ماذكرته الكاتبة
      “خنجر الصعبي, اسمه أدهم بك خنجر, وتربطه علاقة قربى وثيقة بحسن بك الدرويش, أحد كبار مقاومي الجنوب اللبناني, ورجالات النضال ضد الاستعمار الفرنسي. وهو مقاوم وثائر لبناني من جنوب لبنان. قاد حركة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام تكبد خلالها الفرنسيون خسائر جسيمة وذلك بالتنسيق مع الثائر العاملي الآخر صادق حمزة الفاعور. ولد أدهم خنجر ونشأ في بلدة المروانية قضاء صيدا منطقة الزهراني.

      غدر الفرنسيين اغضب سلطان باشا الاطرش عندما علم بأمر ضيفه، فكان دافعآ جديدآ فجر غضب رجال الثورة السورية الكبرى والثوار الدروز في جبل العرب ضد الاستعمار الفرنسي, قج يكزن جديرا بالذكر ان سلطان باشا الاطرش بنتمي الى الدروز الموحدين طائفيا كما ينتمي ادهم بيك الى الطائفة الشيعية.

      إعجاب

      • ولا أحد علمنا عن مؤتمر وادي الحجير, في جبل عامل (جنوب لبنان) عام 1920 الذي ألقى فيه العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين خطبة تاريخية التي تدعوا لمقاومة الاحتلال الفرنسي ووأد الفتن .نصب الثوار كمين بقيادة أدهم خنجر لاغتيال الجنـرال هنري غورو, في الثاني والعشرين من شهر حزيران لعام 1921 أثناء مروره من دمشق الى القنيطرة,

        “من خطبة الشيخ:

        “أيها الفرسان المناجيد, إن لهذا المؤتمر ما بعده، وسيطبق نبؤه الآفاق السورية ويتجاوب صداه في الأقطار العربية. ويتجاوزها إلى عصبة الأمم، وقد امتدت به إليكم الأعناق، وشخصت الأبصار، فانظروا ما أنتم فاعلون. يا فتيان الحمية المغاوير, الدين النصيحة، ألا أدلكم على أمر إن فعلتموه انتصرتم، فوتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته، واخمدوا بالصبر الجميل الفتنة فإنه والله ما استعدى فريقاً على فريق إلا ليثير الفتنة الطائفية ويشعل الحرب الأهلية حتى إذا صدق زعمه وتحقق حلمه، استقر في البلاد تعلّه حماية الأقليات ألا وإن النصارى إخوانكم في الله وفي الوطن وفي المصير. فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم، وبذلك تحبطون المؤامرة، وتخمدون الفتنة وتطبقون تعاليم دينكم وسنّة نبيّكم….
        إخواني وأبنائي, إن هذا المؤتمر يرفض الحماية والوصاية، ويأبى إلا الاستقلال التام الناجز… فاركبوا كل صعب وذلول صادقي العزائم، متساهمي الوفاء، وما التوفيق إلا بالله، يؤتي النصر من يشاء… عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير “

        إعجاب

  6. يبدو أن أدوار حشوة يحاول صياغة التاريخ كما يزيد

    إعجاب

أضف تعليق