المهندس أسامة الصباغ : إذاً ما فائدة الدعاء؟

دعا.
لما كان كل شيء في هذا الكون يخضع لسنة وقانون بما في ذلك الأحداث التي تجري حول الإنسان والعمليات داخل جسمه ومن كانت بفعله أو بفعل غيره، ولما كان الإنسان مطالباً بالأخذ بالأسباب في جميع أموره ولاغنى له عن ذلك أكان مؤمناً أم كافراً أو كان تقياً ومطيعاً لله أم شقياً وعاصياً له،دعا3 بل إن الله قد طلب من عباده المؤمنين أن ينظروا ويتأملوا ويبحثوا ويكتشفوا ويسخروا جميع تلك السنن والقوانين من أجل إعمار هذا الكون وجعل حياة البشر سعيدة مزدهرة يخيم عليها العدل والسلام كما في قوله تعالى:(وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض..) وقوله أيضاً:(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى..) وقوله أيضاً:(قل هو من عند أنفسكم..) وقوله أيضاً:(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) وقوله أيضاً:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..)،دعا2وآيات أخرى كثيرة تؤكد على دور الإنسان وجهده في هذه الحياة لكسب الخير ودفع الشر وفي جميع أمور حياته، فلماذا الدعاء إذاً وما فائدته؟.
وبما أنه لابد للإنسان المؤمن من الأخذ بالأسباب واتباع السنن والقوانين في شؤون حياته كلها ولاغنى له عنها حتى لو دعى الله واستعان به واستغفره وسبحه ومجده، فلماذا ركز القرآن الكريم والسنة المطهرة على دعاء الله حيث وردت آيات قرآنية كثيرة وأحاديث نبوية عديدة تحض المسلمين على دعاء الله في كل الأمور والأوقات؟، لماذا هذا الإلحاح على الدعاء مع أنه ليس هناك أمل بعد الأنبياء والرسل في حصول معجزة أو خارقة لأحد مهما كان تقياً ومطيعاً لله ويدعوه بكرة وعشياً من أجل كسب خير أو دفع ضر كما قال تعالى:(ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا..)؟.
إن للدعاء فوائد كثيرة على ما أعتقد ومنها:

1ـ تقوية صلة المؤمنين بخالقهم وخالق الكون من حولهم وبهذا يتذكرون نعم الله عليهم ويستوجب ذلك شكر الله وحمده والثناء عليه ويدفعهم ذلك للالتزام أكثر فأكثر بأوامر الله ونواهيه وأهمها إقامة العدل والإحسان للناس، الأمر الذي يجعل المجتمع الإسلامي لايعاني مما تعانيه المجتمعات غير الإسلامية (شرقية كانت أم غربية بما فيها المتقدمة منها) من أمراض عضوية ونفسية ومشاكل إجتماعية وإقتصادية وأخلاقية (نهب الشعوب الضعيفة وظلمها) بسبب عدم التزامها بما أمر الله وحرمه.
2ـ يدفع صاحبه لمراجعة سلوكه وتصحيحه لأنه سيكون محرجاً وخجلاً من الله
إذا دعاه وهو على معصية أو تقصير.
3ـ يكون حافزاً للإنسان المؤمن ويعطيه قوةً وحماسةً ويجعل معنوياته عاليةً
ويبعث في نفسه الطمأنينة والسكينة وبذلك تزداد قوته ومناعته وثقته بنفسه حين التصدي لمسؤولياته الجسام التي حملها وعجزت الجبال عن حملها وأشفقن منها.
4ـ كما أن من فوائد الدعاء وخاصة دعاء المظلوم الذي أباح الله له أن يجهر بدعائه وقوله وشكواه ويفضح ظالميه
عبر كل الوسائل حسب الآية الكريمة:(لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم..) وبذلك يسمع الناس دعاء المظلوم وشكواه ومظلمته فيهب بعضهم لمساعدته ونجدته لرفع الظلم عنه ولذلك ورد في الأثر أن(..دعوة المظلوم لاترد)، وهذا على ما أعتقد هو التأصيل الشرعي للتظاهر السلمي ضد الظلم والظالمين ومنذ أكثر من /1400/عام حيث أصل له القرآن وفقهه سيدنا الحسين(عليه السلام) وكان أول ثائر في الدولة الإسلامية عندما ثار ضد ظلم وفساد بني أمية إلا أن(شبيحتهم)أسكتوا هذا الصوت الرباني بكل وحشية وإجرام.
إن هدف القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من التركيز والإلحاح على الدعاء هو ربط المؤمن بربه وتذكيره بفضل الله ونعمائه وقدرته كي لاينشغل المؤمن باكتشاف السنن والقوانين وتسخيرها وينسى خالقه الذي أبدعها، خاصة وأن المؤمنين الذين نزل عليهم القرآن الكريم كانوا حديثي عهد بالشرك وعبادة الأصنام، لكن هذا لايعني أن يكتفي المؤمن بالدعاء وأن لا يأخذ بالأسباب ولا يبذل الجهد المطلوب لاكتشاف وتسخير السنن والقوانين المتعلقة بكل أمور حياته، لأن الله قد نوه إلى ذلك عبر آيات كريمات كثيرة نعيد ذكربعضها:(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..)، وحتى الهداية التي يطلبها الإنسان من ربه يلزمها بذلاً للجهد كما قال تعالى:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..)، وهذا لا يعني أن في القرآن الكريم تضارب أو تناقض بين هذه الآيات وتلك التي تؤكد على قدرة الله وإرادته وأن الله قادر على كل شيء وأنه لايتحرك متحرك ولايسكن ساكن إلا بإذن الله تبارك وتعالى، لكن الله سبحانه يريد أن يؤكد لعباده أنه على الرغم من أن بيده كل شيء ويقدر على كل شيء وأنه قادر إذا أراد أن يقول لأي شيء كن فيكون أي أنه قادر أن يخلق ما يشاء بدون أسباب أو سنن أو قوانين، إلا أن حكمته اقتضت أن تتجلى قدرته عبر الأسباب والسنن والقوانين وأن تقوم السماوات والأرض وما فيهن عليها أيضاً وهي ثابتة لاتتبدل ولاتتغير إن مكافأة لتقي أو معاقبة لشقي مصداقاً لقوله تعالى:(ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا..)، وأن دعاء الله الذي حثت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المؤمنين عليه لايعطل تلك السنن والقوانين لأن الله لايجيب دعوة الداعين عبر المعجزات والخوارق (وإن كان قادراً على ذلك) وإنما عبر السنن والقوانين التي أبدعها سبحانه والتي على من يدع الله أن يكتشفها ويتبعها لأن استجابة ربه لدعائه سيكون عبرها ولايكتفي المؤمن بالدعاء فقط، وأعتقد أن التظاهر السلمي ضد ظلم وفساد الحكام وفضحهم عبر وسائل الإعلام هو من أهم السنن والقوانين للخلاص من ظلمهم وفسادهم وليس بالدعاء فقط تتخلص الشعوب الإسلامية من ذلك ولو بقيت تدعوا الله/1400/سنة أخرى.
إن دور الإنسان لابد منه ولاغنى عنه في كل أمور الحياة لأن حكمة الله اقتضت ذلك والواقع يؤكد ذلك، فمن دون أن يقوم الفلاح بدوره لن تكون هناك حقول تعطي غلالاً وفيرة،
ومن دون أن يقوم البستاني بدوره لن يكون هناك بستان جميل يزدان بأشجار الفاكهة الممتعة، ومن دون أن يقوم الرجل والمرأة بدورهما في الزواج فلن يكون هناك نسل وستنعدم الحياة البشرية على هذه البسيطة، ومن دون أن يقوم الإنسان بدوره في التصدي للظلم والفساد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فلن تتخلص الشعوب من الاستبداد الداخلي والخارجي وتنعم بالحرية والعدالة ولن يتحقق ذلك أيضاً للشعوب الإسلامية ولو بقي المسلمون يقومون بعباداتهم كلها ويدعون الله ليل نهار كي يخلصهم من ظلم وفساد الحكام ويغير وضعهم المأساوي المتخلف، وما لم يقم المسلمون بهذا الدور فلن يقوم به أحد نيابة عنهم وحتى الله ربهم الذي يعبدونه ويدعونه لن يقوم بهذا الدور نيابة عنهم، أي أنه لن يقوم بمعجزة أو خارقة يقضي بها على حكامهم المستبدين الذين يظلمونهم وينهبون ثرواتهم ويجعلون من بلدانهم دولاً فاشلةً ضعيفةً ذليلةً تضيع حقوق الأمة.
فإن قال قائل وماذا نفعل بالآيات القرآنية الكريمة:(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون..)،(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء..)،(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم..)، وغيرها من الآيات والأحاديث التي تشير إلى أهمية الدعاء وتحث عليه؟، فإننا نقول: إن كل الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تركز على أهمية الدعاء لاتقول أن الدعاء وحده يكفي، بل وكأني أفهم منها أن الله يقول لعبده الذي يدعوه من أجل كسب خير أو دفع شر أنك إذا أردتني أن أجيب دعاءك فعليك أن تستجيب لي بأن تأخذ بالأسباب أي أن تكتشف السنن والقوانين الناظمة للأمر الذي تدعونني لتحقيقه وتتبع هذه السنن والقوانين التي أبدعتها من أجل ذلك، وأنه مهما دعوتني ورجوتني وصليت لي فلن أجيب دعوتك أي أنه لن يتحقق طلبك ولن تبلغ غايتك من دون أن تقوم بدورك وتبذل جهدك المتمثل بالبحث واكتشاف واتباع السنة والقانون الذي يحكم هذا الأمر الذي تدعونني من أجله، وهذا ينطبق على كل أمور المؤمن ابتداءاً من أمور حياته البسيطة الروتينية وانتهاءً بأمور حياته المعقدة الغامضة، وهذا ليس لأن الله غير قادر على إجابة من يدعوه على مبدأ كن فيكون أي بدون أن يأخذ الداعي بالأسباب ويكتشف السنن والقوانين الناظمة للأمر الذي يدعو الله من أجله، بل لأن حكمة الله اقتضت ذلك كي لا تصبح الحياة فوضى فيكتفي المؤمن بالدعاء ولا يقوم بدوره من أجل تحقيق ما يدعو الله من أجله، وأوضح مثال على ذلك هو أن من ينجو من الغرق والموت من ركاب السفينة الغارقة في عرض البحر بشكل عام هو أمهرهم سباحة وليس أكثرهم تقىً وصلاحا، فالدعاء هنا لايكفي لوحده مهما كان صاحبه صادقاً ومضطرا، إذ كان لزاماً على من أراد أن لا يغرق أن يكتشف ويتعلم سنن وقوانين السباحة (التي أبدعها ربنا من أجل ذلك) كي ينجو من الموت أي كي ينجيه الله بها.
إذاً هذه هي بعض فوائد الدعاء التي تمكنت من الإحاطة بها وخلاصتها: أن من يدعو الله لغواً بلسانه من دون التزام بأوامر الله ونواهيه فلن يستفيد من دعائه شيئاً إلا إذا كان مظلوماً ودعى الله بحرقة وبصوت عال أي عرف كيف يدافع عن نفسه ويفضح ظالميه عندها يستجيب له ربه ويرفع الظلم عنه عبر بعض الناس الذين سمعوا دعاءه وشكواه فنهضوا لرفع الظلم عنه، وأن من يدعو الله بقلب صادق ولسان ذاكر وهو مقصر بجنب الله ومعترف بذلك وخجل من ربه فإن تاب من ذنبه وصدق في توبته فقد ربح هدايةً من الله للرجوع إليه والإلتزام بأوامره ونواهيه، وأن من يدعو الله وهو ملتزم بأوامره ونواهيه أي أنه تقي صالح صادق لكنه لايأخذ بالأسباب ولايسعى لاكتشاف السنن والقوانين الناظمة لتلك الأمور التي يدعو الله أن يحققها له فلن يستجاب له ولو دعى الله على مدار الساعة وسيبقى يعاني مما يشكو منه ويدعو الله من أجله وتنطبق عليه الآية الكريمة:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا..)، بينما الذي يأخذ بالأسباب ويكتشف السنن والقوانين ويتبعها في أمور حياته كلها فسوف يحصل على مراده، فإن كان مؤمناً بالله وملتزماً بأوامره ونواهيه فقد حصل على الحسنيين وتنطبق عليه الآية الكريمة:(وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا..)، أما إذا كان المرء الذي يأخذ بالأسباب ويسخر السنن والقوانين غير ملتزم بأوامر الله ونواهيه فإنه سيحصل على مراده وتتحقق أهدافه من دون دعاء الله أو حتى الإيمان به لكنه سيعاني من أمور أخرى نتيجة ابتعاده عن منهج الله لايعاني منها الإنسان المؤمن الملتزم بأوامر الله ونواهيه وتنطبق عليه أيضاً الآية القرآنية الكريمة:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا..).
وبعبارة أخرى نقول: إذا لم يفهم من يدعو الله أن ربه الذي يدعوه هو من يأمره بالأخذ بالأسباب واكتشاف وتسخير السنن والقوانين الناظمة للأمر الذي يدعو الله من أجله فلن يستجيب الله له ولن يتحقق مطلبه ولو بقي يدعو الله /1400/ سنة، وهذا ما حصل مع المسلمين حيث دعوا ربهم طوال تلك الفترة كي يخلصهم مما يعانونه من ظلم وفساد إلا أن ذلك لم يتحقق ولم يتغير حالهم أي أن ربهم لم يجب دعاءهم ولم يغير حالهم، وهذا ليس بسبب أن من دعوا الله كان ينقصهم التقوى والصلاح، فكثير من الصحابة وأولادهم كان على قيد الحياة عندما بدأ المسلمون يعانون من ظلم وفساد بني أمية إلا أنهم لم يكونوا على درجة كافية من الوعي يدفعهم للنهوض من أجل التغيير باستثناء الإمام الحسين(عليه السلام) الذي قام لوحده طالباً الإصلاح في أمة جده فسهل القضاء عليه، أي أن المسلمين ببساطة لم يكتشفوا وقتها سنن التغيير وقوانينه أو أنهم ضللوا من قبل علماء السلاطين قصداً وعن سوء طوية بفتاوى مفادها أن التغيير بيد الله وما على المسلمين إلا أن يكثروا من الصلاة والصيام والأذكار والدعاء من أجل تحسين حالهم وأن يطيعوا ولي الأمر ولا يعترضوا على أي من قراراته وأفعاله مهما كان ظالماً أو فاسدا، وبسبب هذه الفتاوى التضليلية انتشر الظلم والفساد في عهد بني أمية وازداد انتشاره يوماً بعد يوم إلى يومنا هذا، ولم يدرك المسلمون خلال /1400/ سنة أن الإلتزام بأوامر الله ونواهيه لا يكون كاملاً ولا يكفي للتخلص مما يعانونه من ظلم وفساد ولو كان بين ظهرانيهم الصحابة والأئمة(عليهم رضوان الله) ويدعون الله آناء الليل وأطراف النهار من أجل ذلك، وسيبقى قوله تعالى ينطبق عليهم:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا..) إذا لم يكتشفوا سنن التغيير ويتبعوها.
إن من الضروري أن تدرك الشعوب الإسلامية أن كل ما تعانيه من استبداد ينشر الظلم والفساد ويخرب البلاد والعباد ومن تخلف ينشر الفقر والجهل والمرض هو بسبب خلل في المنظومة الفكرية لديها والتي لابد لهم من إجراء مراجعة نقدية لها وإعادة بناء كي تتخلص هذه الشعوب مما تعانيه وتلحق بركب الشعوب المتقدمة المتطورة، وأهم شيء في هذه المنظومة الفكرية هو أن دعاء الله الذي مارسوه منذ أكثر من /1400/ سنة لم يخلصهم مما يعانون منه أي أن الله لم يستجب لدعائهم لأنهم اكتفوا بالدعاء ولم يتحركوا، بينما تخلصت شعوب أخرى غير إسلامية (شرقية كانت أم غربية) من كل ماتعاني منه الشعوب الإسلامية من دون أن تدعوا الله أو حتى تؤمن به ولكنها تعاني معاناة أخرى تختلف عن معاناة الشعوب الإسلامية المتخلفة وذلك لعدم التزام تلك الشعوب بأوامر الله ونواهيه، وبالتالي فإن كل الشعوب والمجتمعات (الإسلامية منها وغير الإسلامية) تعاني هذه الأيام من أمراض ومشاكل تجعلها غير سعيدة وعلى غير الحالة التي أرادها الله أن تكون عليها كما في قوله تعالى:(وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا..)، مما يجعلنا متأكدين أن كل البشرية الآن تعيش وفق ماتنبأت الملائكة به ووفق تلك الصورة السوداوية لديها عن الإنسان وليس وفق الصورة المرموقة للإنسان التي علمها الله وعلمها لملائكته وأرادها لعباده والتي ستتحقق عندما تبلغ البشرية مرحلة الرشد كما في قوله تعالى:(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون..)، وصدق الله العلي القدير.
دمشق في: 25/10/2013م
المهندس/ أسامة الصباغ

19 تعليق

  1. الصديق المهندس أسامة الصباغ
    تحية الحياة وبعد
    لن اتوقف عند مايعطل سريان البداهة في المصالح التي تعرضها إلا اذا طلبت انت ذلك , عندئذ سقوم احد المحاورين الحيويين بتقديم الخدمة مجانا ..!
    أنا النقطة التي يمكن الاستفادة منها في مقالك الجميل هو إذا كانت الصلاة تعني الدعاء وكل دعاء هو صلاة .. فلماذا لايتم التركيز على وظيفة الدعاء بوصفها محاولة تواصل مع واجب الوجود الحيوي

    وبالطبع ستقول بكونك توافق على ذلك ,
    ولكن إذا كنت توافق على ذلك, فلماذا لاتقول كل صلوات الناس عبر التاريخ الى واجب الوجود الحيوي متماثلة من حيث القيمة الحيوية بصرف النظر عن تفاصيل تعريف واجب الوجود الحيوي وهي تفاصيل لمصالح فئوية ايمانية وسياسية بأدوات لغوية ومفاهيمية ظرفية ..يمكن رؤية قاسمها المشترك الأعظم بكونها جميعا لخزات في الدين الحيوي العالمي

    وإذا كان الأمر كذلك فيأي صلاحية يكفر المختلفون بدعائهم بعضهم بعضا
    وأذا كان الأمر كذلك فلماذا تتجرأ على القول أن الشعوب غير الاسلامية لا ” تدعوا الله أو حتى تؤمن به ” أليس واجب الوجود الحيوي منتشر في كل المجتمعات والعقائد الدينية وغير الدينة؟
    اقتباس من أسامة :
    “بينما تخلصت شعوب أخرى غير إسلامية (شرقية كانت أم غربية) من كل ماتعاني منه الشعوب الإسلامية من دون أن تدعوا الله أو حتى تؤمن به ولكنها تعاني معاناة أخرى تختلف عن معاناة الشعوب الإسلامية المتخلفة وذلك لعدم التزام تلك الشعوب بأوامر الله ونواهيه،”

    طبعا أنت تعرف أن في العالم الاسلامي مجازر تقوم بين الناس بحجة ان هذا يصلي مسبل اليدين أولا ..


    فكيف من أدى الدعاء او الصلاة ماشيا او مستلقيا او منطعجا .. هنا يطيب سفك الدم والدعاء لله بخلع رقبتهم ..لكونهم يختلفون في طريقة دعائهم الى ربهم ..

    الصديق أسامة بدلا من الاهتمام بذكر فوائد الدعاء أليس الأجدر بذكر فوائد هجر كل هذه الأدعية والصوات العرعورية التي تنادي بعقائد عنصرية دموية وتستفتح اعلامها بالدم السني الواحد او الشيغي الواحد الخ وهي في واقعها كافرة بالتوحيد الذي تعلن ايمانها اللفطي به

    الصديق اسامة لوكانت مجارو سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا أو سقوط انظمة البغي او ازالة الاستعمار توزل بدعاءات كهكذا لما كان حالنا كذلك

    ولذلك رجاءا اوضح لنا مضار الدعاء الطقوسي الذي يحتكر الايمان بالله او واجب الوجود الحيوي بوصفه ملكه دون غيره
    أولوية إعادة هندسة المصالح التي نعيشها تقتضي امتشاف المنطق الحيوي في انفسنا والآفاق وتعلم وتطوير ونشر قياسته
    فماهو رأيكم دام فضلكم

    إعجاب

  2. الصديق العزيز رائق: ـ إن تخلف الشعوب الإسلامية ليست بسبب طريقة صلاتهم وعباداتهم بل في اكتفاء معظمهم بالدعاء وعدم إعمال عقولهم في اكتشاف وتسخير السنن والقوانين لكثير من أمور حياتهم .
    ـ نعم يجب عدم التركيز على اختلاف العقائد والأديان والصلوات بين البشر واتخاذها ذريعة للخلاف والصراع ولا يفعل ذلك سوى المتخلفون.
    ـ إن الشعوب المتقدمة وغير الإسلامية لاتعاني مما تعانيه الشعوب الإسلامية من استبداد وتخلف لأنها لاتكتفي بالدعاء مثل الشعوب الإسلامية بل قد تكون غالبية تلك الشعوب لاتدعو الله أو لاتؤمن به أصلاً ولكنها أعملت عقولها في اكتشاف وتسخير السنن والقوانين للتخلص من الاستبداد ومن ثم التخلف على عكس الشعوب الإسلامية.
    ـ الصديق رائق: ليست المشكلة في الأديان والمذاهب والصلاة والدعاء ولكن المشكلة في الفهم الخاطىء للأديان فلا يمكن أن نحارب الأديان والمذاهب وندعوا إلى إلغاء الصلاة والدعاء لأنه يوجد متطرفون أو تكفيريون هنا أو هناك بل الحل في نشر الوعي بين هؤلاء الناس، كما الكهرباء لايمكن إلغاؤها والاستغناء عنها لأنها تصعق وتقتل البشر الذين ليس لديهم خبرة في التعامل معها.

    إعجاب

  3. الصديق أسامة
    نعم معك حق فيما قلته أنت اعلاه بكون “ليست المشكلة في الأديان والمذاهب والصلاة والدعاء ولكن المشكلة في الفهم الخاطىء للأديان”
    و
    معك حق أيضا فيما قلته أنت اعلاه ب” فلا يمكن أن نحارب الأديان والمذاهب وندعوا إلى إلغاء الصلاة والدعاء لأنه يوجد متطرفون أو تكفيريون هنا أو هناك بل الحل في نشر الوعي بين هؤلاء الناس،”
    ولكونك تناقش هنا مصالح عقائدية دينية تحديدا فلماذا لاتتفضل وتفسر بماذا تقصد بكلمة الدين ؟ وماذا تقصد بالأيان ؟
    وعلى الرغم من كوني عنونت ردي الأول بالعنوان التالي :”رد رائق >أسامة : فلماذا تتجرأ على القول أن الشعوب غير الاسلامية لا ” تدعوا الله أو حتى تؤمن به “
    وذلك كان طمعا من قبلي وتشويقا للقراء ليتعرفوا على ماتقصده , وتحريضا لك على تعرف ماتقصده با“لإيمان وبالله ” أو ماتقصده بالدعاء الى الله والايمان به .. أقول بدلا من ذلك , فإنك وعلى الرغم من كون تعي بوضوح ماتسميه ” المشكلة في الفهم الخاطىء للأديان”
    فإنك بدلا من جلاءهذا الفهم فإنك تعود إلى تكرار المصالح التي سبق لك ان عرضتها وبشكل حرفي وكأنني لم أسألك ماذا تقصد بها , والأخطر هو كأنك لاتعلم بوجود مشكلة في فهم المقصود بالدين والأديان وإلا لما كنت ذكرت حرفيا لتصف غير المسلمين
    بكون :
    اقتباس من اسامة
    ” قد تكون غالبية تلك الشعوب لاتدعو الله أو لاتؤمن به أصلاً”
    فرجاءا أوضح لنفسك قبل ان توضح للقراء : ماذا تقصد بالشعوب التي لاتدعو الى الله ؟ وماذا تقصد بالشعوب التي لاتؤمن به اصلاا ؟
    مع تذكيريك انك انت من اقر علنا بوجود قاسم مشترك اعزمي بين العقائد الدينية وغير الدينية ورضيت بتسمته بالدين الحيوي العالمي ؟

    عندما تفعل ذلك ايها المحاور البالغ الحيوي فإنك تكون قد بدأت بمعالجة مشكلة فهم الدين !

    طبعا يكطنك العودة الى التراث والى النت لتجد تعريفات كثيرة للدين فاختر مايوافقك منها
    عندئذ سنفهم ماذا تقصد بالله .

    وماذا تقصد بالدعاء
    وماهو الفارق بين الدعاء الى الله وغير الله ,
    وماهو الفارق بيم الدعاء والصلاة ,
    وماهو الفارق بين قضاء العمر في الدعاء وبين من يقضي عمره في البحث عن سسن الكون

    وستجد نفسك ربما تكتشف أن البحث عن سبب الوجود وناموسه وقوانينه هو صلاة وتواصل ودعاء وخشوع الى الله ويلغة يفهمها ويقبلها الله بوصفه سبب الوجود
    وستجد نفسك عاجزا عن تكرار القول بوجود شعوب لاتعرف الله ولاتؤمن به ..

    والأخطر أنك قد تكتشف أن غالية المسلمين الذين يرفضون التواصل والدعاء والعمل بلغة الأسباب هم في الحقيقة لايتواصلون مع الله , ولايصلون الى الله , ولاثيقون بسنن الله ولا بعدالة الله ولكن يصلون الى مايعتقدون انه الله ومن صفاته أنه مزاجيا ةلايلزم نفسه بالعدل الى درجة “قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقوله صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، لا يناقض قوله تعالى : جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الواقعة: 24}. فإن المنفي نفى بباء المقابلة والمعاوضة، كما يقال : بعت هذا بهذا، وما أثبت أثبت بباء السبب، فالعمل لا يقابل الجزاء وإن كان سببا للجزاء؛ ولهذا من ظن أنه قام بما يجب عليه وأنه لا يحتاج إلى مغفرة الرب تعالى وعفوه، فهو ضال، كما ثبت في الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” لن يدخل أحد الجنة بعمله ” ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ” ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ” وروي “ بمغفرته. ” انتهى.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=143299

    مرة أخرى وانت تحرض على تحري الاسباب والسنن وعدم الاكتفاء بالتوسل المزاجي بل بالتوسل السببي ..وبوصفه من سمات الفهم الحيوي للدين أو تجاوز الفهم الخاطئ للدين
    اوضح لنا رجاء ماذا تقصد بالدين والعدل والسنن والله والدين وجزاك الله كل خير

    إعجاب

    • ( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النمل : 90 )
      ( وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( يـس : 54 )
      ( وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الصافات : 39 )
      ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الجاثـية : 28 )
      ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الطور : 16 )

      ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) ( النساء : 123 – 124 )

      إعجاب

  4. الصديق رائق: ـ قصدت بكلمة الدين والأديان هي المعتقدات عند كل الشعوب بما فيها العقائد السماوية والعقائد غير السماوية.
    ـ أعود وأكرر أنني لم أقل أن الشعوب غير الإسلامية لاتدعو الله وإنما قلت أنها لاتقتصر على الدعاء فقط مثل الشعوب الإسلامية بل تعمل عقولها في اكتشاف وتسخير السنن والقوانين.
    ـ أقصد ب(الإيمان بالله) الإيمان بمن خلق الكون والإنسان وأبدع السنن والقوانين الناظمة لهذا الكون وهذا ما يعتقد به أتباع الديانات السماوية الثلاث.
    ـ قصدت بالشعوب غير الإسلامية الشعوب الغربية (أوربا وأمريكا) والشرقية مثل الصين واليابان وغالبية هذه الشعوب علمانية أو غير ملتزمة دينياً أي لاتلتزم بأوامر الله ونواهيه من تحريم شرب الخمور وفوضى العلاقات الجنسية ونهب وظلم الشعوب الضعيفة الأمر الذي يجعلها تعاني بسبب ذلك أيضا.
    ـ نعم أنا قلت بأن هناك قاسم مشترك بين كل الأديان وهو إقامة العدل ومحاربة الجهل والفقر والمرض.
    ـ نعم أنا أؤيدك بأن كل شعوب العالم تؤمن بإله ما يسيطر على هذا الكون ويصلون له ويدعونه بطرق مختلفة ويجب أن نحترمهم جميعاً ونحترم معتقداتهم لكن ليست هذه هي المشكلة، المشكلة هو أن كثيراً من تلك الشعوب لاتلتزم بما حرمه الله في الكتب السماوية وبالتالي هي تعاني بسبب ذلك.

    إعجاب

  5. الصديق أسامة
    المصالح المعروضة في بداية إجابتك ومفتاحها هو قولك :
    اقتباس :
    “قصدت بكلمة الدين والأديان هي المعتقدات عند كل الشعوب بما فيها العقائد السماوية والعقائد غير السماوية.”
    يمكن الحكم عليها باستدلال سريع – بكونها:
    1- حركتها سارية البداهة بسرعة وافية لكونها ممقبولة من قبل عامة الناس بدن اي التباس
    2- كتلتتها ذات جاذبية لاتنفر أحدا لكونها لاتخالف أي من مبادئ القانون الحيوي الكوني
    وبالتالي فأن كعبة مصالحها بداهتها منيرة شافة

    والحكم يتأكد مع تدقيقها :
    1- بمربع أحوال المصالح حيث الحكم هو التوحيد بقرينة الانغتاح + التوتر العالي(كل الشعوب بما فيها العقائد السماوية والعقائد غير السماوي) ة.”
    2-بمربع جذور المصالح حيث الحكم هو شكل حيوي كلي بقرينةجذور برهان حدث + وحدة معايير حيوية )
    أما المقاطع التالية :
    اقتباس رقم 1
    “غالبية هذه الشعوب علمانية أو غير ملتزمة دينياً أي لاتلتزم بأوامر الله ونواهيه من تحريم شرب الخمور وفوضى العلاقات الجنسية ونهب وظلم الشعوب الضعيفة الأمر الذي يجعلها تعاني بسبب ذلك أيضا.”

    اقتباس :رقم 2
    “المشكلة هو أن كثيراً من تلك الشعوب لاتلتزم بما حرمه الله في الكتب السماوية وبالتالي هي تعاني بسبب ذلك.”

    أقتباس رقم 3

    “أقصد ب(الإيمان بالله) الإيمان بمن خلق الكون والإنسان وأبدع السنن والقوانين الناظمة لهذا الكون وهذا ما يعتقد به أتباع الديانات السماوية الثلاث”

    لن أقايسها الآن ولكنك ستعرف مالذي يعطل سريان بداهتها ويجعلها كتلة منفرة لعامة الناس هو ردك على الأسئلة التالية :
    1- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون غالبية الشعوب العلمانية هي كما تصفها ” غير ملتزمة دينياً بماتعتقده دينها أي لاتلتزم بأوامر واجب الوجود الحيوي ؟ أو ماتعتقده أنه نظام الخالق الذي يسميه بعضهم بما يعادل مفهوم الله . ولكل عقيدة حلال وحرام , مشجعات و ونواهي” ؟
    2- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون من لا يحريم شرب الخمور لايؤمن بالله ؟
    3- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون ماتسميه “فوضى العلاقات الجنسية ” هي فوضى فعلا ؟
    أنا اعرف انه يمكنك ان تسميها بماهو اقسى من ذلك ,
    واذا اردت تسميتها حرفيا بما تؤمن انت به أي باسم اخر فالرجاء ان تورده مع دليله الدامغ أي مع البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس

    4- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون ماتسميه “نهب وظلم الشعوب الضعيفة ” يحدث بارادة هذه الشعوب وليس بإرادة القوى التي تحكمها وتضللها بكونها تنشر المدنية والتقدم ؟
    5- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون التاريخ الاسلامي وحتى في عصرها الذهبي لم تغزو ولم تفرض الجزية على من تستطيع احتلال ارضهم وهم صاغرون ؟ وماه البرهان الموضوعي أن الغزاة الترك لم ايستخدموا التجارة الطائفية العنصرية في الشعوب التي استعمرتها ؟ وماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون الاتراك وهم في غالبيتهم مسلمون ويحكمون باسم القرآن وصلوا الى درجة التتريك أي محاولة محو لغة القرآن
    6- ماهو البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس بكون – الحكم التركي الحالي على سبيل المثال , وهو يحكم باسم الاسلام- ليس اكثر فساد وافسادا من الشعوب الغربية غير الإسلامية ؟
    7- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتحرم شرب الخمر على من هو أقل من سن ال21؟ أو تحلل شرب الخمر ولكن لا تقبل أن تكون محتلة من قواعد الأطلسي ؟
    8- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر ولاتقبل أن تكون بحلف عسكري مع من يحتل فلسطين .؟
    9- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر ولاتقبل على نفسها احتلال ارض غيرها ؟
    10- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر ولاتقبل أن تتآمر على دول مجاورة لتفرض عليها حكم أحزاب دينية
    11- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر ولاتقبل أن تدخل من مد يد الصداقة لها بحرب اهلية ؟
    12- ألايوجد شعوب غير اسلامية ومتدينة ولكن لاتقبل أن تحكم بدستور ديني و تقبل الشرطة الدينية ؟
    13- ألايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر ولاتقبل أن تكون غير دستورية ؟
    أ14- لايوجد شعوب غير اسلامية وعلمانية وتشرب الخمر وتحرم الاتجار بالعبيد قبل قرنين من كل الدشعوب الاسلامية؟

    15- ألا يوجد أديان قبل الإسلام بآلاف السنين وسماوية ومع ذلك تحرم استعباد من كان على دينها (اليهود) ولاتقبل أن يكون العبد عبدا اكثر من (7) سنوات فقط .. ولاتقبل استعباد أولاد العبيد ؟؟ كماهو الحال في الشرع الإسلامي الحنيف والسماوي؟

    الصديق أسامة بالتأكيد يمكنك انت قول ماهو أكثر من ذلك ..!
    وإذا كانت هذه الشعوب تصفها بكونها “تعاني” وبالتأكيد مامن مجتمع الا ويعاني ممايراه قصورا فيه .. ولكنها بالتأكيد لاتعاني بسبب كونها غير اسلامية , وليس بسبب كونها لاتؤمن بمايؤمن به المسلمون , ولا بسبب الشرب ولا بسبب الوضى الجنسية .. بل تعاني من قصور التعليم والضمان الصحي وشمول الدستور وضعف الدخل وعدم الوصول الى المريخ , ومن عجز عن تجاوز نظام الاستغلال الرأسمالي ومن وجود أمراض مستعصية على الحل ..ا ومن وجود إرهاب …الخ ولو انها اصبحت مسلمة على طريقة الشعوب الاسلامية لآصبحت في أسفل سافلين ..
    إذا كنت لاترى ذلك اوضح رجاءا


    أما المدهش في ردك فكان ماجاء في
    اقتباس :

    “المشكلة هو أن كثيراً من تلك الشعوب لاتلتزم بما حرمه الله في الكتب السماوية وبالتالي هي تعاني بسبب ذلك.”

    فلو انك اجبت عن سؤال تكرر في ردي السابق طالبتك فيه بتعريف المقصود “بالدين” والمقصود ب:”الله” ومالمقصود بكلمة “دين سماوي ” أو ” كتاب سماوي “ لما كنت ستهدم كعبة مصالح بهذه السولة ..!
    ولكونك لن تجد البرهان الموضوعي الذي يقبله عامة الناس لماتتقصده : ب “ماحرمه الله ” ولا ب ماتقصده ب”الله ” ..
    إذا كنت لاترى ذلك اوضح رجاءا

    ولو أنك اجبت عن سؤال عما تقصده ب:”كتب سماوية” لوجدت :
    1- أن من تشملهم بهذه الصفة لايعترفون بكون القرآن كتاب سماوي
    2- أن من تشمولهم باصحاب الديانات السماوية لايعترفون في غاليتهم الشعبية أن للمسلمين مقدسات بل يعتقدون أنهم لا يحللون ولايحرمون ..! تماما كما يعتقد غالية المسلمين عنهم ..

    إذن الرجاء من الصديق أسامة العودة الى تعريف المقصود بالله وبالسماوي وبالدين تعريفا صالحا في بداية الرد كقولك :
    اقتباس :

    “قصدت بكلمة الدين والأديان هي المعتقدات عند كل الشعوب بما فيها العقائد السماوية والعقائد غير السماوية.”
    ولكنك تعود عن ذلك وتقول مايناقض ذلك أو على الأقل لايتطابق معه :


    أقتباس:

    “أقصد ب(الإيمان بالله) الإيمان بمن خلق الكون والإنسان وأبدع السنن والقوانين الناظمة لهذا الكون وهذا ما يعتقد به أتباع الديانات السماوية الثلاث”.

    فإذا كانت كل المعتقدات هي تصلح لآن تكون مشمولة بكلمة دين فلماذا تخس عن الأديان التي تؤمن بكون الطبيعة هي الله بكونها لست دينا وايمانا ؟
    ولماذا تمارس ازدواجية المعايير مع من يؤمن بالمادة يو علن ان المادة من ينظم السنن ؟ أن المادية ليست دينا وايمانا؟
    ولماذا يصعب أن تعترف بكون من يؤمن بتعدد الألهة ليس دينا وليس ايمانا ولا يعتقد انه ليس سماوي فقط بل هو السماء وله كل السماء ؟

    يعني أيها الصديق عندما تقول :
    اقتباس :

    “قصدت بكلمة الدين والأديان هي المعتقدات عند كل الشعوب بما فيها العقائد السماوية والعقائد غير السماوية.”ا
    فعليك – بايها الصديق أسامة – ليس فقط ان تصدق نفسك , بل أن تطبق صلاحية ذلك القول على كل أقوالك
    ولكونك فعلت لآدركت أنك لاتعرض فقط كعبة مصالح بداهة منيرة .. بل تعرض أيضا كعبة مصالح ظالمة …
    وأنا متأكد من كونك تحب العدل وتكره الظلم ولا ادعو الله لهدايتك , بل أدعوك الى الاحتكام الى منطقك الحيوي الفطري
    وبالتالي فالدعاء المطلوب لامانع أن يوجه إلى غيب الايدرك ولكن بشرط مرافقته بالدعوة الى تفعيل البداهة الحيوية الكونية الموجودة ليس في البشر فقط بل في الشجر والحجر وهي بداهة تتحواها كل العقائد الدينية وغير الدينية عبر العصور والمجتمعات
    وإلا فسوف نبقى نعاني

    فماهو رأيكم دام فضلكم

    إعجاب

  6. الصديق رائق: ـ نعم أوافقك الرأي أن هناك أديان وعقائد مختلفة عند شعوب الأرض منها ما هو سماوي ومنها ما هو غير ذلك ويجب احترامها جميعاً ولايقيم الانسان من خلالها ولكن يقيم من خلال الحفاظ على حقوق الناس(إقامة العدل) والإحسان إليهم.
    ـ أعود وأؤكد ما قلته في مقالتي أن كل شعوب العالم تعاني بشكل أو بآخر فالشعوب الإسلامية تعاني لأنها تركز على الروحانيات على حساب إعمال العقل والشعوب غير الإسلامية وخاصة المتقدمة منها تركز على إعمال العقل على حساب الروحانيات.

    إعجاب

  7. الصديق أسامة
    تحية الحياة وبعد
    يؤسفني ان أكون مضطرا لكي أوضح شخصيتي العكرة والمعكرة رغم كوني اسمي رائق !
    كما يؤسفني أن أخالفك حتى وانت توافقني ..
    يعني هل يعقل وفي يوم أربعاء أن يتفق حمصي وحموي ؟

    في ردي السابق سألتك اسئلة كثيرة واحترت كيف يمكنك ان ترد عليها وتبقى اسلاميا بالمعنى الديني !
    طبعا ليست مهة الحوار الحيوي تغيير عقائد الناس
    وليس من الحيوية في شيئ تسفيه عقائد الناس
    المنطق الحيوي وقياساته تساعدنا على التواضع والحوار وفق أسس البرهان
    الذي يقبله عامة الناس
    وأنا أعرف أنك لم تختار دينك بل هو من اختارك كبيئة
    وأعرف أن المسلمين المتدينين يعتقدون بكون دينهم سماوي وهذا لاييضرهم

    ولكن عندم ردك على اسئلة متكررة عدة مرة بماذا تقصد بالدين وبماذا تقصد يالله ؟ وبالسماوي؟ وبالمنزل ؟ الخ يدل على كونك اما تواجه احراجبا في الرد .. أو أنك تخشى الاعتراف بكونه مجرد امتداح ذاتي ليس فقط لايكفي لبرهنتها برهانا يقره عامة الناس , بل ينطوي أيضا على تحقير للآخرين بوصفهم غير سماويين ..!
    ولكون معظم النار تنجم عن مستصغر الشرر , فالمنطق الحوي يلزم من يستخدم عبيرات لابرهان تجريبي دامغ عليها وبشكل يقبله عامة الناس القول بصيغة متواضعة ودقيقة من قبيل “يوجد اديان وعقائد مختلفة بعضهم يصنف دينه بكونه سماوي , وبعضهم رافضا الأعتقاد بسماوية اديان أخرى , وبعضهم يصف دينه بكونه مادي او طبيعي أو أرض رافضا الأعتقاد بوجود مصدر سماوي لأي دين , وبعضهم , يرى كلمة سماوي تعني خرافي غيبي أو قليل العقل , ويرى هكذا تسمية تسفيها له ..!

    وكذا الحال مع معظم الكلمات اعقائدية الغيبية مثل كلمة” الله “, فبعضهم يراها مجرد كلمة! او اسم تعني الخالق عند من يستخدمه ,
    وبعضهم يراها تعادل اي كلمة تعني واجب الوجود ,
    وبعضهم يراها اسما لإله قريش جرى تعميهه بالسيف , فحل محل اسماء الهة عربية أخرى مثل هبل وبعل وآن ..الخ

    وبعضهم يرى ان كلمة “الله “بلفظها المفخم المرطل والمرطن والمنغم والمغنن ! ليست صناعة بشرية بل هي صناعة الهية منولة من السماء السابعة كما هي ولايجوز تسمة الله الا بها , ويزيد على ذلك بعضهم , أن هذه الكلمة لكونها عربية فإن لغة أهل السماء عربية !
    وانه يجب ان ترافق كلمة “الله” كلما ذكرت بتعبرات مثال تعاى , جل جلاله ..الخ والا فإن من لايذكر ذلك يكفر ..الخ

    أي باختصار يمكنك ان تؤمن بأي شبئ تريد ,
    ولكن يجب ان تقول ان ذلك مجرد ايمان ! أو اعتقاد.. وله مايماثله في كل العقائد والاديان سواء سمت نفسها سماوية اأو لا ..

    طبعا انت لن تستطيع الاعتراف بذلك وتبقى على عرش الاعتقاد بكون الاسلام يعني دون الحق دون غيره

    ولن تستطيع قول ذلك وتبقى – انت او غيرك – قادرا على الادعاء بكون الاسلام لديه حلول أفضل من العقائد والاديان الأخرى
    والأخطر أنك لن تستطيع الاعتراف بذلك بكون العقائد والاديان جميعها متساوية وبعد ذلك تنادي بحكم الآخر باسم الاسلام
    ..
    ومن هنا فإن القياس الحيوي من خلال اعادة تسويق المصالح يصل الى السياق السببي والقيمي والظيفي الذي يفسر قصولر المصالح المعروضة
    وسبب عدم ردك على الإسئلة التي وجتها اليك , هو تماما كسبب عدم رد الصديق كمال الشريف .. أي الخشية من ضياع ادعاء حكم الناس باسم الاسلام .. ومن يستطيع الوصول الى السلطة باسم دين ما يدعي أنه الوحيد هو دين الحق , وأنه على طريقة قطب يعني تخويلا من خالق الكون بحكم الخليقة كلها ! فلماذا يترك لغيره حقا ان لم يكن مضكرا , ولماذا يعترف بكونه غيره على حق الا اذا كان سيزاحمه على السلطة

    ولذلك ايها الصديق المحاور المهذب والحيوي الجميل , والصبور , واكاظم غيظه, عليك ان تصل بالحوار الى نهاياته المنطقية وتتوقف عن المجاملة !
    الحروب والمجاور ومصر و في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين .. وووو ليس لها علاقة لا بالله ولا بالدين ولا بالسماء بل بالسلطة وبالمصالح السياسية ولكن التجارة الطائفية تسهل استقطاب وتجنيد الناس فإنها تسخدم للتحزب , والتعبئة والقتال ..
    المنطق الحيوي يكشف مستصغر الشرر في التعابير ويزود مستخدما بتقدير وقع تعبيراته عند الآخر

    بعضها يتم عن براءة كماهو حالك !

    وبعضها يتم عن سابق قصد اجرامي طائفي ..
    ولكون النويا الحسنة تعبد طريق الجحيم فإن المنطق الحيوي يعلمنا كيف نعرض مصالح مانؤمن به بصلاحية توحيدية احتوائية تجديدية عملية سياسية وهذهو أساس الدين الحيوي الذي عبر عنه الاسلام خير تعبير , ويعبر عنه كل حركة توحيدية احتوائية تجديدية سواء كان اسنها الاسلام او لا ..
    وهذ يعيدنا الى كشف مشكلات فهم القرآن والأديان بةصفها معزم مقارباتنا طائفية عنصرية انحطاطية صنمية والاسلام منها براء
    والمشكلة الأكبر أن يدعي المنحطون في فهمهم للإسلام , والطائفيون في انتمائهم الى الاسلام , والمحنطون المتحجرون المنغلقون في فهمهم الأسلام , وسدنة الاطلسي والاستغلال الرأسمالي باسم الاسلام .. .. بأنهم فعلا يفهمون الاسلام ..!
    المشكلة الأكبر ليس كونهم ضد الاسلام الحيوي , المجدد التوحيدي , بل أولا ضد انفسهم ويخدمون من يتاجر بهم أو يتخذهم ذريعة لتلميع نفسه عند الغرب بوصفه ضد الأرهاب

    ولذلك , نعم , للدعاء فوائد وأول دعئي ان نكتشف المنطق الحيوي في مصالحنا العقائدية والسياسية وتكشف الحيوية في عقائدنا الاسلامية
    اللهم انصر المنطق الحيوي في هذه الأمة المبتلاة بانحطاط قرون ,
    والمتوهمة أنها وحدها من دون العالمين تعترف بالخالق وتتواصل معه ..
    أللهم سهل لنا طريقة الوصول الى من يحتاج المنطق الحيوي – وبخاصة اغلبيىة ابناء الشخصنة السنية قبل غيرها – ليكتشوا كم هم معادين لسنة نبي المصالح القرآنية .. أمين !
    اللهم ساعد المؤمنين بالاسلام بكل طوائفه , وبالكارهين له على اكتشاف أن فهمهم الجوهراني الطائفي هو ضد الاسلام ..آمين
    وسأأكون سعيدا أن أراك والقراء تبتسمون !
    ولكونه اليوم الأول في عام 2014 واكتب الرقم لأول مرة بتاريخ ميلاد ابن سوريا “المسيح ”
    فكل عام وانتم بخير , وحيويتكم تجددة بمزيد من التوحيد الإحتوائي التجديدي العملي والصالح للإستخدام السياسي لوقف المجزرة واكتشاف اننا جميعا بكل عقائدنا الدينية وغير الدينية الاسلاممية وغير الاسلامية من ابناء الدين الحيوي العالمي ..
    ولايماري بوجود وشمول وسهولة وبرهانية امتشاف الدين الحيوي في نفسه وغيره, الا جاهل او مجرم فإن كان مضكرا يمكن أن نجد له عذرا ونتفهمه ونتجاوزه وأن لم يكن له عذارا محكمه بالمنطق الحيةي
    ولله عاقبة الأمور

    اللهم آمين

    إعجاب

  8. اللهم آمين اللهم آمين، اللهم اجعلنا نحب الناس جميعاً بغض النظر عن عرقهم ودينهم ومذهبهم وأفكارهم، اللهم اجعلنا نقف إلى جانب المظلومين مهما كان عرقهم أو دينهم أو مذهبهم أو أفكارهم، اللهم اجعلنا نقف ضد الظلم والظالمين ولو كانوا آباءنا أو أبناءنا أو إخواننا،اللهم فرج عن وطني ببركة ذكرى ميلاد سيدنا المسيح عيسى بن مريم(عليه السلام)، اللهم اهد قومي جميعاّ إلى طريق السلام الذي يوقف القتل والتدمير ويحقن دماء السوريين جميعاً اللهم آمين وكل عام وأنتم بخير أيها الصديق المتعب رائق .

    إعجاب

  9. 2014 «دماء جديدة»!
    زياد الدريس *
    الأربعاء ١ يناير ٢٠١٤
    اليوم هو أول أيام السنة الجديدة 2014، فهل ما زال هناك متسع للتفاؤل والتأني والتأمل؟!
    قال لي صديقي بكل تلقائية ونمطية: «إن شاء الله تكون 2014 أفضل من 2013»، قلت له: «لعلها فقط لا تكون أسوأ… ونعوذ بالله من القنوط».
    منذ عام 2011، حين انفرج جزء من الصخرة الجاثمة على باب البيت العربي ونحن بانتظار الانفراج الثاني ثم الثالث. لم يطل الانتظار فحسب، بل بدأنا نشعر بأن الصخرة التي انفرجت بدأت تستعيد مكانها ومكانتها عند مدخل البيت المسدود!
    ما الذي ننتظره ونأمله من عام 2014؟
    هل نأمل ارتفاع مستوى الكرامة البشرية وتوقّف استرخاص الدماء؟
    أو تحقّق التطلعات الإنسانية في عالم تنموي عادل؟
    هل نطمع في نفحات ديموقراطية تهب علينا من الشرق أو الغرب، ولن أقول الغرب فقط كما يظن البعض! بل في مشاركة شعبية في صنع القرار، أيّاً كان اسم هذه العملية: ديموقراطية – شورى – حوكمة؟
    عندما انفرجت الصخرة قليلاً، قليلاً فقط، استعجل البعض في إخراج رأسه من خلال الفرجة الصغيرة ظناً منه أن الانفراج سيكتمل تلقائياً، ونسي أن الصخرة لا تنفرج إلا بـ «صالح الأعمال»، لذا تورّط العاجل برأسه في الفرجة الصغيرة التي بدأت تضيق مجدداً!
    كنا نظن متعجلين أن الصخرة التي انفرجت في 2011 سيكون انفراجها الثاني في ٢٠١٢ والثالث النهائي في ٢٠١٣، لكن الذي وقع كان أشد إيلاماً مما توقعنا، فالانفراج تحوّل إلى انفجار!
    أمام القنوط والألم الذي يلفّ المواطن العربي لم يبقَ أمامه من خيار أو وسيلة سوى أن يتفاءل… يتفاءل بماذا؟ بسنة جديدة أم بوجوه جديدة أم بعقول جديدة؟
    لا أدري… لكنني سأظل دوماً أحضّ على التفاؤل والأمل والإيمان بالله، لعل الصخرة تنفرج بهذا العمل الصالح.
    كنا نظن أن الربيع العربي سيجلب لنا «دماء جديدة»، لكنه للأسف أراق دماء جديدة!

    * كاتب سعودي

    إعجاب

  10. من أين سيأتي الأمل؟
    الياس حرفوش
    الأربعاء ١ يناير ٢٠١٤
    عندما تطوي سنة من عمرنا صفحتها، يغري ذلك بشيء من الأمل وبالتطلع الى مستقبل أفضل. بعضنا يذهب الى بلورة التنبؤات التي ينتشر نجومها عبر الشاشات لتخبرهم بما يخبئه الغيب. مع أن الكل يعلم ان الغيب في علم الله، وأن ما يقوم به هؤلاء ليس سوى دكاكين مفتوحة لتزويد الشاشات بشيء من حصص الاعلانات التي لا يعوضها عادة سوى نجوم الفكاهة والطرب، في بلاد عزّت فيها اسباب الفكاهة وتراجعت حظوظ الطرب.
    في بلاد كهذه، ماذا يمكن ان تخبيء السنة الجديدة؟ ومن أين لها ان تأتي بجديد افضل، وكلنا غارق في القديم، يبحث في كتب التاريخ عمّا يزوّده بالمؤونة اللازمة لحروبه؟ في بلاد كهذه، من أين يأتي الأمل، والنوافذ كلها مغلقة في وجه أي شعاع يأتي من الخارج؟ في بلاد كهذه، لا ينزرع سوى التخلف والبؤس، والفقر والدمار، في الشوارع وفي النفوس. لا مكان للغد ولا للحلم. كل الامكنة مفتوحة على الظلمة وعلى القهر.
    كيفما تجولت في صور هذه البلدان، لا يقع نظرك سوى على مشاهد لـ «شعوب» تتقاتل. هي من حيث المبدأ شعب واحد، لكن افراد هذا الشعب ليسوا كالشعوب الاخرى التي يشكل اجتماعها سبباً ومبرراً لقيام الاوطان. شعوبنا لا تنجب سوى التفكك والفرقة والاحتراب. الحدود المرسومة على الخرائط لهذه الدول يعتبرها أهلها حدوداً مصطنعة. الحدود الحقيقية هي تلك التي تقوم بين القرية وجارتها، وبين الحي والحي والآخر، تبعاً للانتماء الطائفي او العرقي او السياسي. ومثل ايام الغزوات الجاهلية، كل شيء مباح عبر حدود هذه القرى والاحياء والشوارع. جارك الذي كان يقيم الى جانبك منذ عشرات السنين يمكن ان يتحول في لمحة بصر الى هدف لتفجير قاتل او لقنبلة تحت مقعد سيارته. لا مكان للعواطف في غزوات كهذه. أما أنا أو أنت. لا يوجد مجال للمصالحة او فرصة لاحترام أصول التعايش.
    في منطقة مثل منطقتنا وفي بلاد مثل بلادنا، قد يكون خير ما نأمل ان تحمله لنا السنة الجديدة هو بقاء القديم على قدمه. لقد علمتنا الايام والسنون ان كل تغير هو تغير الى الوراء، أي نحو الأسوأ. علمتنا تجارب العمر ايضاً ان مجتمعاتنا تملك مناعة ابدية ضد التحسن او التطور. واذا كان العالم ينظر الى قدوم سنته الجديدة على انها تشكل بارقة أمل نحو فرص أفضل في التعليم والصحة والاقتصاد وتوظيف الكفاءات الشابة الناشئة، فإن كل ما نراهن عليه نحن هو عدد أقل من القتلى والمصابين والمعاقين والمهجرين ونزلاء السجون، بفضل الحروب التي نخوضها ضد بعضنا.
    مع قدوم هذه السنة الجديدة، من أين تريدون ان نأتيكم بالأمل بأحوال أفضل؟

    إعجاب

  11. مقالة رائعة جزاك الله كل خير استاذ اسامة الصباغ

    إعجاب

  12. (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا..)، كانت هذه الاية الكريمة هي أول الكلمات التي تلاها والدي على مسامعي عندما افتتحت عملي الخاص لاول مرة ومنذ ذلك اليوم من 17 سنة ولازالت هذه الاية الكريمة بالنسبة لي النور الذي اهتدي به كلما تداخلت امامي السبل او اختلطت بين يدي الاوراق الحمد لله على نعمة الايمان انه سلام القلب ونقاء الروح

    إعجاب

  13. المحاورة الفاضلة الدكتورة جالا
    يشرفنا مدرسة دمشق المنطق الحيوي من يحمد لله على نعمة الايمان ويشعر انه يعيش سلام القلب ونقاء الروح
    المنطق الحيوي ينطلق من أن “:ما هو إيجابي هو صادق بقرينته الحيوية أو قرينة ضرورته الحيوية الملزمة بداهة لأي كان لو كان في ظرفه !”
    رائق النقري :سرعة البدهة الصافية_ الوافية بقوة القنونة الحيوية الكونية

    Posted on 02/12/2011 by damascusschool |

    وبالتالي فإن القياس الحيوي لحركة بداهة المصالح المعروضة في جملتك :” الحمد لله على نعمة الايمان انه سلام القلب ونقاء الروح” يدل على سريان بداهتها بسرعة كافية على الأقل بالنسبة لك لكونك انت من تعيشين هذا الإحساس الحيوي
    السؤال لك – وللقراء الكرام ضمنا – هل يمكنك توقع وجود أناس يشعرون الشعور بسلام القلب ونقاء الروح نفسه وهم يمارسون العدوان؟أو التحزب أو التعاطف النفسيي تجاه أحد مقاتلي القوى المتصارعة في الساحة السورية تحت اسماء مختلفة ؟

    وأكثر من مثل ا ذلك , ألا يمكن أن نعثر على أناس يشعرون يحمدون الله لكونه يتيح لهم قطع رؤوس مايتوهم أنهم خصومه ؟
    إذا كانت الأجابة هي نعم !
    وكان صاحب الشعور ممن يقرأ البسملة الرحمانية عشرات المرات في اليوم الواحد ويحمد الله على رضا الله والوالدين .. فكيف يمكننا ضمان أن مجرد الشعور بصحة الإيمان وباتباع العدل والإحسان هو كاف ؟

    ألانحتاج الى منطق قياسي تجريبي يستحسنه عامة الناس عبر العصور والمجتمعات ؟
    إذا كانت الإجابة هي النفي !
    وأنه يكفي المرأ ما يقبله أهل ملته وعقيدته فإن السؤال الأصعب يبرز من واقع المجرة السورية الحالية ..
    كيف إذن نفسر قتال أهل الدين الواحد والطائفة الواحدة والمذهب عينه بعضهم بعضا وكل منهم يدعي انه يقاتل لنصرة دين ملته ؟

    إعجاب

  14. عندما لايكون هناك أمل بالأمر فمافائدة الدعاء

    إعجاب

  15. الصديق محمد: إذا لم يكن هناك أمل فلا حاجة للدعاء أصلاً، لأن الأمل هو من يدفع بصاحبه للدعاء والبحث عن السنن والقوانين (التي أبدعها الله الذي ندعوه)، وبتسخيرها واتباعها يتم تحقيق هذا الأمل.

    إعجاب

  16. الأصدقاء محمد وأسامة لاتقنطوا من رحمة الله !
    من الوظائف الأكثر حيوية للعقائد الدينية وغير الدينية هو مقاومة الموت والانتصار على الظلم وقهر الظغيان والعبودية بالإستناد الى الإيمان بخالق الكون سواء أكانت قدرة الخالق متيسرة بصنم , أو طوطم أو حجر أسود أو اسم للخالق أو أولويائه أو قوانين طبيعية أأو ظواهر طبيعية كلمطر والجبال والراكين ..الخ ..
    والدعاء تزداد الحاجة اليه مع ازدياد الحصار وتهديد الحياة والعدل والحرية لكل منا
    وحتى في بعد حدوث الموت او التيقن من حدوث الموت بعد لحظات فإن الشخص المعني او الذي يعرف يقينا انه يموت في لحظتها فإن هذا الشخص سيكون مدفوعا للدعاء بتخفيف الألم وتقليل ألم المصاب والأهم حصر اضرار المصاب بحيث يحمي من يحبهم من اهل وغيرهم من أثار موته أو على الأقل الدعاء له أن يذكره الناس بالخير ويصفحون عن اخطائه تجاههم ..الخ
    الدعاء هو وظيفة حيوية بمقدار تحديدها اولوية الاحتياجات التي تدفع الناس للدعاء
    من كان فقيرا أو مريضا أو جاهلا أو جائعا أو محكوما بغير العدل ويجد نفسه يدعو لكي ينتقم الله لطائفة أو جماعة لاتشتركه الايمان او الطقوس او الفلوس ..!ليس لها من قريب او بعيد بوضعه السيئ فإن حيوية الدعاء ليست مبددة فقط بل مضحكة ..
    ولكن لو دعى من يؤمن به إلى سد حاجته الأولى -وليكن الجوع- .. فهذا سيساعده إلى التفكير بسبل تجاوز الجوع ويمكنه أن يعد نجاحه في ايجاد طرق لسد الجوع نعمة من الخالق الذي يؤمن به ولا ضير في ذلك
    ولكن الضير كل الضير أن يعتقد أحدهم أن الصورة التي يكونها عن خالقه هي وحده التي تجيب الدعاء ..
    فصورة الخالق الذي نؤمن به هي هنا ثانوية وومرة أخرى سواء اكانت صورة الخالق مجسد بصنم او حجر اسود او مزار او أو عاصفة او بركان او طوطم أو سلف .. ليس له أي اثر مختلف في حيوية الدعاء
    فالمهم هو الايمان بعدم اغلاق أبواب الأمل بالفرج , وبأن دوام الحال السيئ من المحال .. وان بعد العسر يسرا , وبعض الشر أهو من بعض , وبعض مانراه شرا هو خير محقق ..
    الدعاء وظيفة حيوية بصرف النظر عن تفاصيل الدين الذين نؤمن به
    , والدعاء الحيوي مستجاب بحسب أولويته لمن يقوم بالدعاء
    وادعو لكما عدم الانزعاج كثيرا من طول الرد .!. فهل هذا ممكن ؟
    وأدعو صنمي المقدس أن يساعد القراء ببركته حتى ولو لم يؤمنوا به – أن يصفحوا لي عن ما يمكن أن أن يكون قد خدش ايمانهم واستفزهم بالقول أن كل الايمانات وكل الأديان هي سواء ..!فهل هذا ممكن ؟
    وأدعو من كل المقدسات الدينية وغير الدينية وكل الأصنام وكل المزارات وكل الألهة المغفرة اذا كنت قد حرضت الناس على أولوية الدعاء بوصفه نوعا من التبصر بشوؤنهم المستعصية ,

    وبالتالي فالدعاء الأهم ليس القول يالله كيف اجد طعاما .. أو يالله سد حاجتي الى الطعام بل التركيز في التفكير كيفة سد الجاجة الى الطعام هي نفسها دعاء حتى ولو لم نلفظ حرفا ولم نتجه الى غير الواقع الذي نعيشه لسد الحاجات المستعصية
    مرة أحرى أستغفر كل الألهة والمقدسين والأصنام والطواطم والاسماء المقدسة والمزارات والأولياء من اجالتهم الى التقاعد وعدم الحاجة الى مجرد ذكرهم اذا كنا قادرين على عقل واقعنا وانفسنا ومحيطنا بشكل يلبي احتياجاتنا الحيوية

    ولكون فهم الوطيفة الحيوية للدعاء يسد حاجة معرفية فإنني أعتذر من الذين يدعون ربهم لمعرفة وظيفة الدعاء فقد تم الأمر ! أليس كذلك ؟
    ألا يعني ذلك أن الدعاء هو دلالة قصور ما ؟ ومحاولة لتملس سبل تجاوز هذا القصور؟
    ومن لايقتنع بهذا الرد أشكوه لربه فقط وكما يقال ” الله يصطفل به” !

    إعجاب

    • سلام ومحبة: لقد تمترس المتحاورون، وراح كل يدافع عن كهفه كونه ملاذه الطاهر الأمين، مع أن جوهر الحوار مناقشة ما هو مطروح على طاولة الحوار، دون إضافة عناصر جديدة ومنها نخرج إلى مستجدات وتفريعات في الحوار، ما يؤدي إلى تجاهل الأصل ومحور النقاش والاستغراق في مسام الجلد والبحث فيما لا يرى ولا يحس ولا يشم، بحكم البداهة، إن خالي الوفاض ينحدر إلى التفاصيل والجزئيات، لخلق سحابة ضبابية يختلط من خلالها الاشك باليقين.
      بالمقارنة نجد الدعاء طقس شعائري تتبعه أسفار التوراة، والبكاء واظهار الخضوع عند كل جدار ومنهم الهزازون، والبكاء والنحيب والاستجداء أصله في الديانة السورية القديمة، وما كان يقام من مواسم جلد الذات في فترة غياب الإله ديموزي مع انتهاء موسم الخصب وحلول فصل الخريف وانقطاع الأمطار، فديموزي إله الماء والخصب والانبعاث الحقيقي للحياة، وبما ان اليهودية ماخوذة عن الروايات الشفهية والتراث السوري فتجدهم يمارسون هذا الطقس.
      كذلك انتقل ليصبح من الطقوس الدينية الإسلامية عن طريق التراث، حيث امتزج الديني بالعادات والتقاليد الشعبية، ونلاحظ اليوم الفارق والتباين بين الفهم الشعبي للدين في الريف والفهم المدني لذات النص، لكن تبقى حقيقة الدين الإسلامي ظاهرة جلية في كل المواضع القرآنية، تجمع على اقتران القول بالعمل والنوايا الحسنة، وحارب التوكل والتواكل، ونهى عن ترك العمل والتفرغ للعبادة وكلنا يعلم موقف الخليفة عمر، والنصو الداعية للعمل: فل اعملوا ..فسيرى الله ورسوله..- الذين يأمرون بالمعروف وينهون… الذين آمنوا وعملوا الصالحات… لا نلاحظ الذين دعوا بدعاء النحيب والبكاء؟!- ولم تجمع عليه المواضع القرآنية إلا ما نشاهده في القصص والسير، فلماذا يترك أهل الإسلام جوهر دينهم ويتمسكون بالبدع؟، وأدبيات كتبت في عصر الحكم الانحطاطي للعرب زمن حكم المماليك والكرد وآل عثمات وأتتاورك؟ بما فيها تفسير القرآن المعمل به برؤية بعيدة عن جوهر الدين وبلسان غير عربي، ولم ينجز التفسير في عصر الدولة الأموية أو العباسية!، وهم أحق بالتفسير والشرح والتاويل من الخلفاء إلى أمراء دولتي الإسلام في دمشق والبصرة والكوفة زبغداد. رمزي الصالح باحث تاريخ قديم ودين مقارن-23/10/2014. والسلام.

      إعجاب

  17. الدعاء كذبه لترغيب الناس للدخول بالاسلام كما هي الاسطوانه المشروخه بجميع الاديان كطبيب فاتح عيادته ويكتب عليها استطيع علاج جميع الامراض واني خبير بالطب ويدي خفيفه بالعمل .. الخ كنوع من كسب عدد كثير من المرضى ليأخذ السمعه والمال . فمن غير المنطقي ان يكتب الطبيب انه غير خبير وجاهل نوعا ما بالطب فلن يأتيه احد اطلاقا . كذالك الاديان لابد ان تتكلم عن ذاتها وتقول ان الراحه والسعاده بأتباع هذا الدين وان الاله يستجيب لدعائكم ويحل مشاكلكم والخ من هذه السفسطه والغش والتزوير لترغيب الناس للدخول بالدين . الدعاء ماهو الا اختراع لدعم النفس المظطربه والتخيل بان هناك اله يستجيب الدعاء الى ان تتغير الظروف وهذا مايفهمه البعض انه استجابه لدعاءه!!!

    إعجاب

أضف تعليق